بينما لا يكف عن التفاخر بيهوديته وهو يستعرض قدراته الدبلوماسية في التغطية على جرائم كيان الاحتلال قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن المعاناة التي يشهدها الفلسطينيون في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي "تفطر قلبه"..فلا نجد توصيفا لحاله خيرا من المثل الشعبي الذي يقول "يقتل القتيل ويمشي في جنازته".
جاء ذلك خلال جلسة حوارية في منتدى دافوس الاقتصادي المنعقد في سويسرا، أجراه معه مؤسس المنتدي كلاوس شواب والمعلق توماس فريدمان، وفق وكالة الأناضول.
وقال بلينكن: "ما نراه كل يوم في غزة أمر مؤلم، والمعاناة بين الرجال والنساء والأطفال الأبرياء تفطر قلبي". وأضاف: "الوضع في غزة مدمر ويعزز قناعتي بضرورة إيجاد طريقة أخرى تجيب عن المخاوف العميقة لإسرائيل" على حد تعبيره.
دموع التماسيح على الفلسطينين
وكأن بلاده ليست ضالعة في ذبح الفلسطينيين وتشريدهم ومنح إسرائيل فرصة إبادتهم جماعيا!، وكأنه لم يجاهر هو نفسه بمساندة الكيان الصهيوني باعتباره "يهوديا" قبل أن يكون وزيرا لخارجية الولايات المتحدة الأمريكية هكذا يتلاعب أنتوني بلينكن بالحقائق، ويعمل على تزييف مناصرته ووزارته لإسرائيل في ارتكاب جرائمها التي تحاكم عليها حاليا أمام محكمة العدل الدولية بتهم الإبادة الجماعية.
خلال جولته الأخيرة في المنطقة ذرف بلينكن دموع التماسيح، واعلن تعاطفه مع أيقونة الإعلام الفلسطيني وائل الدحدوح، الذي فقد فلذة كبده وابنه البكري المراسل الصحفي حمزة بقصف إسرائيلي متعمد لسيارته، وهي الجريمة التي لم يجد الاحتلال سوي الأكاذيب لتبريرها.
خلال مؤتمر صحفي في العاصمة القطرية الدوحة، سُئل بلينكن، عن مقتل حمزة وزميله مصطفي بصواريخ إسرائيلية في غزة، وكأبرع نجوم هوليوود التي طالما قلبت الباطل إلى حق بأفلام مصنوعة بحرفية عالية، تقمص وزير الخارجية الأمريكي دور الأب المكلوم وهو يقول: "أنا آسف جدا جدا على الخسارة التي لا يمكن تخيلها التي عاني منها زميلكم الدحدوح. أنا والد أيضا لا أستطيع أن أتخيل المعاناة التي عاشها ليس مرة واحدة بل مرتين".
وإتقانا لمشاعره المزيفة أضاف وزير الخارجية الأمريكي تعليقا على قتل أفراد عائلة الدحدوح "هذه مأساة لا يمكن تصورها، وهذا هو الحال أيضًا، كما قلت، لعدد كبير جدًا من الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين الأبرياء، والمدنيين، وكذلك الصحفيون – من الفلسطينيين وغيرهم"، معترفا بمقتل أكثر من 70 صحفيا كانوا يعملون على نقل حقيقة ما يجري من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة.
لا يكف وزير الخارجية الأمريكي عن تبرير الجرائم الإسرائيلية باعتبارها "دفاعا عن النفس"»، لكنه لا يخجل من محاولة إظهار وجه إنساني مكذوب وهو يتحدث عن مأساة الزميل وائل الدحدوح، وكأنه ليس شريكا في وقوع تلك المأساة.
تناسي بلينكن وهو يذرف الدموع الكاذبة علي مأساة الدحدوح، وهي للحقيقة عنوان لكل المآسي التي تتعرض لها العائلات الفلسطينية، أن نجل الدحدوح وكل رفاقه من الصحفيين الفلسطينيين الذي ارتقوا إلى بارئهم بسلاح وعتاد أمريكي وافق وزير الخارجية قبل أيام على مد جيش الاحتلال به من دون الحصول على موافقة الكونجرس، تشجيعا لإسرائيل على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين.
منذ اليوم الأول للعدوان على غزة لم يدخر بلينكن جهدا لإتاحة الفرصة أمام "إسرائيل" للتنكيل بالفلسطينيين والعمل على محو وجودهم، تارة بتقديم الدعم المادي، وأخري بجولات دبلوماسية مكوكية، وثالثة بتوجيه سفرائه لدي الأمم المتحدة لاستخدام حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرارات من مجلس الأمن لإنهاء الحرب في غزة، ووقف آلة القتل الإسرائيلية التي تحصد الأطفال والنساء والعزل من كبار السن، وتجبر من يفلت منها على ترك ديارهم التي يتم هدمها فوق رءوسهم بلا رحمة.
وبدلا من ذرف دموع التماسيح ألم يكن الأولي بالسيد بلينكن أن يتفوه ولو بكلمة واحدة عن ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، بدلا من «النفاق» وإظهار وجه على غير حقيقته لمجرد الاستهلاك الإقليمي والخروج من مأزق وجد نفسه فيه وهو يرد على الصحفيين في الدوحة؟ ألم يشارك بلينكن من قبل في اجتماع الفريق الذي يقود الحرب في إسرائيل، وعلى رأسه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير حربه، يوآف غالانت، وغيرهما من مجرمي الحرب على غزة؟
ألم يقل بلينكن لفريق الحرب الإسرائيلي مستعجلا تنفيذهم جرائم القتل "أنتم تعرفون ولا شك أننا وفرنا لكم ولا نزال غطاء سياسيا دوليا كبيرا، لكن الوقت يمر والعالم يشاهد صور أطفال غزة، وينقلب ضدكم وضدنا"؟
وفي الأخير لا نجد خيرا من المثل الشعبي الذي يقول "يقتل القتيل ويمشي في جنازته" توصيفا لحال الطاووس بلينكن الذي لا يكف عن التفاخر بيهوديته، وهو يستعرض قدراته الدبلوماسية في التغطية على جرائم إسرائيل.
https://telegram.me/buratha