ذكرت صحيفة “هافينغتون بوست” إن حدثا لافتا شهدته مدينة جدة بالسعودية، حيث تم تنظيم حفلات غنائية غابت عنها ما تسمى بـ"الهيئة الدينية" ورجالها، ولم تظهر خلالها في الأفق، ما يثير التساؤل حول هذا الاختراق الهائل في العادات والتقاليد، موضحة أن أكثر من 20 ألف شخص من الذين حضروا كانوا تحت سن 25 عاما الذين يمثلون 60 بالمئة من الشعب السعودي.
وأكدت الصحيفة الأميركية في تقرير أن الشباب السعودي خلال السنوات الماضية، أصبحوا أكثر اتصالا بوسائل الإعلام الاجتماعية في أوقات فراغهم، معتبرة أن هذه الصورة الناشئة في السعودية تؤكد أن هناك تطورا يختلف عن الجيل السابق.
وذكرت هافينغتون بوست أن الشباب السعودي اليوم متفتح الأفق ولم يعدوا معزولين داخل حدود المملكة العربية السعودية، حيث أن رؤية نائب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 2030 رغم تضمنها برنامج تقشف مثير للجدل بين السعوديين، لكنها أيضا تفتح الباب لجلب المزيد من الترفيه لهذا البلد للمساعدة في ملء الفراغ في حياة الشباب، بدلا من ذهابهم إلى البحرين أو الإمارات لقضاء أوقات الترفيه الخاصة بهم في الحفلات الموسيقية ودور السينما.
واعتبرت الصحيفة أن الشباب السعودي اليوم لا يقبل بالدور المتسلط الذي تلعبه "الهيئة الدينية" ورجالها في المملكة، حيث يتم فرض الكثير من القيود على حريتهم الشخصية من قبل ما تسمى بـ"شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، فالشباب اليوم يرفض ما كانت تقبله الحكومة طوال السنوات الماضية.
ولفتت هافينغتون بوست إلى أنه اليوم تقام الحفلات الموسيقية، والهيئة العامة للترفيه تدرس فتح دور السينما، كما أنه للمرة الأولى منذ نحو 40 عاما تم الاحتفال بعيد الحب خلال هذا الشهر من قبل الأزواج دون الخوف من تهديد الشرطة الدينية، حيث يدرك الشباب السعودي اليوم أن كثرة التشدد قد تأتي بنتائج عكسية إذا تم إساءة فهم الشريعة.
وذكرت الصحيفة أنه مع ذلك، فإنه من السذاجة الاعتقاد أن الشباب، خاصة المرأة السعودية استطاعت كسر الكثير من التقاليد، حيث لا تزال هناك قضية حرية السفر والعثور على الأجر العادل والمنصف في مكان العمل ومنعها من السياقة حالها حال النساء في كل بلدان العالم.
.................
https://telegram.me/buratha