ثقافة الكراهية والدجل والقتل

قتلوها أمام زوجها.. مسلمو أميركا يستعدون لحماية أنفسهم بـ"دوريات مدنية" بعد فشل الشرطة

2404 2016-09-04

اجتمع مئاتٌ من الأشخاص في مسجدٍ بكوينز في نيويورك الجمعة 2 سبتمبر/أيلول حداداً على المرأة البنغلاديشية البالغة من العمر 60 عاماً، والتي قُتلت في ما يقولون إنها جريمة كراهية.

في الوقت الذي دعا فيه رجل دين إلى تشكيل دوريات مدنية لحماية المسلمين من الاعتداءات التي تكررت ضدهم مؤخراً، وكذلك إلى ضرورة تعلمهم وسائل الدفاع عن أنفسهم، وفق ماجاء في صحيفة الغارديان البريطانية.

وقال نايمول خان، نجل الضحية نظمة خانام، "رأيت جثة والدتي قبل يومين" وتابع في تأثر شديد "كان أمراً صعباً علي وعلى عائلتي".

وتحدث خان في المؤتمر الصحفي الذي عُقد بعد صلاة الجنازة في مركز جامايكا الإسلامي حيث تجمع المئات، بينما بكى زوج الضحية شمس العلم خان في الميكروفون وناشد المجتمعين الدعاء لزوجته.

 

"لقد قتلني أحدهم!"

 

قُتلت خانام (60 عاماً) على بعد أقدام من زوجها البالغ من العمر 75 عاماً مساء الأربعاء 31 سبتمبر بينما كانا عائدين من متجر الهدايا التذكارية. كان خان يمشي وراء زوجته بسبب إصابته بالربو، حين هاجمها رجل مجهول وطعنها عدة مرات. عملت زوجته كمعلمة في بنغلاديش قبل أن تنتقل إلى نيويورك منذ عدة أعوام.

وبحسب شهادة الزوج، صرخت نظمة خان "لقد قتلني أحدهم!"، قبل أن يجد سكيناً يبلع طوله 4 بوصات في جسدها.

لا تملك شرطة نيويورك أدلة على هوية القاتل أو دوافعه المحتملة، لكن العديد من أفراد الجالية البنغلاديشية والجالية المسلمة في الجنازة كانوا مقتنعين بأن هذه جريمة كراهية.

 

لا للكراهية.. نريد العدالة

 

يأتي مقتل خانام بعد أسابيع من مقتل الإمام البنغلاديشي مولانا أكونجي (55 عاماً) وصديقه ثراء الدين (64 عاماً) بالرصاص أثناء عودتهما من الصلاة وهو ما وصفته النيابة بالاغتيال. رجت هذه الوفيات الجالية البنغلاديشية في كوينز كما أشعلت الاحتجاجات المطالبة بتحقيق في جريمة الكراهية.

وازدادت المشاعر في المسجد يوم الجمعة مع تردد هتافات "نريد العدالة" أثناء الكلمات التي أُلقيت، وحمل أعضاء الجالية لوحات كُتب عليها "الحب لا الكراهية".

وقالت المحامية العامة ليتشيا جيمس لهتافات الحشد "لم تكن هذه سرقة، وعلى الرغم من أننا لا نعلم كل الحقائق، ففي الواقع هذا يتكرر كثيراً".

كانت ليتشيا واحدة من العديد من المسؤولين الحكوميين الذين حضروا، ومن ضمنهم ممثلون عن العمدة بيل دي بلاسيو، وحاكم نيويورك أندرو كومو، وغيرهم من أعضاء مجلس المدينة والمسؤولين الفيدراليين والحكوميين.

 

اعتداءات متكررة

 

وأسفر الهجومان اللذان تعرضت لهما الجالية البنغلاديشية في كوينز عن إثارة مخاوف المسلمين الأميركيين على مستوى البلاد وارتفاع قلقهم بشأن تحول الشعور القومي المعادي للمسلمين إلى أعمال عنف متكررة.

وبحسب الدراسة التي أجرتها مبادرة Georgetown’s Bridge ، والتي حللت إحصائيات جرائم الكراهية لدى المباحث الفيدرالية FBI، شهد عام 2015 المزيد من جرائم الكراهية ضد المسلمين مقارنة بأي عام سابق منذ 11 سبتمبر/أيلول 2001.

في نفس الأسبوع الذي قُتل فيه الإمام وصديقه في كوين، قُتل رجل لبناني في توسلا بأوكلاهوما، على يد جاره الذي أشار إليه مراراً "بالعربي القذر" و"المسلم"،كما هاجم عائلته عدة مرات في الماضي.

 

مطالبات بتكثيف الأمن

 

وقال خالد لطيف، المدير التنفيذي للمركز الإسلامي بجامعة نيويورك، "أربع حوادث قتل في أقل من بضعة أسابيع، ناهيك عن عدد الاعتداءات والجرائم التي وقعت في هذه البلاد ومعظم أوروبا والناتجة عن الكراهية".

وأضاف "الشعور المعادي للمسلمين بلغ أوجه، وسنستمر في سماع أخبار مماثلة إلى أن يقوم من لديهم القدرة على الحديث بفعل ذلك عبر كلماتهم وأفعالهم".

وكانت الطريقة المثلى للرد على تصاعد الكراهية نقطة مضيئة للمسلمين في نيويورك، حيث رفع العديد من حضور الجنازة لافتات تطالب بالمزيد من التواجد الشرطي، بل وطالبوا بالمزيد من الأمن خلال المؤتمر الصحفي الذي تلا صلاة الجنازة.

 

دعوة لتشكيل دوريات مدنية

 

وكان أحد أقارب خانام ضابطاً في شرطة نيويورك، لذا حضر العديد من ضباط الشرطة الجنازة.

إلا أنه للعديد من المسلمين في نيويورك ذكريات سيئة مع شرطة نيويورك بسبب برنامج المراقبة المثير للجدل، الذي اخترقوا فيه الجاليات المسلمة للتجسس وجمع المعلومات.

أخذ الإمام عبد الباقي، من المركز الثقافي الإسلامي، الميكروفون ليحثَّ الناس على مراقبة مجتمعاتهم وحمايتها عبر دوريات مدنية وتعلم كيفية الدفاع عن أنفسهم.

قائلاً "يمكن للجالية الإسلامية حراسة نفسها".

 

تردّد

 

ترددت شرطة نيويورك في وصف قتل خانام بجريمة كراهية، لكن وحدة جرائم الكراهية تشارك في التحقيقات. اُعتبرَت الحادثة محاولة سرقة في البداية، مثلما حدث في مقتل أكونجي وثراء الدين، لكن أفراد العائلة قالوا إنه لم يُسرق شيء.

"تخميننا الأفضل هو أنه كان مختلاً" هكذا صرح أحد كبار الضباط لصحيفة Daily News يوم الجمعة، وتابع "ركض باتجاهها، ولم يتبادل حديثاً معها. وهذا ما يصعب تفسيره".

واستأنف أوسكار موريل (35 عاماً)، الذي أدين بالقتل من الدرجة الأولى لقتله كل من أكونجي وثراء الدين، على حكم إدانته. ومازال المحققون يعملون على تحديد الدوافع وراء تلك الحادثة.

نشرت شرطة نيويورك مقطع فيديو التقطته كاميرا مراقبة وأعلنت عن جائزة قيمتها 10 آلاف دولار لقاء المعلومات التي يمكنها أن تقود للقبض على القاتل، 2500 دولار عند اعتقال قاتلها، و7500 إذا أُدين هذا الشخص.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (ثقافة الكراهية والدجل والقتل)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك