تبدي جهات إسرائيلية متعددة، ومقربة من دوائر صنع القرار، ارتياحًا من كبيرًا للحراك السعودي - المصري الأخير والرامي لإنشاء قناة اتصال بين حكومة الاحتلال والسلطة الفلسطينية لضمان الهدوء، واستمرار التنسيق الأمني بين الجانبين.
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" اليومية – القريبة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو- عن رئيس مركز موشيه دايان لدراسات الشرق الأوسط، البروفيسور أيال زيسر، قوله:" إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عمل في الأسابيع الأخيرة بلا كلل، وبدعم وتأييد من العربية السعودية، من أجل تعزيز عملية سياسية تهدف إلى إنشاء قناة اتصال بين القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية لضمان الهدوء في مناطق السلطة، واستمرار التنسيق الأمني بين الجانبين".
ولفت إلى أن "الغرض من هذه الخطوة المصرية - السعودية - وهذه هي ميزتها وأهميتها - وضع الأساس لإنشاء إطار للتعاون الإقليمي مع "إسرائيل" أمام التحديات التي تواجهها البلدان في المنطقة".
وبيّن زيسر أن "هذا النشاط المصري، بل والسعودي، هو دليل آخر على التغيير الإستراتيجي الذي حدث في المنطقة في السنوات الأخيرة"، مشيرًا إلى أنه "بعد كل شيء، في الماضي، في أوقات الأزمات الداخلية، كان القادة العرب ينتهجون توجيه الأضواء نحو "إسرائيل"، بل كانوا يعملون في الماضي البعيد على تسخين الحدود معها من أجل حرف أنظار الرأي العام المحلي عن المشاكل".
وأضاف :"واليوم، أيضًا، وأمام التحديات الداخلية، تتطلع عيون الدول العربية تجاه "إسرائيل"، ولكن لم تعد تنظر اليها ككيس لكمات من أجل تنفيس الضغط، وتليين الرأي العام المحلي، وإنما على العكس من ذلك - كحليف يمكن التعاون معه والاستعانة به من أجل التعامل مع الكثير من التحديات التي تقف على أعتابها".
وأوضح زيسر أن "مصر تواجه تهديدًا متزايدًا من الإرهاب المتزمت بصورة "داعش" في شبه جزيرة سيناء. ويتسرب هذا التهديد ببطء في أعماق البلاد، كما يتضح من سلسلة طويلة من الهجمات الأخيرة. وفي نفس الوقت يواصل "الإخوان المسلمون" بدعمٍ كامل من "حماس"، إلقاء ظلال ثقيلة على جهود السيسي لضمان الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي. في ضوء كل هذا، تبرز الكتف الباردة التي يديرها الأميركيون لنظام السيسي في أوقاته العصيبة".
واستطرد زيسر :" ومن جانبها، تقف العربية السعودية، الآن على خط النار الإيراني وفي مواجهة مباشرة مع طهران، وليس بواسطة "أذرع الجانبين" كما في الماضي. لقد تم قطع العلاقات بين البلدين وكلاهما غارقان اليوم في الصراع اليمني، وفي الفناء الخلفي للسعودية، ترسخ إيران موطئ قدم، وبالطبع في ساحات القتال في العراق وسوريا، أيضًا.."، كما قال.
وبحسب "إسرائيل اليوم" فإن "مستقبل المنطقة بأكملها على المحك - بين ما وصفته بـ -"طموحات الهيمنة الإيرانية"، وما أسمته "تهديد "داعش"". ونظرًا لهذا الوضع تزداد أهمية "إسرائيل". وفي الواقع، فان جهود القاهرة والرياض ليس هدفها كما كان الوضع في سبعينيات القرن الماضي، إزالة خطر نشوب حرب يمكن أن يزعزع استقرار المنطقة. بل إن التقدم في القضية الفلسطينية لم يعد يمثل الهدف النهائي. هذه المرة، المقصود التعاون الشامل والعميق في كل ما يتعلق بمعالجة التحديات الراهنة للأمن والاستقرار في المنطقة".
وعرج زيسر على الأردنيين، لافتًا إلى أنهم "في عمّان يدركون هذا منذ فترة طويلة. ففي نهاية الأمر، تعتمد المملكة على "إسرائيل" حتى بالتزود بمياه الشرب، وكذلك الغاز من الحقول التي اكتشفت قبالة سواحل الكيان".
وواصل رئيس مركز موشيه دايان لدراسات الشرق الأوسط، حديثه :"حتى الرئيس التركي رجب اردوغان، يعمل حاليًا بشكل حثيث من أجل تسخين العلاقات بين أنقرة و"تل أبيب" في ضوء التهديد الإرهابي المتزايد من قبل "داعش"، والخطر هو أن تقوم إيران وروسيا بتحقيق انقلاب على الساحة السورية، التي استثمر فيها اردوغان الكثير من طاقته في السنوات الأخيرة".
https://telegram.me/buratha