ثقافة الكراهية والدجل والقتل

قادة الإرهاب وزيف عقيدتهم!

2181 07:22:06 2016-04-24

 

تتساقط يوما بعد يوم أقنعة التنظيمات المتطرفة التي نصبت نفسها "حامية للدين"، لتفضح زيف ادعاءاتها وبطولاتها الوهمية التي لم تستثن وسيلة إلا واستخدمتها لتلميع صورتها لدى أنصارها.

 ابتداءا من "القاعدة" ووصولا إلى تنظيم "داعش"، رفعت هذه التنظيمات المتطرفة شعار الدين ولوحت براية "الإسلام" لتغطي ممارساتها الإجرامية، وتشرع مجازرها الوحشية التي ارتكبت بحق آلاف الأبرياء في شتى أنحاء العالم، سواء كانوا مسلمين أو من عقيدة أخرى. 

فـ"التنظيم الأم" - "القاعدة" أو "داعش" هما وجهان لعملة "الإرهاب"، ولئن برزت بعض الفوارق بينهما لا سيما في عملية التجنيد واستغلال الموارد الحديثة، وهذا طبعا يعود، بحسب خبراء الجماعات المتطرفة، بشكل كبير إلى الفارق الزمني والتقني أثناء صعود كل منهما.

وعلى الرغم من هذه الفوارق بين التنظيمين، فهذا لا يخفي تطابقهما الإيديولوجي والصلات العميقة التي تجمعهما، وهذا ما كشفته صحيفة "تلغراف" البريطانية في تقريرها حول هذه التنظيمات.

راية دينية سترة لجرائم ضد الإنسانية

انكب الخبراء والمحللون منذ صعود "نجم" التنظيمات المتطرفة التي حظيت باهتمام ومتابعة إعلامية واسعة النطاق، جراء أعمالها الفظيعة واللاإنسانية، وبحسب آخر دراسة مسحية أعدها مركز الدراسات الدينية والجغرافيا السياسية، فإن أغلب المنتمين إلى هذه التنظيمات درسوا العلوم أكثر من دراستهم للشريعة الإسلامية.

واهتمت الدراسة المسحية بمعلومات متوفرة حول 100 من كبار قيادي التنظيمات المتطرفة خلال العقود الثلاثة الماضية، لتبرز أنهم لا يعرفوا إلا النزر القليل من خفايا الشريعة الإسلامية، رغم ادعائهم عكس ذلك، وتنصيب أنفسهم خلفاء على الأرض.

أسامة بن لادن وأبو بكر البغدادي iraqinews.com أسامة بن لادن وأبو بكر البغدادي

فبن لادن، زعيم تنظيم القاعدة سابقا، الذي انساق إليه الموالون من كل حدب وصوب من أجل نصرته في ما يسمى بـ"الجهاد"، درس في مدرسة علمانية، ثم درس الاقتصاد وإدارة الأعمال في الجامعة، ولم يحصل على درجة علمية رسمية في علوم الشريعة.

فبن لادن الذي احتضن آلاف المقاتلين بمعسكرات التدريب، تحت بوتقة الدين، لا يلم بخفايا الشريعة الإسلامية ومبادئها، لكنه أصبح في وقت مضى "حامي الدين والمسلمين" والوصي عليهم.

"عرابو الدين" .. بلا دين

سواء كانوا في القيادة، أو في الصفوف الخلفية، فإن عناصر هذه التنظيمات الحاضنة للتطرف سوغت الإسلام لتحقيق مصالحها الشخصية، وما يشاهد من خراب ووحشية، كلها مؤشرات تدعم هذه المواقف.

وبحسب الدراسة، فإن أكثر من 50% من عناصر داعش يعرفون الدين الإسلامي بشكل سطحي وبسيط، وتظهر أغلب التحليلات المهتمة بهذه الظاهرة أن التنظيم يسعى إلى تحريف معاني القرآن الكريم لصالح أعماله الإجرامية والبشعة، ومن هذا المنطلق وقع أكثر من 100 عالم مسلم في وقت سابق على رسالة تؤكد أن "داعش" يحرف معاني القرآن لما يخدم مصالحه، ويسيء للدين الإسلامي بشكل عام. 

أبرز نتائج الدراسة المسحية لـ100 قيادي متطرف screenshot أبرز نتائج الدراسة المسحية لـ100 قيادي متطرف

كما تبين الدراسة أن كثيرا من الملتحقين في داعش احترفوا سابقا مهنا بسيطة كالتجارة والأشغال الحرة بصفة عامة.

العلوم هي الأساس

ليست المرة الأولى التي يركز فيها الخبراء، على الخلفية العلمية لهؤلاء المقاتلين الذين ازدادت أعدادهم بشكل مطرد في السنوات الأخيرة، لكن أغلب التقارير والدراسات تفيد بأن غالبيتهم تلقوا تعليما في مجال العلوم والهندسة والطب، والحاسوب.

فـ57% منهم درسوا مواد علمية، بينما 28% فقط درسوا الشريعة الإسلامية، ما يظهر مدى "الجهل الديني" لدى هؤلاء المجندين.

ووصفت التحليلات المستوى التعليمي لمقاتلي التنظيم بـ"الجيد"، وأظهرت أيضا أنه على الرغم من تدني المستوى التعليمي لعدد كبير من عناصر داعش، إلا أن هناك من يحمل شهادات جامعية عليا في مجالات علمية مختلفة.

داعش يستقطب "النجباء"

ربما يستغرب البعض، من تخلي البعض عن حياتهم العلمية والعملية السابقة، وارتمائهم في أتون "داعش"، وانسياقهم وراء المشروع الإرهابي للتنظيم، والأمثلة على هؤلاء كثيرة بعد أن أصبحوا نماذج سوقها داعش.

ومن ضمنهم، التونسي، سيف الدين الرزقي، منفذ هجوم سوسة الذي أودى بحياة 30 سائحا، فهذا الشاب الذي وصفته الحكومة التونسية بأنه "كان طالبا جيدا ومنضبطا لا يتغيب عن دروسه"، درس الماجستير في الهندسة الكهربائية، وهو نموذج لعنصر لا يملك خلفية دينية معمقة، وإنما ارتبط ببعض المجموعات المتشددة قبل 6 أشهر من تنفيذه عملية سوسة صيف عام 2015.

محمد اموازي المعروف بالجهادي جون screenshot محمد اموازي المعروف بالجهادي جون

ومحمد اموازي، البريطاني، المعروف باسم "الجهادي جون" ذباح الرهائن في تنظيم "داعش، بدوره درس في جامعة "وستمنستر" واختص بعلم الحاسبات في العام 2009، لكنه نفذ أشهر إعدامات التنظيم التي عرفها التاريخ.

وليس من محض الصدفة، بأن ينضم ذوي الخلفيات العلمية، إلى مثل هذه التنظيمات المتشددة، ففي تقرير لمارتن روز، مستشار المجلس البريطاني في الشرق الآوسط وشمال أفريقيا، بعنوان "تحصين العقل"، يجمع روز مجموعة واسعة من الآراء التي تدعي أن تعليم العلوم يفشل في غرس التفكير النقدي لدى الطلبة، وصاغ روز مفهوم "العقلية الهندسية"، التي تجعل من طلاب العلوم فريسة سهلة لمجندي الإرهابيين.

فمسلحو تنظيمي "داعش" و"القاعدة" وغيرهما من التنظيمات المتطرفة، رفعوا راية الدين لستر بشاعة أعمالهم، وتدثروا بسذاجة المنضوين تحت رايتهم، ليبسطوا "خلافة" البطش، ويهرقوا دماء الأبرياء لتروي قصص "مغول" هذا العصر.  

المصدر: وكالات

 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك