لم تدع بابا من ابواب الاقارب الا وطرقته ولم يخل شارع او زقاق الا ووطأت اقدامها على ارضه، رحلة استغرقت ثمانية ايام بحثا عن ليث ذي الـ13 عاما, الذي اختفى من منزله, ولم يعد حتى الآن.
«ليته مات ولم اجده», بهذه الكلمات ابتدأت سيدة خمسينية حديثها لتروي تفاصيل عملية بحثها عن ولدها ليث, الذي فقدته منذ ايام, فتقول :»لم اعثر عليه لكنني وجدتُ اسمه ضمن قوائم المتطوعين في صفوف داعش بالموصل».وتكمل «قابلت رجلا ملتحيا داخل مقرات داعش في القصور الرئاسية في مدينة الموصل, وحين تلوت عليه اسم ولدي الثلاثي, اخبرني انه موجود ضمن معسكر لتدريب المتطوعين في ناحية بعشيقة، 15 كم شرق الموصل، فطلبت منه مقابلة ولدي, غير انه لم يسمح لي بذلك, مؤكدا انه سيسمح لي بلقائه بعد انتهاء دورته التدريبية البالغة 21 يوما».
وتتحدث تقارير دولية عن تجنيد الاطفال من قبل داعش وعرض التنظيم على صفحاته الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي كيف يدرب صبية صغاراً على شتى فنون القتال.
ويتحدث سكان الموصل عن تجنيد الصبية والاطفال من قبل داعش, فقد بدأ الصبية بالالتحاق ضمن صفوف داعش بعد تدهور اوضاع المدينة الاقتصادية والاغراءات التي يعرضها التنظيم وخصوصا على المراهقين من ابناء المدينة.
والقادم الى الموصل في الايام الاخيرة, يجد ان التنظيم بدأ يزج في شوارع المدينة صبية في ريعان اعمارهم مسلحين كمقاتلين في نقاط تفتيش او ضمن الشرطة الاسلامية.
وشرع التنظيم بالحاق الصبية للجهاد حتى دون علم ولي الامر اي الاب بالذات وحتى انه سمح للمرأة في هذه الحالات بالالتحاق للجهاد دون موافقة زوجها او ابيها اذا كانت ترغب بالجهاد.تحسين الحبال, الذي يقطن منطقة الدركزلية شرقي الموصل, يقول: «علا صراخ الجيران من النسوة وبكاؤهن ، خرجت من منزلي لارى ما يحدث فوجدت نعشا يدخل منزل جاري ابو محمد, لاجد ابن جاري محمد الذي لا يتجاوز عمره الـ14 عاما قد قتل بقصف جوي في محور مخمور، جنوب شرق الموصل, حينها اصبت بدهشة فقد علمت ان ابن جاري المؤدب والخلوق قد التحق ضمن صفوف داعش».
وتابع حديثه بحسرة والم: «اخبرني والده انه لم يكن يعلم انه ضمن صفوف داعش اذ كان الولد قد اخبر اباه قبل مقتله بـ30 يوما, انه سيذهب الى بغداد, لكن التنظيم حين جلب جثته ابلغ الوالد ان ابنه كان متطوعا معهم فسقط الاب من هول الصدمة مغشيا عليه».
العقيد زكي جمعة, احد ضباط شرطة نينوى التي تعيد تشكيلاتها في معسكر تحرير نينوى بقرية دوبردان شرق الموصل, رأى في عملية تجنيد الصبية امرا طبيعيا, مبينا ان داعش عمد الى ذلك الاسلوب منذ اكثر من سنة, مشيرا الى انه تم القاء القبض على ما يقارب (90) حدثا كان التنظيم يغريهم ويستخدمهم بالعمليات الاستخباراتية وحتى في زرع العبوات الناسفة.ويضيف جمعة «لم يقتصر وضع الاطفال المغرر بهم على هذه الاعمال فقط بل ان البعض متورط بعملية قتل لافراد الشرطة وباسلحة كاتمة فالتنظيم بامكانه بسهولة غسل ادمغة هؤلاء المراهقين باسم الجهاد او اعطائهم دور البطولة في ظل غياب الرقابة الابوية».
https://telegram.me/buratha