ضريح الامام الحسين في القاهرة
قررت مديرية أوقاف القاهرة التابعة لوزارة الأوقاف المصرية إغلاق "ضريح" الإمام الحسين بالقاهرة من اليوم و حتى بعد غد السبت.
وجاء في بيان نشرته الوزارة في موقعها الالكتروني أن هذا القرار جاء "منعًا للأباطيل الشيعية التي تحدث يوم عاشوراء وما يمكن أن يحدث من طقوس شيعية لا أصل لها في الإسلام، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من مشكلات" على حد قول بيان الوزارة.
وأضاف البيان أن الوزارة "ستتخذ كافة الإجراءات القانونية تجاه أي تجاوز يحدث في هذا الشأن".
يذكر ان عدد الشيعة يشكلون اقلية صغيرة من الشعب المصري.
وكان الشيعة قد تعرضوا في السنوات الماضية الى هجمات من قبل متشددين.
ففي يونيو / حزيران 2013، قتل 4 أشخاص بعد أن هاجمت مجموعة وصفت بأنها سلفية منزلا يملكه شيعي بإحدى قرى محافظة الجيزة، جنوبي القاهرة كان يقام فيه احتفال بمناسبة ذكرى ميلاد الامام المهدي.
وقتل في ذلك الهجوم الشيخ الشهيد حسن شحاته الذي كان يوصف بأنه من زعماء الشيعة في مصر.
وحول القرار الأخير، قال الدكتور أحمد راسم النفيس، وهو قيادي شيعي مصري، في اتصال مع بي بي سي إن قرار إغلاق مسجد الحسين قبيل احتفالات عاشوراء "قرار عشوائي وغير منطقي، وليس له أي دافع. ولا يمكن أن يكون هذا القرار رد فعل، فلم تكن هناك نية لدى الشيعة في مصر بإقامة أية فعاليات للاحتفال بعاشوراء".
وأضاف أن موقف الحكومة المصرية من الاحتفال بعاشوراء يتكرر كل عام، إذ يتعرض الشيعة للهجوم والسب، وتعلو نبرة التحذير من إقامة أية احتفالات أو شعائر.
وتابع: "هذا القرار غير عقلاني.
ولا تقدم السلطات لوائح بالمسموح والممنوع، لكنها تتخذ هذه الإجراءات عشوائيا وكأنها ظل الله في الأرض".
كما أشار النفيس إلى غياب دور الأزهر "كمؤسسة جامعة لكل أطياف المسلمين. يكثر الكلام عن تجديد الخطاب الديني، لكن الأزهر اختار أن يتخندق لصالح فريق واحد، وتخلى عن أي دور لتوحيد المسلمين.
وهذا دليل على اختراق الفكر الوهابي للأزهر، وانتشار الخطاب الداعشي. وهو أمر ليس بجديد على أية حال".
كما قال قيادي شيعي مصري آخر وهو عماد قنديل إن الشيعة المصريين سيحترمون قرار وزارة الأوقاف إغلاق ضريح الإمام الحسين رغم معارضتهم هذا الإجراء.
وقال قنديل إن السلطات أخرجت المصلين من جامع الحسين بعد صلاة العصر مباشرة، وأضاف "التزم الجميع بتعليمات العاملين في المسجد وخرجنا".
وناشد القيادي الشيعي السلطات بالسماح بحرية العبادات "حتى لا تورث احتقانا في النفوس".
وعادة ما تشدد السلطات المصرية من الوجود الأمني في حرم مسجد الحسين في وقت الاحتفال بعاشوراء، وتمنع إقامة أية شعائر أو احتفالات. لكن هذه هي المرة الأولى التي تتخذ الحكومة قرار بإغلاق المسجد تماما.