حذر مراقبون ومسؤولون محليون من أن تنظيم (داعش) يواصل تجنيد الأطفال في الأنبار والموصل من الذين لا تزيد أعمارهم عن عشر سنوات، وسط قلق من نشوء أجيال من المقاتلين والخلايا النائمة حتى بعد تحرير المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.
وكانت منظمات دولية أكدت أن تنظيم داعش إستخدم الأطفال الصغار في القتال والعمليات الانتحارية في العراق وسوريا.
مراقبون ومسؤولون محليون أكدوا في تصريحات تابعتها وكالة انباء براثا اليوم أن ظاهرة تجنيد الأطفال آخذة بالاتساع، وخاصة في الموصل والرمادي مع الحديث عن إقتراب معركة التحرير ومقتل المزيد من مقاتلي التنظيم.
ويقول عضو مجلس محافظة الانبار عذال عبيد ضاحي الفهداوي أنه حذر في وقت سابق من تجنيد تنظيم داعش للأطفال في مدينة الرمادي، لافتاً الى أن هناك عمليات تجنيد كبيرة للأطفال في مدن محافظات الأنبار، حيث يتم تدريبهم على القتال والذبح والعمليات الإنتحارية.
وقال الفهداوي إن "هذا مؤشر خطير جداً وعلى الحكومة المركزية أن تبذل كل ما في وسعها لطرد عناصر داعش الإرهابيين، وإن لم تستطع فعليها أن تستعين بدول العالم وأن تعلنها حرب واسعة وشاملة وسريعة وإلا فأن أهالي الأنبار وحتى النازحين منهم سيخضعون لاوامر داعش إذا ما إضطروا للعودة لمناطقهم الخاضعة لسيطرة هذا التنظيم، وستكون كارثة أمنية مستقبلية على العراق وعلى دول الجوار".
هناك عمليات تجنمن جهته حذر رئيس مجلس شيوخ ووجهاء الفلوجة سليمان العيساوي، من أن تجنيد الأطفال في المناطق التي يسيطر عليها داعش وتدريبهم على الذبح والقتل، سوف يؤدي الى نشوء جيل تكفيري في العراق. تجنيد الأطفال في المناطق التي يسيطر عليها داعش وتدريبهم على الذبح والقتل، سوف يؤدي الى نشوء جيل تكفيري في العراق .ودعا العيساوي الحكومة العراقية الى الإسراع بتحرير هذه المناطق لكي يتم القضاء على داعش ومن وصفها بـ"الزمر الإرهابية"،كما طالب أئمة المساجد بالتصدي لهذا الفكر التكفيري بفكر معتدل ومسالم لبناء جيل معتدل وجيل مسالم يبني هذا الوطن، على حد تعبير العيساوي.
داعش فويذكر الشيخ عبد العليم محمود إمام جامع من أهالي محافظة الأنبار أن الفكر التكفيري المتطرف الذي يتبناه تنظيم داعش لا يمت للإسلام بصلة. وتحدث الشيخ عن ما وصفه بـ الظاهرة الجديدة وهي قيام داعش بفتح معسكرات جديدة في محافظة الأنبار وتحديداً في الرطبة لتجنيد الأطفال دون سن البلوغ وتدريبهم على كيفية لبس الأحزمة الناسفة أو تفجير أنفسهم على الثكنات والمقرات العسكرية أو على القوات الأمنية. ودعا الشيخ عبد العليم الحكومة العراقية الى تحمل المسؤولية وتوعية اولياء الأمور بخطورة تجنيد أبنائهم من قبل هذا التنظيم.
وتؤكد الأمم المتحدة أن تجنيد واستخدام الأطفال دون الخامسة عشرة من العمر للعمل بوصفهم جنوداً أمر محظور بموجب القانون الدولي الإنساني وطبقاً للمعاهدات والأعراف الدولية.
وإنتقد رئيس الوزراء حيدر العبادي في كلمته خلال مؤتمر دولي ضيّفتهُ بغداد منتصف حزيران الماضي، قيام داعش بتجنيد منظّم للأطفال، داعياً الأمم المتحدة إلى اعتبار تجنيد تنظيم داعش للأطفال عمليات إبادة وجرائم ضد الإنسانية.
ولا توجد إحصاءات دقيقة حول أعداد الأطفال الذين تم تجنيدهم من قبل تنظيم داعش، لكن مفوضية حقوق الإنسان بالعراق، أعلنت مؤخراً أن تنظيم داعش جنّد ما بين 500 و800 طفل عراقي، في أعماله الإرهابية.
وفي السياق نفسه كشفت شبكة "إعلاميو نينوى" أن التنظيم جنّد خلال عام من سيطرته على الموصل آلاف الأطفال. وأكد رئيس تحرير الشبكة محمد البياتي، في مقابلة عبر الهاتف من أربيل، أن التجنيد مازال مستمراً، ويتم تدريب الأطفال في مقر الفوج الثالث للجيش العراقي سابقاً قرب الجسر الرابع في الساحل الأيسر للمدينة، وآخر دفعة تخرجت في حزيران الماضي ضمت ألف طفل.
اتساع ظاهرة تجنيد الاطفال يعود الى الخسائر التي لحقت بمقاتلي داعش في العراق ... إعلاميوبحسب البياتي، فان تنظيم داعش أقدم، ومنذ إعلانه دولة الخلافة قبل عام، على تشكيل فرق من ابناء المقاتلين، الذين سماهم بـ "أطفال الدواعش" المتدربين جيداً وهم ينتشرون في اوساط الاطفال الموصليين وفي الملاعب والساحات، لغسل أدمغتهم وتشجيعهم على الالتحاق بالتنظيم. ووفقاً للوثائق التي لدى شبكة "إعلاميو نينوى"، يبدأ التجنيد من سن 11-15 لكن الان يتم تجنيد الاطفال من سن ثماني سنوات، وتدريبهم على فنون القتال والتفخيخ، ويتم تعليم الأطفال وحثهم على التمرد على الوالدين ومحاربة الأهل.
وأشار البياتي الى أن اتساع ظاهرة تجنيد الاطفال مؤخرا يعود الى الخسائر التي لحقت بصفوف مقاتلي داعش في العراق، مضيفاً ان تنظيم "داعش" يهدف من وراء تجنيد الاطفال إنشاء جيل جديد من المقاتلين بعد خسارته لمقاتليه في المعارك التي يخوضها، واستخدامهم كإنتحاريين أو في العمليات الأمنية النوعية كالتسلل إلى المدن وتفخيخ العجلات والمنازل.
ويخلص البياتي الى أن التتنظيم يهدف الى كسب الأطفال وجعلهم خلايا نائمة مستقبلية لتنظيم "داعش" حتى بعد تحرير الموصل والمناطق الأخرى، كي يتواصل معهم ويتمكن من استخدامهم لتنفيذ مخططاته
https://telegram.me/buratha