تنال تغطية قناة «الجزيرة» القطرية للأحداث في مصر انتقادات مستمرة من معارضي جماعة «الإخوان المسلمين» واتهامات بالانحياز إلى الجماعة، لكن حتى فجر أمس لم يكن ثمة دليل واضح على هذا الانحياز سوى انتقاء الضيوف ولغة الأخبار وتخلي المذيعين عن حيادهم المفترض، حتى أظهرت تغطية قناة «أون تي في» الفضائية المصرية الخاصة لحصار قوات الأمن مسجد الفتح أثناء تحصن أنصار الرئيس المعزول به محمد مرسي «زيف» ما أذاعته «الجزيرة».
وبثت «أون تي في» نقلاً حياً من أمام بوابة المسجد الرئيسة أثناء خروج عدد من المعتصمين عبر ممر آمن وفرته قوات الشرطة، لكن شاباً من داخل المسجد ألقى قطعاً خشبية ومقاعد على قوات الأمن، ما سبب هرجاً ومرجاً وأوقف عملية «الخروج الآمن»، فيما كان الأمن يسعى في تلك اللحظات إلى الفصل بين بوابة المسجد وأهالٍ حاولوا فض التحصينات التي وضعها أنصار مرسي أمام المسجد.
وظهر بوضوح شاب من داخل المسجد يفتح طفاية حريق أمام بوابته ليظهر غبار كثيف يحجب رؤية من في الداخل، ثم يفتح خرطوم مياه على قوات الأمن التي التزمت بضبط النفس.
في تلك اللحظات كانت «الجزيرة» تصور مشاهد الغبار الناتج عن طفاية الحريق على أنه غاز مسيل للدموع أطلقته قوات الشرطة على المعتصمين داخل المسجد وتقول إن «قوات الجيش والشرطة وبلطجية يحاولون اقتحام المسجد»، ما دفع قناة «أون تي في» إلى معاودة بث اللقطات التي صورتها إلى جانب البث المباشر لقناة «الجزيرة» وإظهارها المشهد على أنه محاولة اقتحام للمسجد، فيما كانت القوات في الحقيقة تفصل بين الأهالي ومحيط المسجد.
واتصلت متفرجة بمذيع «الجزيرة» واتهمت قناته بتزييف الحقيقة، فما كان منه إلا أن تهكم عليها على اعتبار أنها تُصدق «القنوات المصرية».
5/5/13818
https://telegram.me/buratha