نشرت وكالة أنباء آسيا حواراً حصرياً أجراه الإعلامي الزميل " خضر عواركة " في القاهرة مع الشيخ "نبيل نعيم"، أحد القادة التاريخيين لتنظيم الجهاد الذي كان يترأسه " ايمن الظواهري" زعيم تنظيم القاعدة. الشيخ نعيم من اوائل المقاتلين العرب في افغانستان واحد الاصدقاء المقربين للشيخ "اسامة بن لادن" زعيم تنظيم القاعدة الراحل.
ملف مرتبط
قاد نبيل نعيم في بيشاور معسكر " الصفوة " الذي تدرب فيه المقاتلون العرب وخرج منه انتحاريون ضد السوفيات، وهو ممن عملوا عن قرب مع " عبد الله عزام " الفلسطيني الذي سافر لتحرير افغانستان وترك فلسطين يتيمة، ليكشف الشيخ نبيل نعيم سره بعد سنين من مقتله حيث يقول عنه: " انكشفت علاقته بضابط استخبارات سعودي يتخفى بهيئة مقاتل وكان مسؤولا عن الربط بين عزام والمخابرات السعودية في السفارة السعودية التي كانت تستلم ملفات عن كل مقاتل عربي في بيشاور من عبد الله عزام، فلما علم المقاتلون الليبيون بالامر شكوا بان السعوديين باعوا معلوماتهم للقذافي الذي انتقم من اهاليهم فقرروا قتل عبد الله عزام واتهموه بالعمالة للسعودية فاوقف عزام تمويل المجاهدين العرب ، حينها لجأ هؤلاء الى بن لادن واستعاضوا بماله عن اموال عبد الله عزام .
الشيخ نعيم انتقل من افغانستان بعد هزيمة السوفيات الى السودان برفقة بن لادن وايمن الظواهري وعاش معهم ردحا وشارك في تأسيس القاعدة ثم شارك في داخل مصر بعمليات عدة واتهم بمحاولة اغتيال حسني مبارك ، ثم اعتقل بعد اشتباك مسلح اصيب خلاله في رأسه ، وبقي في سجن افرادي لمدة عشر سنين ليخرج بعدها الى عنبر حوله الى معسكر لتنظيم الجهاد قاد منه اعمالا عدة لم يكشف النقاب عنها.
امضى الشيخ نعيم في السجون المصرية اكثر من عشرين عاما ولولا سقوط حسني مبارك ونظامه لبقي في السجن مدى الحياة، فهو كان محكوما بعدة احكام اعدام ومؤبد.
يعتبر نفسه ابن تنظيم الجاهدة ولكنه يرفض العنف الا ضد العدو الاسرائيلي وضد من يحتل الارض والوطن ايا يكن.
اجرى مراجعة فكرية لتاريخ تنظيم الجاهدة وهو يسعى حاليا مع الفين من المعتقلين السابقين من تنظيم الجهاد لمنع وقع الاحداث الطائفية في مصر ، وقد اثار انفتاحه على المسيحيين ورفضه لتاريخه العنفي اعجاب الكثير من الشخصيات المسيحية والعلمانية ، علما انه يعتبر عند الجهاديين علما من اعلامهم حتى في الوقت الحالي.
في القاهرة التقاه الزميل عواركة وسجل هذا اللقاء المصور:
بداية يسأل عواركة الشيخ نعيم عن تجربته الجهادية في مصر و أفغانستان وعن رأيه بدعوات الجهاد في سوريا فيجيب :
" هناك فرق كبير بين الجهاد في أفغانستان والجهاد في سوريا، افغانستان تعرضت لغزو من الاتحاد السوفياتي، وكان معظم علماء المسلمين أفتوا بوجوب الجهاد في أفغانستان لإخراج القوات الشيوعية منها، وبناء عليه ذهبنا الى هناك، اما في سوريا فلا يوجد غزو أجنبي ولا يوجد محتل نزل بأرض سوريا حتى نقاومه، والمحتل الحقيقي هو بجوار سوريا أي المحتل الصهيوني الذي يحتل فلسطين منذ ستون عاماً ".
ويتابع: " الجهاد الأولى هو ضد العصابت الصهيونية التي تحتل فلسطين، اما سوريا فهذا ليس جهادا بل فتنة، ويستشهد بحديث للرسول "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها"، وانا ارى ان إخواني المقاتلين في سوريا مخدوعون وتستخدمهم الولايات المتحدة كأدوات لتمزيق الوطن العربي الى دويلات طائفية ".
الشيخ نبيل نعيم للمقاتلين : هل تحجبت أميركا ؟
ويسأل نعيم من اسماهم اخوانه المجاهدين في سورية:
"هل تحجبت أمريكا حتى تقاتل من أجل دولة الخلافة في سوريا ؟ وهل أسلمت حتى تأتي لتطبيق شرع الله في سوريا؟ انتم تقولون أنها تقاتل من أجل الديمقراطية فهل وجدتم ديمقراطية في العراق؟ وأين ومتى دعمت امريكا الديمقراطية؟ انها الأكذوبة التي قال عنها نعوم تشومسكي في كتابه بأن "الديمقراطية اكذوبة نخدع بها الشعوب".
ويضيف: "أنتم تقاتلون، حتى اذا وضعت الحرب أوزارها يأتي العملاء الذين تجهزهم أمريكا في فنادق تركيا او لندن للذهاب الى المفاوضات في جنيف، واذا رحل (الرئيس) بشار الأسد حلت هذه الحكومة العميلة مكانه، وانبطحت لإسرائيل واميركا اكثر من اي نظام اخر، ثم يأتي الدور عليكم فأنتم تكفرون بالديمقراطية، فسوف يكون مصيركم اما القتل واما السجن مثلنا بعد عودتنا من افغانستان".
ويضيف:
" نحن تركتنا امريكا نقاتل 14 سنة في افغانستان، وكانت تمدنا بالسلاح والمعلومات، وكانت ترعى الجرحى في اوروبا عبر هيئات الاغاثة واذا اصيب احدنا وقطع طرفه ، كنا نركب الاطراف الصناعية في لندن، وحين عدنا الى بلادنا وتم وضعنا في السجون وجعلونا نكفر بحقوق الانسان ،التي تبين لنا انها اكذوبة تستخدمها الولايات المتحدة مع الانظمة الموالية لها
وتوجه الشيخ نبيل نعيم في حديثه الى الجهاديين في سورية فقال: " امريكا لا يهمها الا امرين : ضمان امن اسرائيل وتفوقها الاقتصادي والعسكري على الدول العربية، ونهب ثروات الامة الاسلامية ،وانتم تحاربون بالوكالة عن امريكا وتقاتلون النظام السوري بالوكالة عن امريكا حتى اذا قضت عليه بواسطتكم جاء الدور عليكم"
هل تدعم اميركا ويمول عملائها من يريد اقامة شرع الله؟
ويسأل نعيم الجهاديين فيقول :
هل أقيم شرع الله في أفغانستان وهل أقيمت دولة الخلافة في افغانستان؟
وتوجة نعيم الى أيمن الظواهري الذي يدعو للجهاد في سوريا قائلاً: قد قاتلنا في أفغانستان 14 سنة وجاء كرزاي وقطف الثمرة، وأنت هارب الآن ولا مكان تأمن فيه على نفسك وتدعو لإقامة الخلافة فاي خلافة هذه؟ هل أقيمت على يد أبو مصعب الزرقاوي بالعراق، أم أقيمت الفتنة والحروب وأشعلت النيران في الشعب العراقي الذي بات حاله لا يسر عدو ولا حببيب؟
وهل أقيمت الخلافة في اليمن، او السودان؟ حتى في مصر هل أقام الإخوان المسلمون الذين وصلوا بالانتخابات الخلافة؟ قصة الخلافة أكذوبة لا تنخدعوا بها ،أنتم تقاتلون بالوكالة عن امريكا وإسرائيل.
اكذوبة الدفاع عن المتظاهرين السلميين
سأل عواركة: هناك الكثير من الذين يبررون الذهاب للقتال في سوريا بأنه في سبيل مساعدة المسلمين هناك في الدفاع عن النفس وعن الحرائر ولمساعدة شعب مسلم يتعرض للإضطهاد، فهل تنكر ان من حق الانسان ان يدافع عن نفسه وان ينصر المظلوم؟
فيجيب نعيم:
أولاً هذه أكاذيب، فمن يقول انه يريد الدفاع عن المتظاهرين قُتل بسبب حمله للسلاح مئة الف مسلم من الطرفين، فهل هكذا ندافع عن المسلمين" بان نقتلهم" ؟
وتابع: " لو استمرت الثورة في سورية بلا سلاح لقام الشعب السوري كله مع المطالب المحقة لكن التحول الى السلاح افاد النظام بان جعل الخائفين من الفوضى كلهم يلتفوا حوله، في حين سرق الاغراب الثورة وسيطروا على مسارها وجعلوه فتنة لتدمير البلاد.
وحول لازمة تقول بان الشباب السوري حمل السلاح للدفاع عن الاعراض قال:
" نحنا عايشنا نفس الاكاذيب بعد احداث حماة، وانا أُُشهد الشيخ ايمن الظواهري على ما اقول، فهو من اخبرني بكذب الشيخ احمد القطان احد الشيوخ المتاجرين بالسوريين ايام احداث حماة، فقد ظهر اثناء الحرب بين الاخوان والرئيس حافظ الأسد رجل ذهب الى الشيخ أحمد القطان في الكويت وقال له: "ان مئتين من الاخوات السوريات في السجون انتهكت اعراضهن واصبحوا حوامل سفاحا، فماذا يحصل لهذا الحمل وهم يستفتون فضيلتكم؟ هل يسقطون هذا الحمل ام ماذا يفعلون" ؟
ويتابع: بكى الشيخ القطان وخرج بخطبة الجمعة التي إنتشرت كالنار في الهشيم وكل من سمعه بكى، حتى التقيت انا والشيخ الظواهري بـ"أبو مصعب السوري ، احد القادة الميدانيين لمعركة حماة، وعشنا مع بعض مدة شهر في شمباط بالسودان، وأقسم لنا ان هذا الرجل (الذي ذهب للشيخ القطان بالكويت) آفاك ولم تنتهك أعراض النساء السجينات وان الرواية استغلت لجمع اموال التبرعات بيد الشيخ القطان ثم سلمها للرجل السوري الذي هرب بالمال الى ايطاليا، فهذه أكاذيب والظواهري أطلعني على وثائق من قيادات اسلامية كانت تقود المعارك مع حافظ الأسد بانهم أتخموا من الاموال وكان لا ينفق على المجاهدين مليما واحداً، حتى ان هناك وثيقة هي عبارة عن خطاب أرسله "عدنان عقلة"، قائد المجاهدين ،الى "عصام العطار" في المانيا، وقد اطلعت انا على هذه الرسالة ،ويشكو فيها شح القادة الذين يجمعون الاموال، منهم "سعيد حوا" و"ابو جعفر المصري"، هؤلاء جمعوا ملايين الدولارات، بينما كان المجاهدون لا يجدون مأوى لهم ويسقطون على الطرقات شهداء.
ويضيف: هؤلاء هم القادة الذين يقودونكم هم مجموعة من اللصوص والمرتزقة، وبدل ان تقاتلوا جنديا اميركيا انتم تموتون وتحقق لهؤلاء هدفهم، والامر الثاني اريد تذكير الناس به وهو ان المجاهدين الذين كانوا يطلقون على انفسهم هذه التسمية (الاخوان المسلمون) تعاملوا مع البعث العراقي، وأنشأ لهم صدام حسين اذاعة، فهل أسلم صدام حسين؟ وهل أصبح خليفة المسلمين وهو من كان حينها ينشر العلمانية بصيغة تكفيرية في العراق وقتها؟ وايه الفرق بين صدام وحافظ الاسد وكلاهما بعثي فتحالفون واحدا وتقاتلون الاخر ؟
واضاف: وهذه التجربة تتكرر مع (الرئيس) بشار الأسد.
ويسأل نعيم: أين أنتم من مجازر صبرا وشاتيلا وقانا وكفرقاسم، هل أصبحت إسرائيل واحة للديمقراطية ام أسلم اليهود؟ أنتم يتاجر بكم في معركة لا ناقة لكم بها ولا جمل.
ورداً على سؤال حول مقولة أن الأمن السوري بقتله المتظاهرين السلميين أوجب على الثوار حمل السلاح في وجه طرف يقتلهم؟
رد الشيخ نعيم: في مصر حصلت ثورة وقتل اكثر من ألف وقوة الثورة وعنفوانها في مصر كانت في سلميتها وليس في حمل السلاح ولو حملوا السلاح لفشلت الثورة. ويشير الى الذين قتلوا في ثورة ايران، ويستبعد ان يكون الرئيس السوري أصدر اوامره بقتل المتظاهرين ويرى ان ذلك تجاوزات من الأمن، ويشير الى ان كل من قتل المصريين اثناء الثورة حكم بالبراءة، وبالتالي لا تعرف من الذي قتل المصريين، واعتبر انه لا يمكن اتهام النظام السوري بقتل المتظاهرين الا عن بينة، واما بعدما حمل الجميع السلاح فمن الطبيعي ان يقتل في المواجهات من الطرفين وان يقتل الطرفين من المدنيين الابرياء بحجة الدفاع عن النفس. فتنة وقعت لعن الله من ايقظها.
دور للموساد في سورية
وردا على سؤال يشير الشيخ نبيل نعيم الى دور الموساد ومجموعات لها هدف بإسقاط سوريا، وحتى لو قتل النظام سوري من المدنيين وهذا حرام واجب عقاب من فعله، فكم قُتل في ايران لإسقاط الشاه؟ فهل حمل المتظاهرون هناك السلاح ؟ كان يجب ان تستمر الثورة في سورية سلمية لتجتذب اليها الجميع ولكن من حملوا السلاح حولوها الى فتنة .
ويتابع: أي شعب يخرج للثورة يسقط بينه ضحايا وليس بالضرورة ان يكون النظام في سوريا من قتلهم، وفي مصر الناس تتهم جماعات أتت من غزة ولا نعرف اذا كانوا موساد او لا.
لكننا وبعد الأكاذيب التي تم الحديث عنها في أيام حافظ الاسد تبين ان كل ذلك الكلام كان كاذبا والهدف منه حشد الناس ولاحقا عملوا مصالحة مع حافظ الاسد وانبطحوا على بطونهم بعدما اتخمت جيوبهم بالاموال.
الحكم الشرعي للجهاد في سورية بدلا عن فلسطين:
وعند سؤاله عن الموقف الشرعي لحشد عشرات الاف المقاتلين للجهاد في سوريا بدلا من فلسطين قال نعيم : بعض رجال الدين تحاول اقناع الشبان ان قتال المرتد اولى من قتال الكتابي وهو حديث مضلل، لان قتال المحتل هو الاولوية القصوى وماذا ننتظر بعد احتلال العصابات الصهيونية لارضنا واعلان دولتهم اليهودية، هل نقاتل نظام الاسد؟ وتساءل "من الذي افتى واجمع ان بشار الاسد مرتد؟ انا على حد علمي انه من اهل السنة والجماعة، وحتى ان لم يكن كذلك طالما انه لا يحارب المسلمين في صلاتهم وفرائضهم، وانا اعرف ان سوريا هي الدولة العربية الوحيدة التي يوجد بها العدل الاجتماعي.
واضاف بشار الاسد حافظ للناس على الدولة الكريمة، فلماذا نريد ان نحدث فتنة في البلد.
وعند سؤال الزميل عواركة عن انتشار الافكار والفضائيات التي تحرض على قتال الشيعة والمسيحيين وتعتبره اولى من قتال اسرائيل، اجاب "جميع المذاهب موجودة منذ مئات السنين واستطاعت التعايش مع الدولة الاسلامية في حينها التي كانت فتية وتغزو الدول، ولم يتم اضطهادها".
واعتبر ان "اذا كان لدى هذه الطوائف بعض الاخطاء علينا اصلاحها بالحوار والعقل ونشر الدعوة وليس عبر السلاح"، مؤكدا أن "اليهود والمسيحيين عاشوا في كنف الدولة الاسلامية افضل الظروف، حيث ان المسلمين حموا اليهود من الذبح في اوروبا ايام الدولة العثمانية".
وتابع "وحول الاقتتال الاسلامي الداخلي نضرب ما حصل في اسبانيا مثالا، حيث ان المسلمين حكموا للاندلس ثمانمئة عام وكانت منارة العلم والمعرفة الا انها سقطت عندما بدؤوا بالاقتتال وتكفير بعضهم البعض".
وقال "اما بالنسبة للاسلام التكفيري فهذه كارثة بحد ذاتها ويجب ان تواجه بقوة وحزم لان الامام علي بن ابي طالب كان اتقى اهل زمانه الا ان من قتله كان تكفيريا وهو يظن انه يفعل حسنا، لذا ان هذا الفكر كارثي ولا بد من مواجهته لان رسول الله قال عنهم انهم كلاب جهنم، لانهم يقتلون من قال كلمة لا اله الا الله".
وحول قمع حريات التعبير في سوريا اكد نعيم : نحن مع حرية التعبير لكن على الناس طلب الاصلاح وليس القتال وحرية الاعلام في عهد بشار افضل بكثير من ايام والده الراحل، فهل يجوز تجييش الجيوش وتدمير سوريا من اجل حرية التعبير. واردف : اصلا منذ متى اميركا تريد نشر حرية التعبير الم نر ماذا فعلت في دول اميركا اللاتينية من مجازر بسبب حرية التعبير، قائلا "حرية اميركا هي حرية الكلاب، بحيث يحق لك النباح كما شئت انما دون الاقتراب من مصالحها".
وقال : انا سألت عراب اميركا في المنطقة سعد الدين ابراهيم عن دور اميركا في حماية الحريات واهدافها فاجابني، اميركا لا تريد سوى مصلحتها في المنطقة، وسياستها النفعية في العالم.
وفي موضوع زيارة السيناتور جون ماكين الى سوريا اشار الى انه "بأي صفة يدخل ماكين الى سوريا ويتحاور مع المعارضة، هل اتى من اجل اقامة الخلافة، واصلا هم يكفرون كيري وامثاله ويحرمون الذهاب للاقتراع خلال الانتخابات، لذا فإن ماكين ذهب ليقابل عملائه في سوريا كونهم هم من سينصاعون الى ما رفض الاسد تنفيذه والذي يتمثل بتقسيم سوريا والتنازل عن الجولان والقضاء على المقاومة".
وعن امكانية اقناع هؤلاء المقاتلين بأن الحوار مع النظام اولى من الاميركيين قال "الاميركي لن يتفاوض مع النصرة واعلن انهم ارهابيين استعدادا للقضاء عليهم، كونه ايقن ان الازمة ستحل في سوريا وهو يعد العدة لذبحهم جميعا في سوريا".
ولفت الى ان "زعيم النصرة الذي اعلن مبايعة زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري هو عميل للاستخبارات الاميركية، لان اعلانه هذا مع اقتراب انتهاء الازمة السورية يعني القضاء على مقاتليه وهو يقبض الثمن دون اي مسائلة.
واستغرب نعيم توقيت الاعلان للمبايعة قائلا "بماذا سيفيد الظواهري جبهة النصرة وهو غير قادر ان يجد مكانا يأويه ولا يملك سوى التسجيلات التي يرسلها كل ستة اشهر للاعلام، انما زعيم النصرة فعل ما طلب منه تمهيدا لذبح مقاتليه على يد الاميركيين والاسرائيليين".
وحول ديموقراطية اميركا في المنطقة قال واشنطن قالت بلسانها "اقيموا الديوقراطية وان كانت مزورة".
وعند سؤاله هل ترى ان ما يشاع من حديث ان قتال ايران اولى من قتال اسرائيل وخلق عدو جديد وهو ايران ليحل مكان اسرائيل قال"هذا الكلام هو جنون بحت لان هناك ما يعرف بقتال فرض وقتال نافلة، حيث يفرض القتال على المسلم اذا احتلت ارضه من الاجنبي اي غير مسلم، فهل ايران احتلت ارض اسلامية، لذلك لا يجوز القتال ضد من لا يعتدي على ارضنا، ومن مصلحة اسرائيل ان يتقاتل السنة والشيعة بدلا ان تقوم هي بشن حرب على ايران وتخسر، لذلك تنشر افكارا ان الشيعة يحاولون الامتداد الى مناطق السنة من اجل خلق فتنة طائفية، وهو ما يعرف بالحروب بالوكالة".
وحول موقفه من الشيخ القرضاوي قال نعيم"لدي الكثير من الانتقادات حول تصريحات القرضاوي منها انه لم يدعو ابدا للجهاد في فلسطين بل يطالب بقتال الحكام العرب وفي النهاية لذي كلام كثير لا استطيع نشره في الاعلام لكن اذكر بما قالته زوجته عنه انه رجل اسرائيل الاول في المنطقة وهو منسق العلاقات الاسرائيلية القطرية، وقالت انها تزوجت شيطانا وليس رجل دين".
قصة بن لادن من المهد الى اللحد
وحول علاقته الشخصية باسامة بن لادن وايمن الظواهري ونشوء القاعدة في افغانستان قال "اولا تنظيم القاعدة نحن انشأناه وليس بن لادن وكان معنا شخص اسمه العقيد سيد موسى وهو عقيد في لواء الصاعقة المصري وكان من ضمن حركة الجهاد التي اكتشفت وطرت من الجيش واجتمعنا في ارض افغانستان للجهاد، وقام سيد موسى بمعاونة مادية من عبدالله عزام بانشاء معسكر لتدريب المقاتلين العرب في افغانستان وكثر المقاتلين العرب حيث انشأنا معسكر الفاروق وابو بكر الصديق وخالد بن الوليد وصلاح الدين، وكل معسكر يحتوي على حوالي ثلاثمئة وخمسين مجاهدا وسمينا هذه المعسكرات القاعدة نسبة لانها قاعدة تواجد العرب في افغانستان والاسماء مقتبسة عن الكلية الحربية المصرية ".
واضاف "توفي العقيد موسى بعد فترة في مرض السرطان، وكان عبدالله عزام هو مصدر الاموال التي تأتي من هيئة الاغاثة الاسلامية في جدة اضافة الى التبرعات، ولديه فائض من الاموال المستخدمة في نفقات التدريب".
وقال "جاء في يوم من الايام اشخاص سعوديين قالوا لنا ان عزام يعمل مع شخص هو ضابط استخبارات سعودي اسمه ابو مازن، وعندما قلنا لعزام ان هذا الضابط يأخذ نسخا عن جوازات سفر المجاهدين ويرسلها للسفارة السعودية اجاب وان يكن كون السعودية هي من تطعمنا وتسلحنا ونحن لن نحاربها"، ولفت الى انه "كان معنا اخوة عراقيين وليبيين وان عرف نظام صدام حسين او القذافي بوجودهم معنا سيقضي على كامل عائلاتهم، وهو ما دفعهم للثورة والتهديد بقتل عبدالله عزام وفعلا اقدموا على ادخال سيارة اسعاف عبر الحدود مليئة بالذخيرة والسلاح لهذا الغرض، وقمنا انا والظواهري وعدد من القادة بينهم سيد امام وهو مؤسس الفكري لحركات الجهاد في العالم اجمع بالتواسط معهم كون الاقتتال العربي في افغانستان سيكون كارثة وفضيحة".
وتابع "استطعنا ان نقنعهم بعدم قتله الا انه رد عليهم بوقف الدعم المالي للمعسكرات والتي تحتاج للكثير من الاموال، ومع اصراره على موقفه ظهر بن لادن وهو كان يتردد الى افغانستان باستمرار لتوزيع التبرعات على المجاهدين، عندها ارسلنا لبن لادن ان يأتي لحل الازمة مع عزام، وبعد فشل بن لادن ان يقنع عزام بالعودة عن قراره اعلن انه هو من سيقوم بتمويل هذه المعسكرات، وبدأ بتسليم الاموال للظواهري الذي ينفقها على المعسكرات، وعندها اختاره الاخوة امير لهم وسمي امير القاعدة يومها، وهذه هي قصة انشاء القاعدة".
وبالنسبة لبن لادن على المستوى الشخصي بغض النظر عن الاختلاف او الاتفاق معه هو رجل زاهد في الدنيا، ويحب الجهاد في سبيل الله، وهو لم يقتل كما قال اوباما بل قام بتفجير نفسه لذا لم يستطع الاميركيين باظهار صورته للاعلام".
وحول الظواهري قال نعيم" ايمن الظواهري صديقي وحبيبي وعشت معه عمر طويل في افغانستان وهناك اسرار مشتركة بيننا وهو لا يثق بأحد غيري الا ان مشكلة ايمن هي ان رأيه يتأثر بالمحيطين به، وان كانوا تكفيريين فان رأيه سيكون مثلهم والعكس صحيح وادعو له بالرشاد والصلاح.
وختم قائلا "الجيش السوري والشعب يتكون بمعظمه من السنة والطوائف الباقية اقلية، ولا يجوز قتالهم الا اذا حملوا السلاح في وجه المسلمين، اما فيما عدا ذلك يجب ان يطغى النصح والارشاد في التعامل معهم".
وتساءل "هل الجيش او الامن السوري نزل لقتل الناس الموجودين في الاسواق، ام هناك مواجهات مع مسلحين، وان اردنا محاكمته لن نصل الى نتيجة كما حصل مع الجيش المصري الذي برء من قتل المتظاهرين".
ولفت الى ان "قد يكون هناك اشخاص مدسوسين في صفوف المتظاهرين من اجل احداث الفتنة ايقاع الاسد في الفخ".
واكد ان "ما يحصل ليس معركة المسلمين وليست معركة اقامة خلافة او ديموقراطية انما هي معركة تفتيت سوريا والامة العربية واستنزاف مقدراتها".
وحول توجيه رسالة اخيرة الى اكثر من مئتين الف مقاتل مغرر بهم في سوريا والذين يقتلون ويأسرون في سبيل اسقاط النظام ونسوا فلسطين قال نعيم "انا لا اظن ان العدد حقيقي ولا اطلب منهم الاستسلام (الجهاديين) (للرئيس ) بشار الاسد انما ادعوهم للحوار وانهاء المشكلة سلميا لانها لن تنتهي بالسلاح".
واضاف "اوجه رسالة للرئيس بشار الاسد اقول له ان هؤلاء الشباب مخدوعون من قبل اجهزة استخبارات اجنبية تعلمها جيدا، فلتنظر اليهم نظرة الرأفة والرحمة وتعفو عن اسراهم وتداوي جرحاهم، لان هدفنا جميعا الحفاظ على الشعب السوري ووحدة الارض ومقدرات الدولة، ولننظر الى العراق هل اصبحت اكثر ديموقراطية من ايام نظام صدام حسين الظالم، الذي خرج ايامه من العراق حوالي مئتين وستين الف شخص فقط في حين ان ديموقراطية اميركا هجرت اكثر من اربعة مليون عراقي.
واكد ان "اميركا لا تريد لنا الخير ابدا، وهؤلاء الشباب مخدوعون ويقاتلون معركة ليست معركتهم ولن تطبق الشريعة لاننا رأينا ما حصل في افغانستان والعراق، فهل هم يقاتلون لاقامة ديموقراطية وزير الخارجية الاميركي جون كيري واذا كان الامر كذلك هم احرار وليقاتلوا تحت راية اميركا".
وفي رسالة للرئيس بشار الاسد قال "اتمنى عليه ان يسمو بجراح سوريا ويصدر عفو عن الناس المعتقلين ويدعو الناس للعودة، لان الاوضاع ستصطلح في سوريا واتمنى ان لا يكون لديه نزعة الثأر والانتقام ويسرع بالاصلاحات لان العالم اصبح قرية كونية كبيرة ولا يمكن ان يغلق احد على شعبه والرئيس الاسد اذكى من ان يفعل ذلك".
https://telegram.me/buratha