الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
توطئة:كنت قد وضعت اوليات هذه الدراسة قبل بضعة اسابيع ثم انشغلت عنها وكنت اعود لوضع بعض ما اترجمة من نصوص او اعيد تحليله وفق تطورات الاحداث وتتابع الموضوعات وانا في كل لحظة ارقب اي فرصة للتغيير، ولكن يبدو ان حكامنا لا يكفون عن الامعان في تهميش قضايانا ويكرسون ثرواتهم وعلاقاتهم في المزيد من اشكال تمزيق هذه الامة واغتيال احلامها، ومن هنا كان لابد من وضع امثال هذه الدراسة لكشف الحقائق ولتكون مدخلا لاستنهاض وعي الامة، فإن فشل اسرائيل وهزيمتها في لبنان عام (2000)، ثم هزيمتها في حرب تموز امام مقاومة حزب الله عام (2006)، وفشل اهدافها في حربها على غزة في ديسمبر (2008)، والانهيار الاقتصادي في الولايات المتحدة واوربا في نفس السنة، وانهيار دبي اقتصاديا (اشرت في بحث سابق الى وضع المصارف البريطانية يدها على موجودات وممتلكات دبي في بريطانيا)، كل ذلك يمثل اكثر المؤشرات تسارعا على انهيار ما بقي من الاستعمار الحديث والهيمنة (الامريكية - الاسرائيلية) وليس آخرا فشل حلفاء امريكا واسرائيل في لبنان وفشلهم في الحرب (السعودية - الامريكية - الاردنية - المصرية - البحرينية) على الشيعة اليمنيين (الزيديين) في (صعدة والرازح وجبال الدخان والمدود) وبقية المدن والقرى الشيعية. من جانب آخر هاهي الولايات المتحدة تكرر اخطائها في فيتنام وكوريا باستمرار القتال في أفغانستان والعراق، وفي بريطانيا وأميركا يحاكم قادة الحرب في عصر (بلير- بوش) وتنجح منظمات حقوقية وانسانية (كان لي شرف التعاون معها) في الحصول على قرارات واوامر قضائية من بعض المحاكم بالقاء القبض على قادة وزعماء اسرائيليين خاضوا حرب غزة مثل (تسيبي ليفني وغيرها) اضافة لتقرير عدد من المحققين الدولين برئاسة القاضي والمحقق الدولي (ريتشارد غولدستون) حول جرائم الحرب الاسرائيلية في غزة، كل ذلك وتفاصيل اخرى ستظهر في دراستنا هذه لتؤكد دخولنا عصر إنهيار نظرية الهيمنة التي قادتها الولايات المتحدة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي مباشرة مما يؤكد نبوئتنا التي فصلنا الكثير من طروحاتها في بحوثنا السابق حول فلسفة نهاية التاريخ، لكن من المؤسف ان نلاحظ ان معظم مراكز البحوث والدراسات العربية والاسلامية في اوربا وفي بريطانيا خاصة لا تزال تخوض في مواقف وآراء بعيدة عن الواقع ولا تطرح رؤى مستقبلية ولا تقدم منظورا اسلاميا يخدم فكرة ظهور الامام المهدي (عجل الله فرجه) بعد ان اغلقت نفسها على كتابات غلب على معظمها الطابع الادبي والشعري في قبال ما تقوم به مراكز البحوث الاستراتيجية الامريكية والاوربية والاسيوية من تقديم تصورات لمستقبل الانسانية، مما يعكس تراجعا في البحوث الفكرية والفلسفية والتنظيرية عند معظم رجال الدين المعاصرين ولن نجد الا القلة ممن يطرح نظريات مستقبلية قادرة على التطبيق.الاسلام وصراع النظريات:في الوقت الذي يدب فيه الضعف في جسد السياسة الامريكية الخارجية نتيجة للانهيارات الاقتصادية (وليس آخرها اعلان ثلاثة بنوك محلية في كالفورنيا عن افلاسها) والذي يمثل احد امتدادات حالة الانهيار الاخير، وفي ضوء فقدان الولايات المتحدة لعناصر القوة والهيمنة في العالم (وخاصة العراق وافغانستان) حتى ان قائد القوات الامريكية في افغانستان (الجنرال ستاني مكريستال) يقول: " من دون ارسال قوات اضافية لافغانستان فان الولايات المتحدة ستواجه الفشل" وكتب هذا الجنرال في (الواشنطن بوست): " الفشل في انتزاع المبادرة ووقف زخم التمرد في المستقبل القريب (الاثنا عشر شهرا القادمة) اثناء اكتمال نمو قدرات الامن الافغاني يخاطر بنتيجة لن يكون بعدها امكان هزيمة التمرد ".اضافة لتقلص وتراجع امتدادها بعد طلب العديد من الدول وخاصة في امريكا اللاتينية، وآسيا بغلق القواعد العسكرية الامريكية فيها، نجد بالمقابل ان العالم العربي والاسلامي بقي بعيدا عن الاستفادة من مراحل الانهيار هذه بل انه في الكثير من الاحيان يساعد في تقوية امريكا والاطالة بعمرها السياسي عبر المساعدات المالية بمليارات الدولارات اما نقدا او على شكل عقود وصفقات شراء السلاح الامريكي الذي لم تستعمله الدول العربية الخليجية ضد اسرائيل وانما استعملته مؤخرا ضد انتفاضة الحوثيين (الشيعة الزيدية) في اليمن، حتى تدخلت كل الدول الخليجية اضافة للاردن والمغرب ومصر، لتبرهن من جديد على ضعف الجيوش العربية امام حركات التحرر.في ضوء كل هذه الاحداث بقيت الدول الاسلامية تتخذ موقف الدفاع عن افكارها ولم تتبنى مبادرات توحي بالتحدي او على الاقل أن لا تكون قراراتها مجرد ردود افعال، وعندما يتعلق الامر بعلاقاتها مع واشنطن فان ممالك الخليج ومشايخاها تنظر الى حدود العمر الزمني لعروشها، فالبقاء على سدة الحكم لعوائل محددة واستمرار العروش في ممارسة طغيانها وتبديدها للثروات كما حصل مؤخرا في دبي يكشف حجم هذه العروش وخوائها.فالسعودية تقود ومنذ اجيال صراعا مذهبيا ضد الاقليات الشيعية في شبه الجزيرة العربية مثل (الشيعة الامامية الاثني عشرية، والشيعة الاسماعيلية والشيعة الزيدية) والسعودية لا تكتفي في ان تكون رأس الحربة في عملية الصراع بل وتحرض الاخرين وتمدهم بالاموال والشباب بعد مسخ هؤلاء وتحويلهم الى الغام ومتفجرات تقتل البشر عامة والشيعة خاصة، ونجد انها بسبب تردي قدراتها وجهل جنودها بفنون القتال تستنجد بقوات من الاردن وقوات من المغرب وبالطيران الامريكي ليضرب مجموعات من الثوار يعيشون في قرى بسيطة ويقاتلون بمعدات واسلحة غير متطورة.لاشك ان الفكر الاسلامي المعاصر وبسبب طروحات الحركة الوهابية السعودية يعيش حالة من الصراعات الفكرية لاتختلف كثيرا عن ما كان موجودا منذ وفاة الرسول الخاتم صلوات الله عليه وآله، والسلوك السعودي الوهابي لايختلف عن سلوك بني امية والعباسيين في صراعهم مع ابناء واحفاد الامام علي (عليه السلام) ولكنه تحول نحو صراعا ضد شيعة الامام عبر العصور بدلا من ان يكون صراعا معه مباشرة اثر قيامهم (الاميون والعباسيون) باغتيال الائمة عليهم السلام، وما استشهاد الامام الحسين في كربلاء سنة (61) للهجرة إلا احد أشهر الامثلة على طبيعة الصراع.لاشك ان التاريخ (السعودي - البريطاني الامريكي - الاسرائيلي) المشترك والتي تؤيده الاف الوثائق البريطانية الامريكية والاسرائيلية على السواء، يكشف ان ما تقوم به اسرائيل ضد حزب الله هو ذاته ما تقوم به السعودية ضد الحوثيين، فالاهداف نفسها والغايات ذاتها ومنهجية الصراع وطبيعة العمليات العسكرية تكون مستنسخة هنا وهناك.
اسرائيل وامريكا حتمية الفناء: يطرح القرآن الكريم قضية نهاية تاريخ الامم رابطا حتمة النهاية بظهور الفساد والانحراف عن المنهج الالهي والتحول الى الاشتغال بالحياة الدنيا باعتبار ان المفهوم العام للفساد هو هجر الاخرة والارتباط بالحياة الدنيا ارتباطا ينحو نحو اتخاذها موضعا للتعالي عن الاخرة فيقول عزوجل: " و إذا أردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ". الاسراء/16.وهنا نلاحظ معطيين اساسيين في اسباب الفناء:الاول: الفسق: وهو من معالم الفساد، وهو يعني التعالي على الاردة الالهية في نظم الحياة، والفاسق هو ليس فقط المنحرف جنسيا ولكنه كل من انحرف عن الارادة الالهية، ولا يخفى هنا ان الولايات المتحدة تقود عملية الافساد في العالم مستعملة اداتها اسرائيل وكل من تحالف معها من عرب اتخذوا الاسلام حجة للهو ولاشباع رغباتهم الدنيوية، وكذلك الاحلاف من اوربيين واسيويين وافارقة.الثاني: يقول الله في قضية العقاب : " فدمرناها تدميرا ". فاستعماله لصيغة التوكيد تعني حقيقة العقاب وحتمية وقوعة مما يؤكد حتمية الفناء.لقد شكلت قضية نهاية الولايات المتحدة الامريكية جزأ اساسيا من عناصر التراث الادبي والفني الامريكي الذي تحول الى قضية فكرية يعيشها المجتمع الامريكي بشكل يومي.فاذا كانت الدراسات الدينية (الامريكية - الاسرائيلية) المعاصرة تهتم وتنشغل بفناء هاتين الدولتين في محاولاتها لاعادة تفسير الطروحات التوراتية التي اصبحت الشغل الشاغل لعدد كبير من الباحثين الاكاديميين و الدينيين في هاتين الدولتين،بل انتقل ذلك للاعلام والادب فالافلام والكتب التي تشير الى نهاية امريكا صارت جزء من التفكير اليومي مما سببت لهم رعبا وقلقا تعاظم بعد (11/9)، فان من واجب المسلمين وخاصة الشيعة العودة الى دراسات النصوص (القرآنية والحديثية) التي تقدم كما هائلا من المعارف بشأن الموضوع لقرب عصر الظهور الذي يلاحظ من توافر معظم الشروط التي تتحدث عنها النصوص الصادرة عن الرسول الخاتم صلوات الله عليه وآله او تلك الصادرة عن الائمة المعصومين عليهم السلام بهذا الشأن.لقد استطاعت الولايات المتحدة واسرائيل شغل المجتمع الاسلامي عن حقيقة الاسلام وواقعيته وحاجة الانسانية لتطبيقاته، فشغلته عن كل ذلك بحروب داخلية وخارجية وبتعطيل حركته الاقتصادية بعد ان صارت الاستثمارات العربية والاسلامية تتكدس في البنوك والمصارف الغربية ولا تعير انتباها لحركة الاقتصاد المحلية، حتى صار الدفاع عن القيم الاسلامية والمطالبة بتطبيق الشريعة جريمة يعاقب عليها، بل وتشرع التشريعات القانونية المناقضة للاسلام فكرا وعقيدة وشريعة.حركة الاستنهاض:منذ البدء قادت الجمهورية الاسلامية حركة الاستنهاض الاسلامي المعاصر حتى تركت الثوره آثارها على كل المسلمين في العالم، بل تأثر بها غير المسلمين، فالمجتمع الاسلامي كان بحاجة الى وجود قوة اسلامية تطرح الفكر الاسلامي كمشروع حضاري متقدم وتعود به الى اصالته الرسالية التي يسعى الغرب واتباعة من الاعراب لتشويه صورتها وتقديم الاسلام على اعتبار انه فكر ارهابي من خلال خلق جماعات تابعة للولايات المتحدة لضرب الاسلام وتشويه سمعته وفكره الرسالي كما قالت (هيلاري كلينتون) في التصريحات التي نشرناها في بحث سابق.
الغرب يعي ان المشكلة ليست في الفكر الاسلامي الرصين ولكن في التطبيق العشوائي والكيفي، والدراسات الغربية تعرف انحراف الحركة الوهابية عن الاصالة الاسلامية ومن هنا فقد استعملت اتباع الحركة الوهابية في ضرب الاسلام الرسالي، وتشويه معالمة والتعرض لأعلامه، وإلا فهل قادت السعودية حربا ضد اسرائيل؟
من هنا فان أي نهضة اسلامية حقيقية كالتي قادتها الجمهورية الاسلامية ستعتبر خطرا على الفكر (الغربي - الاسرائيلي) وسياساته، فالقيادات الاسلامية التي تسعى لاستعادة الروح الاسلامية الخالصة تتهم (كما هجوم العريفي على سماحة السيد علي السيستاني) ويتم استبدالها بقيادات وهمية تطرح اسلاما سلبيا خاضعا للفكر الغربي وغير مقاوم للظلم والقهر الدوليين.
عندما قال الرسول الخاتم صلوات الله عليه وآله: " الحسين من وانا من الحسين"، وعندما كشف عن الطبيعة التحررية والنضالية للاسلام في مقولة : " الاسلام محمدي الوجود حسيني البقاء " انما ارادنا ان نستلهم القوة التحررية والنضالية في نهضة الامام الحسين عليه السلام، وان يخرج الحسين من دائرة الحزن والبكاء والاستذكار في عاشوراء فقط ليكون الحسين معنا في كل تحركاتنا وتفاصيل حياتنا، بمعنى ان نكون حسينيين في نضالنا وصبرنا ودفاعنا عن الحق ومحاولة التغيير بكل ثمن، ان نكون حسينيين في تطوير قدراتنا الفكرية والعلمية والعملية والعبادية. وفي استنهاضنا للوعي الجمعي وان نتهيء ونستعد لظهور المهدي (عجل الله فرجة) في يوم الخلاص.
ففي الوقت التي تحاول فيه السياسية (الامريكية - الاسرائيلية) نشر الفكر الجاهلي عبر التأسيس لنظرية اسلامية سلبية يكون الاسلام فيها خاليا من الفكر الرسالي منطويا على عدد من العبادات التي يتم تفسيرها سلبيا بدلا من تقديمها كنموذج رسالي مستقبلي وتحجيم فاعلياتها، نجد ان كل من تركيا (السنية العلمانية) وايران (الاسلامية ذات البعد الشيعي) تحاولان الخروج من الهيمنة الامريكية وترك سلبيات السياسات القديمة التي اعتمدها (اتاتورك) في تركيا والشاه رضا بهلوي) في ايران، فتركيا الحالية اقرب للعالم الاسلامي والتعرض لمشاكله وتقديم الطروحات المعاصرة من السابق، من جانب آخر وبينما الولايات المتحدة تسعى لعقد القمة النووية نجد ان القادة العرب ابعد ما يكون عن استغلال هذه المناسبة لطرح قضية السلاح النووي الاسرائيلي، ففي الوقت الذي تتسابق فيه العروش العربية للحفاظ على استمرارها وبقائها نجد ان تركيا ممثلة برئيس وزرائها (رجب طيب اردوكان) تسعى من جانبها لكشف البرنامج النووي الاسرائيلي حيث قال رئيس الوزراء التركي: " انه سيدعو المجتمع الدولي لبحث الاسلحة النووية الاسرائيلية في الاجتماع "، مما يكشف عن تطور كبير في السياسة التركية تجاه التقارب العربي الاسلامي على حساب اسرائيل وهذا ما ازعج الاخيرة حسب تصريحات وزير خارجيتها (افيدغور لبيرمان) مما يعني وجود نزعة اسلامية حديثة تقودها (تركيا وايران) لزعزعة وضع اسرائيل دوليا وتوجيه الانظار لها كعنصر محرض ومؤسس للارهاب الدولي.
إضافة الى ان ايران تحاول بسياساتها وتقدمها العلمي ان تعطي نموذجا للاسلام الرسالي الذي تقبلته تركيا الحالية واخذت في فتح ابواب التعاون والاتصال والتنديد بالجرائم الاسرائيلية في غزة بشكل اثار اسرائيل والولايات المتحدة مما يعني طرح مشروع استنهاض الوعي الجمعي في تركيا الاسلامية.
سقوط حلفاء الامس:ظهر في المرحلة الاخيرة شعور لدى عدد من الساسة والمحللين الامريكيين في مراكز بحوث الدراسات الاستراتيجية يقول بتراجع وضعف الدور الدولي لواشنطن في صناعة القرار نتيجة لعدد من الاسباب منها قرب التخلي عن الدولار الامريكي كعملة قياسية في التعامل التجاري الدولي (حسب تصريحات عدد من الاقتصاديين الاوربيين والاسيويين، نتيجة لعدم قدرة الدولار الامريكي على الثبات ولتلك المخاوف المتزايدة من ظهور نكسة اقتصادية جديدة مما سيعني عقودا طويلة من الضعف وتردي الاداء وتراكم خسارة سلة العملات من جديد مما اوجد حاجة ماسة الى اعتماد عملة قياسية غير الدولار الامريكي تستند الى اصول مالية ثابتة لا تتعرض للهزات المتكررة. وقد لمح العديد منهم الى تخلي بعض حلفاء واشنطن عن ارتباطهم بها ففي كتابة: " طريق الحرير الجديد " يقول المحلل (سمفند روفر):" إن النفط والغاز يشكلان اهم عوامل الجذب الصينية في المنطقة " واضاف ايضا: " إن الشرق الاوسط سيكون مصدر اكثر من ثلثي النفط في العالم خلال العقدين المقبلين في حين ان الصين ستكون مسؤولة عن ثلثي النمو في الاستهلاك العالمي خلال الفترة نفسها بصرف النظر عن رغبة الطرفين (الصين والسعودية) في بناء هذه العلاقات ". وهو ايضا يتوقع انهيار (الثالوث الاقتصادي المقدس) الذي يعتمد على تصدير نفط الشرق الاوسط الى الصين ومن ثم تصدير المنتجات الصينية لامريكا حيث يقول:" نحن نتوقع أن يتراجع الطلب الامريكي بشدة خلال العامين المقبلين، في حين ان الطلب يتزايد بشدة في الشرق الاوسط بينما حاجة الصين لنفط المنطقة يرتفع وهذا يزيد متانة العلاقات بين الصينية الشرق اوسطية ".
ففي الوقت التي زادت صادرات الصين للشرق الاوسط حتى بلغت (59 مليار دولار) تراجعت صادرات الولايات المتحدة الى (53.8 مليار دولار) مما يؤشر توجه شرقي اوسطي نحو الصين بشكل يتنامى سنويا.
لاشك ان فقدان الولايات المتحدة لحلفائها في الشرق الاوسط وضعف حلفائها في شمال افريقيا وتخلي العديد من انصارها في ىسيا عن حماستهم تجاه واشنطن يعكس انهيارا متناميا بدأ يتحول لقضية تشغل بال القاطنين في البيت الابيض.
أما الحلفاء انفسهم وخاصة في (الخليج الاسلامي) فان ضعف تحالفهم مع البيت الابيض يؤكد من جانب آخر قرب نهاية العمر الافتراضي لهذه العروش كما اشرنا في دراساتنا السابقة مما دفع البعض الى محاولة التقرب من الصين وروسيا على حساب العلاقات الكلاسيكية مع واشنطن وهذا بدورة سيسارع في حركة نهاية العمر الافتراضي للولايات المتحدة كقوة كبيرة لتصبح بعد بضعة عقود مجرد دولة نائية ضعيفة التأثير.
https://telegram.me/buratha