دراسات

معركة الأعلام ..!


المحامي عبد الحسين الظالمي ||

 

منذ عام 2003 والى اليوم  هناك معركة مستعرة  تحرق من اجلها ملاين بل مليارات الدولارات ، جمدت او انتهت اغلب المعارك الا هذه المعركة التي لازالت وستبقى حامية الوطيس رغم عدم تكافئ الفرص والادوات والامكانيات فيها

هذه المعركة طرفيها الاعلام المعادي واعلام الخصوم  من جهة والاعلام المحسوب على العملية السياسية في العراق من جهة اخرى  الطرف  الاول جندت له كل الامكانيات المادية  والبشرية والكفاءات وخصصت له الاوقات المطلوبة والامكان الامنة  والاهداف المحددة هذه الاهداف   التي  تصب في هدف رئيسي واحد وهو افشال ما حدث بالعراق من عملية تغير واعتبار ذلك غلط لا يجب ان يتكرر في مكان اخر  ولا يمكن ان يسمح له ان يستمر  بالعراق مهما  كانت التضحيات ، ويوازي هذا الاعلام جهد اخر كبير جدا  يعمل على خلق الازمات التي تكون المادة الدسمة لهذا الاعلام ، طابور يعمل على الارض قسم منه مجند والقسم الاخر مطامعه واهوائه الشخصية تقوده ليكون اداة واخر يتلاقف ما يحدث ليخلق من ابسط حدث موضوع تدور به ماكنة الاعلام  نفخا وتضخيمها وتحريفا  على قول المثل العربي ( يخلق من الحبة كبة ) اذا ما زادوا على ذلك ليخلق من ذرة الرمل كبة تحريفا وتزيفا

وتضخيما ورغم فشل  اغلب الاحداث والازمات المتعددة على الارض ولكن وجهها الاعلامي مستمر ، حتى استطاع هذا الاعلام ان يخلق راي عام يردد ما يقوله الاعلام  حتى ولو يتعلق الموضوع  بسمعة العراق  حتى اصبح البعض مستغرب ما يقوله العراقيون بحق بلدهم او حتى لو  تعلق الامر  بدم العراقيين حينما كانت الدماء تسيل في شوارع بغداد من الابرياء كان الاعلام يطلق اسم القتلى على هؤلاء الضحايا الذين يسقطون يوميا حتى تمكن هذا الاعلام ان يقنع  المتلقي ان يردد نفس التسمية على هؤلاء الضحايا  وكأنهم سقطوا في زلزال او حادث سيارة ولم يسقطوا في معركة احد اطرافها ارهاب اعمي   وبدلا ما يصب  الغضب على الجناة كان الاعلام والشعب يصب الغضب على الحكومة والاجهزة الامنية والشواهد على ذلك  تحتاج الى مجلد كامل.

اما اعلام الجبهة الاخرى  والذي كان يفترض به ان يسخر كل امكاناته المادية والبشرية للوقوف بوجه هذا العدو

الذي اخذ يتقدم في كل الصفحات  ورغم تعدد مصادر هذا الاعلام وتوفر الامكانات المادية والاسباب الموضوعية للدفاع عن وجودة باعتبار ان مشروعه هو المستهدف فبدلا من التوحد وتسخير الامكانات انقلب هذا الاعلام على نفسه واصبح يهدم بيته بمعوله  بل اصبح مادة دسمة للأعلام الجبهة الاخرى تحت مبدئ ( من فمك ادينك ) تحول الاعلام الموالي الى معاول احدها يهدم بيت الاخر  تحت ذريعة التنافس السياسي

بين الشركاء والذين غالبا ما يكونون اشد عداوة على بعضهم من الاعداء عليهم  فبدء التسقيط والافشال والنيل من الاخر ووضع العراقيل  التي وصلت الى درجة تشعر ان ليس هناك بين اطراف هذه الجبهة من رابطة او مصير يجمعهم ، فاصبح بدل الشرقية والعربية العشرات من شرقيات الاعلام الموالي بعضها تنهش لحم الاخرى وخصوصا عندما ساهم هذا الاعلام بقصد او بدون قصد بمساعدة الاعلام المعادي على خلق راي عام جارف لا يعرف عن العملية السياسية سوى الفشل والفساد والدمار ويلص بها كل موبقة وكأن ما يجري بالعراق لم يحدث له مثيل في العالم بل بالغ البعض ليقول ان ما يجري في العراق لم يحدث بالتاريخ واغرب  من ذلك ان البعض اخذ يقارن بين ما جرى في زمن البعث وما يجري اليوم  ويحمل كل ما وصل اليه العراق  نتيجة هذه العشرين سنة الاخيرة وسبب تراجع العراق من دولة متطورة ومتحضرة يعيش اهلها بأمن وامان ورفاهية ما قبل 2003 الى وضع مرزي اليوم ، هذا الاعلام الذي لم ينجح في درء مخاطر الاعلام المعادي بل ساهم بتحقيق اهدافه من خلال خلق 

راي عام جارف يرفض كل حسنة لما بعد 2003  والبعض منه اخذ يسمي ما قبل 2003 الزمن الجميل وايام الامن والامان والعز  ذلك الزمن الذي كان فيه شرطي الامن يخلس استاذ جامعي ومسؤول صعلوك يقارن شوارب شيخ عام بحذاء بعثي ، ذلك الزمن الذي كان البعض يخاف من خياله

وكأن ما حدث في العراق ما بعد 2003 يجب ان لا يخطئ ابدا والخطأ منه كفر بل اشد كفرا  البعض يريد من المسؤولين ان يكونون الامام علي وعليهم ان لا يتركوا في فقير في العراق او ضعيف وكان الوضع في جنة والمسؤولين علينا الملائكة والروح فيها

اغلب ما يجري في العراق اليوم صحيح ان الاعلام المعادي ساهم في ترويجه ولكن من جعل الامور تبلغ مبلغها هو الاعلام الموالي الذي لم يدرك حقيقة ما يخطط لمشروعه قبل غيره  لذلك اصبحت الامور خارج سيطرت الكل  وسوف لم ينجوا منها طرف حتى من حاول اشعالها  لان النار عندما تشب سوف لم يوقفها

شكل او لون او موقف احد .  وافضل شاهد ما تسمى  الليلة السوداء التي مرت على بغداد اثناء احداث البرلمان  لم يفرق رعبها بين موالي او خصم او عدوا   من اهالي بغداد اذا لم نقل كل اهل العراق بل عاش الكل ليلة يعزف فيها الرصاص معزوفة الموت . من هنا كان على اصحاب القرار ان يقفون ولو ليوم واحد ويراجعون ليس مواقفهم السياسية التي كادت ان تحرق الجميع بدون استثناء بل كان المفروض بهم ان يعيدوا النظر بما تطرحه جيوشهم الإلكترونية او قنواتهم التي اصبحت صفراء اكثر من القنوات التي يصفونها بالصفراء وكلهم يسمعون تصريح شريكهم وعدوهم وهو يقول (خمسة عشر عام وانا واجبي ان اتكلم عليكم وان اسقط بكم وبالعملية السياسية) .

لم يعد الاعلام المعادي يحتاج الى الامكانات التي كان يحتاجها سابقا اليوم يحتاج فقط كذبه او حدث بسيط. او اتهام معين  ليضج  بعدها الشارع ووسائل التواصل بما يريد الاعداء ان يحققوه . حتى وصل الحال ان اياك ان تقول او تتكلم او تذكر ايجابية واحدة  حتى تنبري لك الالسن بالنقد والتنكيل ، نعم لا يمكن ان ينكر احد ان هناك اخطاء وتقصير وقصور ولكن هناك في نفس الوقت تحول وتطور وتبدل بالحال نعم قد يكون ليس بمستوى الطموح ولكن ليس من الصحيح انكار كل ما هو ايجابي حتى ان البعض متعجب ويسال اين كنتم ضامين السوداني ؟ . نعم اقول حقك ان تستغرب لان ما تسمع من كم هائل من تسقيط البعض للبعض الاخر جعلك تضع كل البيض في سلة واحدة  ، للآسف ظهرت اجيال حالها حال اهل الشام ايام زمان لا يفرقون بين الناقة والجمل والسبب ان اصحاب  الامر هم من خلط الاوراق على هذه الاجيال وهم من يتحملون النتيجة ...وهذا ما جنت على نفسها براغش . ويبقى الخاسر الاكبر ليس براغش وحدها بل العراق باجمعه شعب ودولة  وتاريخ .

 

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك