عبود مزهر الكرخي ||
ونكمل موضوعنا في جزئنا السابق عن اليهود ، حيث أن الفكر المتطرف والإرهابي نشأ مع قوم بنو إسرائيل وقد وردت ثلاث آيات في ثلاث سور في القرآن عن قتلهم الأنبياء(1).
واحدى المنظمات الإرهابية الصهيونية وهي «غوش إيمونيم»ولديها برنامج ويتكون البرنامج من 250 كلمة تحت عنوان «هل تعرف؟»، وأبرز ما جاء فيه: «إن هذه البلاد كلها ملك لنا وبقرار منا جميعاً وغير قابلة للتنازل عنها للآخرين... وهذه الأمور يجب أن تكون واضحة وحاسمة إلى الأبد، فلا توجد مناطق أو أراضٍ عربية، فقط أراضٍ إسرائيلية ملك آبائنا وأجدادنا، كل هذه البلاد - وطبقاً لحدودها التوراتية - يجب أن تكون تحت سيطرة شعب إسرائيل»(2).
وهناك من المنظمات الإرهابية في الكيان الصهيوني مما لاتعد ولا تحصى ومذابح كفر قاسم ومدرسة بحر البقر وغيرها الكثير لتشهد على دموية وهمجية الفكر الصهيوني اليهودي وايغالهم في القتل والذبح وبدون أي رحمة أو شفقة.
ولهذا كان الإرهاب موجود في أي مكان وزمان وليس فقط ربطه بالدين الإسلامي من أجل تصويره بانه دين عنف وقتل وذبح وان الدعوة الإسلامية قائمة على نشر الدين الإسلامي بالتهديد وبحد السيف والحقائق العملية تثبت غير ذلك ولكن الماكنة الإعلامية الضخمة والتي تدار من قبل عقول صهيونية وامريكية وغربية لها دور كبير في قلب الحقائق رأساً على عقب.
والحقيقة لنرجع الى المسلسل التاريخي لنشوء الإرهاب ومسيرته عبر التاريخ لنجد في الرسالة المحمدية والتي تم ممارسة اقسى انواع التعذيب الوحشي والقتل من أجل القضاء على الرسالة الإسلامية وما مورس تجاه المسلمين الاوائل في مكة ومن قبل كفار قريش ما يفوق الوصف والعقل والتاريخ ، ويتحدث أنه كان رؤوس الشرك بقيادة ابو سفيان وابو جهل وابو لهب وكانت قيادة ذلك المنظر التعسفي والدموي ومن قبل بنو أمية وليصل إلى ايذاء النبي محمد(ص) وحتى القاء عليه الروث والقاذورات على الحضرة النبوية الشريفة وحتى وضع الأشواك في طريق الرسول من اجل اذيته وكان أحد هذه الرؤوس هي ام جميل أخت ابو سفيان(عليهم لعائن الله) وهي زوجة ابو لهب وقد نزلت آية في القرآن الكريم بخصوص ابو لهب وتصب عليهم اللعنة من خلال تلك السورة وهي آية المسد، ويستمر الدور الإرهابي لكفار قريش ليصل الى فرض الحصار على المسلمين ويبدو أن التاريخ يعيد من خلال ما تم من قبل أمريكا ومعهم دول الشر في فرض الحصار على العراق والذي تحمل هذا الحصار الاليم الشعب من خلال حصد ارواح العراقيين وبالجملة وخصوصاً بين الأطفال وارتفاع الوفيات بين الأطفال والشيوخ الكبار وكذلك ما يحصل الآن في فرض حصار ظالم وجرم على ايران وشعبها المسلم ومن قبل أمريكا ومن لف لفها من قوى الشر والظلام.
ويستمر هذا المسلسل ليصل الى التدبير ومحاولة قتل النبي الأكرم والتي دبرت من قبل كفار قريش وبمشاركة اليهود الذين كان لهم ضلع كبير في الحرب على الرسول والإسلام وتدبير المكائد والمؤامرات ولكن الله ينجيه بلطف من الله سبحانه وتعالى وليخرج من أمام القتلة المحيطين بالبيت وامام اعينهم ولكنهم لايرونه ولتنزل الآية الكريمة والتي تذكر ذلك { وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ }(3).
وليبات على فراشه أول فدائي في الإسلام أخوه ووصيه أمير المؤمنين الأمام علي بن أبي طالب
في حادثة تدلل على مدى الإيثار والمواساة التي فدى فيها الإمام علي(ع) نبيه وأخيه وأبن عمه
الرسول الأعظم محمد(ص) ولتنزل الآية الكريمة والتي باهي بها الله جل وعلا ملائكته بهذا الإيثار والفداء والتي كان محموداً عند رب السماوات وعند الملائكة والتي تذكر تلك الآية العظيمة بالقول { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ }(4).
واستمر مسلسل الإرهاب في الدعوة الإسلامية وكان كفار قريش يتحينون الفرص للانقضاض على الإسلام ومحاولات قتل الرسول كانت عديدة وعلى أقل تقدير كانت عشر محاولات لاغتيال النبي من بينها ليلة الهجرة(5) .
ولو نلاحظ هذه المحاولات هي أكثر بالتأكيد فأن اليهود كان لهم النصيب الأكبر في هذه المحاولات لاغتيال الرسول. ولكن السيد العاملي يقول وعند علماء الشيعة (يلاحظ المتأمل في سيرة النبي صلى الله عليه وآله أنه في الثلاث وعشرين سنة من بعثته إلى وفاته، تعرض لأكثر من عشرين محاولة اغتيال! وأن أصحاب هذه المحاولات هم فئتان لا أكثر: قريش.. واليهود!! وهذا يدلنا على أهل القوة الحقيقية في الجزيرة المتضررين من الاسلام، والمنتفعين حسب خيالهم من قتل نبيه الهاشمي!
لكن نلاحظ أن هدف اليهود من قتل محمد ثابت لم يتغير.. بينما هدف قريش من قتله تطور فقد كان هدفهم في مكة إطفاء دعوته، ثم صار بعد هجرته إلى المدينة ونشوب الحروب معه، الانتقام والغلبة على محمد عدو قريش واليهود.. لكن بعد فتح مكة وإجبار قريش على الخضوع وخلع السلاح.. لم يعد محمد في نظر زعماء قريش شابا من بني هاشم هدد نفوذهم على قبائلهم وعلى العرب.. بل صار رئيس دولة مترامية، خضعت لها الجزيرة واليمن والبحرين، ووصل نفوذها إلى مشارف الشام وفلسطين ومصر.. فالهدف الصحيح من قتله هو (وراثة سلطانه) وتسلم قيادة هذه الدولة الكبيرة، المتحفزة لفتح بلاد كسرى وقيصر، ذلك الهدف المغري الذي طالما أكد عليه النبي في دعوته لقريش في أيامها الأولى، وجعله من وعود نبوته القطعية!!)(6).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ وهي [ آل عمران : 112 ، 118] و[ سورة النساء : 155 ].
2 ـ مأخوذ من مقال بعنوان(يد تمسك التوراة ويد تمسك السلاح... الإرهاب الصهيوني «قبضة مطوية في درع داود ». الكاتب عرفه عبده علي. موقع البيان. منشور بتاريخ 20/1/2020.
3 ـ [يس : 9].
4 ـ [البقرة : 207].
5 ـ راجع كتاب(عشر محاولات لإغتيال النبي صلى الله عليه وسلم). المؤلف: مراد سلامة. سنة النشر: 2004. منشورات دار الأيمان.
6 ـ راجع كتاب الانتصار مناظرات الشيعة في شبكات الانترنت بقلم: العاملي المجلد السابع دفاعا عن الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء عليها السلام دار السيرة بيروت - لبنان ص. ب: 49 / 25 الغبيري الطبعة الأولى - ذو الحجة الحرام 1422. ص 25. من منشورات المكتبة الشيعية