د.مسعود ناجي إدريس ||
• سؤال: لماذا يجب أن يدار المنزل من قبل الرجل؟ ولماذا الرجال قوامون على النساء؟
• جواب: القرآن والإسلام حسب الآية « الرجال قوّامون علی النساء بما فضّل اللّه بعضهم علی بعض و بما انفقوا من اموالهم؛(١) »، يقدم الرجل كرئيس ومدير للأسرة. قوام مع «قیم» له معنى واحد، لأن «قیم» مسمى لشخص المسؤول عن إدارة مال اليتيم الصغير أو السفيه المحجور، لأنهم غير قادرين فكريا على إدارة أنفسهم وليس من الصواب تركهم.
في المصطلحات الفقهية، يدعى المسؤولون ب "بالقيم"، حيث المرأة لديها كل حقوق الرجل. المطروح هنا هو إدارة الأسرة، التي تتكون من الرجل والمرأة وهنا یکون الرجل هو المشرف والمدير (المسؤول عن توجيه وإدارة وتخطيط وتنظيم الشؤون) في الأسرة فالرجل ليس وليا، بل هو مسئول عن الإدارة والإشراف والتنظيم والتخطيط.
يمكن النظر في تفسيرين منفصلين للرئاسة: الأول هو النظر إلى الرئاسة بالمعنى المطلق، أي أن أوامر الزوج يجب أن تنفذها الزوجة دون أي شروط. في هذه الحالة تكون طاعة الزوجة لأمر الزوج واجبة، وفي حالة معصية أمر الزوج بأي حال من الأحوال تعتبر معصية بالنسبة للزوجة، فبالإضافة إلى العقوبة الشرعية والعرفية كمنع الزوج النفقة عن زوجته ستخسر آخرتها أيضا.
معنى آخر للرئاسة هو الرئاسة الإدارية وإدارة المنزل، بمعنى أن الرجل هو رأس الأسرة ومديرها. يقال في المادة السابقة إن "الرئاسة من صفات الزوج"، في الواقع، بذكر هذه الكلمة، تم تكليفه بمهمة إدارة المنزل وتوفير الرزق، وهذا الأمر لا ينطبق على عدم إعطاء الزوج حق الحكم على الزوجة والأسرة.
تحتوي هذه المقالة على عبء واجب على الزوج وليس لها جانب رئاسي أو سيادي، لسبب واضح أن هناك قاعدة فقهية مهمة موضوعها "لا تكون عبدا لأحد، فقد خلقك الله حرا". إذا كان للرجل منصب رئيس، فهذا يعني إذا أخذنا في الاعتبار الكلمة العامة، من ناحية، فهذا مخالف للقاعدة الفقهية المذكورة أعلاه، ومن ناحية أخرى، فهو ضد تساوي الزوج والزوجة في العلاقة الزوجية.
بذكر هذه الكلمة، فإن العلاقة بين الزوج والزوجة لا تتحول إلى علاقة بين الحاكم والمحكوم عليه أو الرئيس والمرؤوسين، ولكن هذه الكلمة تضع مسؤولية إدارة الحياة وتوفير المصاريف على الرجل.
وتجدر الإشارة إلى أن التعاليم الإسلامية والمذاهب رفضت النقاط التالية:
١. استخدام الرجال للعنف ضد النساء وأفراد الآخرين في الأسرة.
٢. حبس المرأة في المنزل ومنعها من الخروج.
٣. التوجيه الإجباري لنوع الطعام وسلوك وخصائص المرأة والطفل حسب رغبة الرجل حتى لو كان غير منطقي أو غير شرعي.
٤. فرض المهام الصعبة والمرهقة على المرأة وجعل من واجبها الاهتمام بشؤون الأسرة المختلفة.
٥. منع النساء بشكل غير معقول وتعسفي من العمل الصحي والضروري والمشروع خارج المنزل.
٦. تجاهل حقوق المرأة المالية وعدم منحها حق السيادة وعدم إعطاء حقها أو مهرها رغم طلبها.
• الإدارة اللائقة للأسرة هي عندما تقوم على الحرية ولها الخصائص التالية:
١ـ تنظيم التفاعلات والعلاقات العامة والخاصة لكلا الزوجين مع بعضهما البعض على أساس التعاليم الدينية والحقوق التي تحددها مقتضيات العدالة.
٢ الرجوع إلى تحكيم الشرعي العادل لحل الخلافات بين ومحاولة تحسين العلاقات.
٣ تهيئة البيئة الملاءمة للتربية الدينية والأخلاقية لأفراد الأسرة.
• وفقا لما سبق، فإن الإدارة المثالية للرجل في الأسرة هي عندما تقوم على مجموعة من 4 مبادئ (التعليم الموجه، والعاطفة الموجهة، والسيطرة الموجهة، والقوة الموجهة)، والتي يتم شرحها على النحو التالي:
١- التعليم الموجه: من وجهة نظر الإسلام، خلقت طبيعة البشر الساعية للحق، والمعرفة الصحيحة هذه الأرضية التي من خلال التعلم ومعرفة الحق يميلون إليه ويتجنبون الانحراف والشر. لذلك، إذا قام المدير (الرجل) في البيئة الأسرية بالاستثمار اللازم من أجل إيقاظ طبيعة أفراد الأسرة وازدهارها وإيضاح الطريق الصحيح والخاطئ ونتائجه لأفراد عائلته، حتما سيذهبون نحو الحق، فيميلون إلى الطريق الصحيح، ويتجنبون الباطل والانحراف.
٢- التوجه العاطفي: من المناسب أن يكون تطبيق العنصر العاطفي في إدارة الرجال في الأسرة بارزا؛ لأن "الإنسان عبد للخير". كل إنسان يحاول أن يكون بنفس لون حبيبه وينال رضاه؛ لذلك، إذا حاول الرجل جذب زوجته وأفراد أسرته الآخرين باللطف والمودة والحب، فسيطيعونه بشكل فطري.
٣- السيطرة الموجهة: تتطلب الإدارة في أي مجموعة، بما في ذلك الأسرة، السيطرة باعتدال من أجل الإدارة الصحيحة، من المناسب لمدير العائلة أن يتحكم في أفراد عائلته بإشراف دقيق؛ لأنه كلما زاد نشاط المدير في هذا المجال، زاد نجاحه.
٤- القوة الموجهة: يعتقد العالم الألماني: إن الطاعة تتحقق بالقوة، ويجب أن تكون القوة حاضرة بما يكفي وتظهر بشكل متكرر حتى يمكن تحقيق النجاح الكامل قبل أن يظهر الفرد علامات العصيان.
في الواقع في بعض الحالات يسمح لرب الأسرة استخدام القوة والعقاب (مع وجود العديد من القيود)؛ ومع ذلك، تجدر الإشارة أيضا إلى أن الإسلام يرفض الإدارة الاستبدادية إلا في حالات محدودة للغاية مثل التعامل مع امرأة جامحة.
• المصادر:
النساء، الآیة ٣٤.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha