نصير مزهر الحميداوي ||
بعد خروج الإمام بأبي وأمي عجل الله تعالى فرجه الشريف وتحريره جميع البلدان الإسلامية و الغير الإسلامية سترجع الحياة المادية والاقتصادية إلى الاستقرار شيئا فشيئا وتكون الحالة المادية طبيعية مستقرة جدا، سيكون الامام الحجة بن الحسن هو الحاكم الفعلي للبلاد، وهو السلطان، وهو الآمر والناهي، وهو من يقوم برعاية مصالح الناس، وتنظيم شؤونهم طبقاَ للشريعة الإسلامية، وهو أيضا من يقوم بإعداد الجيوش لحماية البلاد، ويقوم بتعيين الوزراء، والحكام حسب الشريعة الإسلامية الحقة.
وضع الإسلام منهجاً اقتصادياً متكاملاً، يحقق التكافل العام، والضمان الدائم، ويحقق التوازن الاقتصادي، ويزيل الفقر والحرمان، ويشبع جميع الحاجات المشروعة للإنسان، وهذا المنهج الاقتصادي سيكتب له النجاح التطبيقي الأكمل والأسمى، بعد خروج الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف حيث تكون الظروف والأحوال الطبيعية، والانسانية، مهيئة لتحقيق الرفاهية والرخاء، وازالة شبح الفقر والحرمان، وأن السعادة ستعم البشرية تحت نظام تلك الدولة الالهية العالمية.
في عهد حكومته تنتهي أسباب وعوامل الأزمات الاقتصادية، ويكثر المال والسيولة النقدية، بحيث يكون في متناول الجميع،
وتخلق الحكومة أجواء تربوية، تسمو بالانسان نحو المثل والقيم الروحية التي تتعالى على المادة، وسياسة التوزيع الحكومية ستقوم على أساس القسمة العادلة، مع مراعاة الفوارق العقلية، والبدنية، ويكون نظام الرواتب والمخصصات متميزا، ويساعد الإعلام على تشجيع المحتاجين، لمراجعة دوائر الحكومة للحصول على حقهم وما يحتاجونه من خدمات، وسيكون في الشهر عطاءين، او مدين أو رزقين، فيكتفي الإنسان من الأموال فيقوم الغني بالزكاة فيدفعها للفقير ولا يأخذها، بسبب إعطاء الأموال من قبل الإمام مرتين في الشهر، وستكون الحوافز والجوائز كل سنة مرتين، او ثلاث او اربع، فسيكون الفقير غير محتاج، بسبب هذه الدولة العادلة، كما جاء في الرواية عن حمران بن أعين، عن أبي جعفرعليه السلام أنّه قال (كأنّي بدينكم هذا لا يزال مُتَخَضخِضاً يفحصُ بدمه، ثُمَّ لا يرُدَّه عليكم إلّا رجلٌ منّا أهل البيت فيعطيكم في السنة عطاءَين، ويرزقكم في الشهر رزقين، وتؤتون الحكمة في زمانه حتى أنَّ المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله. الغيبة للنعماني ص ٢٤٥
ستكون هنالك أجواء التربية المهدوية، تتوجه العقول والقلوب نحو المفاهيم، والقيم المعنوية، ويتعالى الإنسان على أثقال الأرض متوجهاً نحو السمو والكمال، ونحو رضوان الله تعالى ورضوان الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف، فتصبح موازينه ومقاييسه غير قائمة على أساس مادي، ويكون الاقتصاد أو تداول الثروة مرتبطاً بالخلق الإسلامي الرفيع، وبقيم التسامح والإيثار، ونكران الذات، والتضحية في سبيل سعادة الآخرين، ويكون الكرم والعطاء نتيجة طبيعية للالتزام بهذه القيم، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: العلم سبعة وعشرون حرفا، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان، فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فإذا قام القائم (عليه السلام) أخرج الخمسة والعشرين حرفا فبثها في الناس، وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفا.
العقل والجهل في الكتاب والسنة - محمد الريشهري - ص٢٨٣
ستظهر بركات الأرض والسماء، فتظهر المعادن والخزائن، وتكون من حق الأمام كلها، فيقسمها الإمام بين الناس بالسوية،
سيحصل ازدياد المنتوج الزراعي على أثر بركات السماء، فتبدو الأرض كلها خضراء جميلة مليئة بالثروة الزراعية، وبروز التقدم الصناعي والتكنولوجي على أثر تكامل العقول، وانتشار العلوم الجديدة عن الإمام عجل الله تعالى فرجه، وروى المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها، واستغنى العباد عن ضوء الشمس، وذهبت الظلمة، ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ذكر، لا تولد فيهم أنثى وتظهر الأرض كنوزها حتى تراها الناس على وجهها، ويطلب الرجل منكم من يصله بماله، ويأخذ من زكاته، لا يوجد أحد يقبل منه ذلك. استغنى الناس بما رزقهم الله من فضله.
بحار الأنوار ج٥٢ ص ٣٣٧
قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، لو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها، ولا خرجت الأرض نباتها، ولذهبت الشحناء من قلوب العباد، واصطلحت السباع والبهائم، حتى تمشي المرأة من العراق إلى الشام، لا تضع قدميها إلا على النبات، وعلى رأسها زبيلها لا يهيجها سبع ولا تخافه.
بحار الأنوار ج٥٢ ص٣١٦
معالم دولة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، هي دولة الله تعالى، ودولة أهل البيت عليهم السلام، تعرف أنها دولة السماء في الأرض، وأفضل دول العالم، منذ خلق الله تعالى آدم (عليه السلام) وملامح تلك الدولة السامية في الموارد التالية
١- نظام الدولة، نظام دولة الإمام المهدي أرواحنا فداه نظام فريد من نوعه قمة في سموه، موفق في جميع المجالات، متقن في كافة المهمات، نظام يقوده إمام معصوم، لا زلل فيه ولا خطأ، متصلٌ بربّ السماء .
٢- قضاء الدولة، قضاء دولة الإمام المهدي قضاءٌ عادل حق، ومصيبٌ كبد الحقيقة، فإنه عجل الله فرجه الشريف يقضي ويحكم بعلم الإمامة، وبما يلهمه الله تعالى .
٣- ثقافةُ الدَولة، تمتاز دولة الإمام المهدي على الصعيد الثقافي بمنح فضيلة الحكمة لجميع أفراد الأمة، والقرآن الكريم الذي هو مصدر النور والهدى، ففي الحديث الشريف عن أمير المؤمنين عليه السلام (كأني أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة، قد ضربوا الفساطيط، يعلّمون الناس القرآن كما أنزل)غيبة النعماني ص ٣١٨)
٤- اقتصاد الدولة، ففي حديث أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلوات الله عليه وآله قال: ويملأ الله قلوب أمة محمد غنى ويسعهم عدله، حتى يأمر منادياً، فينادي فيقول: من له في المال حاجة ؟! في هذا الحديث يرشدنا إلى أعظم غناءٍ اقتصادي رشيد في ذلك المجتمع البشري السعيد.
٥ - الزراعة، حديث الرسول الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه وآله قال: (تنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم يتنعموا مثلها قط، ترسل السماء عليهم مدراراً، ولا تدع الأرض شيئاً من نباتها إلاّ أخرجته) هذه الاحاديث الشريفه تعطينا بوضوح بلوغ النماء الزراعي إلى أقصى قمته الزاهرة، في تلك الدولة المظفرة.
٦- الحضارة، تقدم الحضارة في جميع مرافق الحياة في دولة صاحب الأمر(عجل الله فرجه الشريف، هي المزية الخاصة بها، دون جميع الأدوار المارة على الكرة الأرضية، هذا إلى جانب تفتّحهم على جميع مخلوقات الأرض.
٧- تكامل الدولة، هذه جوانب موجزة من شؤون دولة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف التي تعم خيرها جميع البلاد والعباد، ويسود أمنها جميع البقاع والأصقاع، ولا يدركها ذو عاهة إلاّ برئ ولا ذو ضعف إلاّ قوي.
الغيبة للطوسي/443: (عن إسماعيل الأسدي قال: حدثني سعيد بن جبير قال: السنة التي يقوم فيها المهدي تمطر أربعاً وعشرين مطرة يرى أثرها وبركتها) .
ومثله الإرشاد:2/373 ، وإعلام الورى: 2/285، وكشف الغمة: 3/258، والبحار: 53/90، عن الإرشاد .
وفي الإرشاد: 2/369 ، في تعديد علامات ظهور الإمام عليه السلام، ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل فتحيى بها الأرض من بعد موتها وتعرف بركاتها، وتزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي عليه السلام ، فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة فيتوجهون نحوه لنصرته.
67 - الخرائج: روي عن أبي سعيد الخراساني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال:
إذا قام القائم بمكة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه: ألا لا يحمل أحد منكم طعاما ولا شرابا، ويحمل حجر موسى الذي انبجست منه اثنتي عشرة عينا فلا ينزل منزلا إلا نصبه، فانبجست منه العيون، فمن كان جائعا شبع، ومن كان ظمآن روي، فيكون زادهم حتى ينزلوا النجف من ظاهر الكوفة، فإذا نزلوا ظاهرها انبعث منه الماء واللبن دائما، فمن كان جائعا شبع، ومن كان عطشانا روي.
68 - الخرائج: روي عن محمد بن عبد الحميد، عن أبي جميلة، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أدرك قائم أهل بيتي من ذي عاهة برأ ومن ذي ضعف قوي.
69 - الخرائج: عن أبي بكر الحضرمي، عن عبد الملك بن أعين، قال: قمت من عند أبي جعفر عليه السلام فاعتمدت على يدي فبكيت وقلت: كنت أرجو أن أدرك هذا الامر وبي قوة فقال: أما ترضون أن أعداءكم يقتل بعضهم بعضا، وأنتم آمنون في بيوتكم إنه لو كان ذلك أعطي الرجل منكم قوة أربعين رجلا، وجعل قلوبكم كزبر الحديد، لو قذفتم بها الجبال فلقتها، وأنتم قوام الأرض وخزانها.
الكافي: محمد بن يحيى، عن ابن عيسى، عن الأهوازي، عن فضالة، عن ابن عميرة، عن الحضرمي مثله.
بيان: قوله عليه السلام: لو قذفتم بها الجبال إما ترشيح للتشبيه السابق أو المراد أنها تكون في قوة العزم بحيث لو عزمت على فلق الجبال لتهيأ لكم وفي الكافي لقلعتها.
بحار الأنوار ج 52 ص 335
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha