عبدالجبار الغراب ||
من إيران الاسلام و الثورة وانتصارها العظيم قبل اكثر من أربعة عقود من الأن : اساسها الهام وهدفها الناجح لموضوع الابتعاد وإعلانهم الحرية والاستقلال والتفرد الكامل بالقرار والخروج عن التبعية والولاء الذي كان جاثمأ فوق رأس الشعب الايراني المسلم طيلة عشرات العقود لتبعية حكامها الخونة العملاء لأمريكا والصهاينة , والانتقال الى النهوض والتطور ومواكبة التقدم العالمي وحق الشعوب في العيش بأمان واستقلال بعيدا عن الهيمنة والاستكبار والتعبية لامريكا والغرب والصهاينة , الى النصرة ومواجهة الهيمنة والغطرسة لكل ممارسات وسياسات امريكا في منطقة الشرق الاوسط , الى الوقوف بحزم وقوة لنصرة القضية الفلسطينية وجعلها من الاهداف الاساسية لاسترداد المقدسات الاسلامية المنهوبة من قبل الامريكان والصهاينة , الى مد العون والاسناد وتأسيس قادة عظام لوضعهم لمواجهة المخاطر والتحديات التي تحاط وتهدد الأمة الاسلامية عمومآ , ليخرج على هذا المنوال ومن داخل تربتها الشريفة الخالدة رجال مجاهدين لنصرة الاسلام والمسلمين فأينما وجد التهديد كان للوجود الجهادي حقه في التواجد والدفاع من قبل المجاهدين في جمهورية ايران الاسلامية , ليكن لشيخها اللواء وسيدها المجاهد الشهيد قاسم سليماني احد اساطيرها وقادتها الحامين والمدافعين عن الشعوب المستضعفة والذي وضع لنفسه شمولية كاملة لمسارات متعددة تغذي العمل بمختلف مهامه ومن كل ابوابة ونحو كل الجهات , لتمتد سيرة العطاء الجهادي للشهيد القائد اللواء قاسم سليماني لتوضع معها مختلف السيناريوهات المعده للمواجهة والتصدي لمخططات قوى الشر والاستكبار العالمي , وتتشكل العديد من اوجه التضحيات الجسام الحافلة لمدارس الوفاء والعظمة والشموخ التي قدمها الشهيد الراحل اللواء قاسم سليماني.
فمن عدة أوجه وصور وأشكال مختلفة سارت جميع السياسات الأمريكية ضمن نظرات وأهداف دائمة المعاني والمقاصد , فكلها وفي مجملها وعلى عشرات العقود من الزمان وبتعاقب كل الحكومات : تمحورت على العديد من المرتكزات والقواعد الثابتة والترتيبات والمخططات الواضحة والمعده والمرسومة من قبل اللوبيات الصهيونية الموجودة في امريكا وبقوة وهي من تصنع السياسات الامريكية وتديرها والتي من شأنها تعزز دورها الكبير ونفوذها التوسعي في منطقه الشرق الأوسط بالتحديد , بل انها مشت في طريقها المخطط والمرسوم لها والذي اعتمد في كل تفاصيله على خلق وايجاد شرق أوسط جديد , ومنذ المقولة الشهيرة لوزيرة خارجية الولا يات المتحدة الأمريكية كوندليزا رايس تم افتعال الأحداث واختلاق الذرائع والاسباب ورسم للخرائط وتكوينها وايضاح لمعالم المخططات وإيجاد لكافة الوسائل الممكنة للسيطرة والاستحواذ على المنطقة برمتها لخدمة الكيان الإسرائيلي ومصالحهم بمختلف جوانبها.
ومن هذا المنوال فقد تماشت مختلف المسالك والأدوار في ذلك المسار الأمريكي الممنهج , وتصاعدت عليها العديد من الممارسات المدعومة من الخونه العرب المطبيعن مع الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين , وما أحداث الربيع العبري بداية العام 2011 الا نموذجآ للمخططات الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة العربية والإسلامية, فكام لهم الدعم السخي للجماعات التكفيرية وتسليحهم وانشاء لهم المعسكرات لمختلف الجماعات للقاعدة وداعش وتوزعيهم في معظم الدول والمناطق , وبالعملاء العرب المرتزقة وتمويلهم وبمساعدة بعض الدول كالسعودية والإمارات وغيرهم وبكثرة الأموال المقدمة من ملوك وامراء الاعراب الخونة للغرب والامريكان لأجل الحفاظ على تربعهم الدائم فوق رؤوس شعوبهم المغلوبة على امرها استفادوا من الاموال وسار ذالكم المخطط المشؤوم اللعين لإشعال الفتن والثورات في منطقه الشرق الأوسط بالتحديد.
ومن هنا امتدت مواجهة سياسات امريكا في المنطقة من خلال الاهداف العظيمة التي حددتها الثورة الاسلامية الايرانية مما شكل عائقآ كبيرا في تنفيذ امريكا لمخططاتها ليسير درب الجهاد المقاوم الاسلامي الحر الشريف لمواجهة سياسية الاستكبار والاستعلاء الامريكي الغربي الصهيوني المتغطرس, لتبرز وتظهر قادة إسلامين تنويريين مستبصرين الإيمان جاعلين من كتاب القرآن الكريم مرشدا ودربآ لمواصلة الطريق والوقوف في وجه المستكبرين الأمريكان والصهاينة والانتصار للشعوب المستضعفة من العرب والمسلمين.
فكان لشخصية الشهيد الكبير المجاهد قاسم سليماني دوره الجهادي والقيادي المبذول والمسخر لمواجهة الاعداء والعملاء المتغطرسين من الأمريكان والصهيانه والعرب المطبعين مع الكيان الإسرائيلي حسها الاسلامي الجهادي لنصرة قضايا العالم الاسلامي , ومن هنا تكونت بصيرة الدفاع وخلقت روح الجهاد للتصدي والحماية , فالقيادة الجهادية امتدت شموليتها كبرامج عديدة الادوار مقسمة في مختلف النواحي والجوانب الهادفة في الوصول والامتداد فذهبت وتوسعت في الإنتشار لتشكل العديد من
الملامح الغزيرة بالإيمان والتعاون والاصطفاف مع المسلمين , فالادوار عديدة لا يمكن حصرها وعدها لشهداء المقاومة الاسلامية العظماء , فمن العراق والجهاد وتكوين وتآسيس وبناء الحشد الشعبي الشريف للدفاع عن شعب العراق وإخراجهم للجماعات الداعشيه: لتظهر نتائج هذه الإسهامات في هزيمة كل الجماعات التكفيرية من داعش والقاعدة في العراق والمساهمة الفعلية للشهيد سليماني فقد ترسخت بعظمة التضحيات المبذولة فكان للاستشهاد كبار المستشارين الإيرانيين معاني تقديم لروح الإسلام والإيمان المتواصل للقضاء على المتربصين بالمسلمين من الأمريكان والصهاينة.
لتمضي سفينة العطاء الإيماني والنضال الجهادي في خلقها لتوازنات وتطورات عظيمة للتأمين والدفاع ومواجهة وطرد كل التكفيرين من أرض العراق العظيم, كلها هي أدوار رسمها شهداء المقاومة اللواء قاسم سليماني وابن العراق العظيم ابو مهدي المهندس فالدور الكبير لهم والجهادى السريع منهم والذي كان للوقوف العملي والفعلي وبكل الطاقات المختلفة: هنا سار عليها شهداء المقاومة فالمجاهد قاسم سليماني تجلت كل نجاحاتها في ردعه لمخطط إسقاط الجمهورية السورية بفعل الثورات العبرية مطلع 2011 , فكان للدعم العسكري وجودها وبالقوات المسلحة والعتاد الإيراني , وبالعلن سارت في الدفاع عن الشعب السوري والالتحام مع الجيش السوري ومساندته ليتم القضاء على هذا المخطط التدميري الأمريكي الصهيوني.
فالبراعة في اسلوبة القيادي الجهادي وامتلاكه لقضية حقيقية إسلامية محاور لشخصية قوية نالها التميز والانفراد لد الشهيد قاسم سليماني , فمن التنقلات وايصاله للولاء المطلق المعززة لروح وحدة الإسلام هي تكرارها المتواصل لمحور دول المقاومة والممانعة لأمريكا وسياساتها في المنطقة, الى الترحال والزيارات ومظاهرها وأساليبها التي تنوعت في شخصيه الشهيد قاسم سليماني لمد يد العون والمساعدة لأسر الشهداء والمجاهدين وتقديم كل أنواع الدعم اللازم لهم , الى الترابط والتجانس هي خصاله الحميدة التي امتدت صورها في عديد الزيارات التى قام بها, فالتدريبات والتجهيزات والمستشارين الكبار الى الامداد العسكري وبالعتاد الحربي : أساسها العظيم والتي أشعل معها روح التعاون والالتحام على تقديمها في المساعدة للقضاء على المتربصين بالإسلام والمسلمين.
الى فلسطين الاسلام ومقدساتها المحتلة من قبل الصهاينة : فالدعم الواضح والكبير وشهادة عظيمة تلقاها ومن الجميع وحاز عليها الشهيد سليماني لتقديمة مختلف الامكانيات لنصرة الاقصى الشريف, لتآتي الاجابات على كل العطاءات المختلفة للشهيد قاسم سليماني وبلسان الفلسطينيين انفسهم وقد قالوها شكرا للشهيد قاسم سليماني.
فالشمولية الجهادية التي سار عليها الشهيد سليماني مساراتها متعددة فمن النور والتنوير الالهي المكتسب من روح كتاب الله القرآن معرفة واستلهام اخذها لترشيد الناس وتعريفهم من هم الاعداء الحقيقين لنا كمسلمين ومن الهداية الربانية المستنيرة انارت للشهيد طريقه الجهادي ليؤسس منها محاور متفرعة لمدارس علم واسترشاد , فمن مسار التآسيس والاسهام لإعداد الرجال والقادة والمعسكرات لحفظ الدولة والدفاع عن كل المخططات وجعلها واجه للقوة ومواجهة التحديات كما في العراق , هنا تشكلت للقائد سليماني قوة ضاربة وارتباط وتعاضدت معها مختلف المكونات والفئات الشعبية وبناء واسهام في كل ما يعزز التلاحم والاصفطاف مع دول محور المقاومة الاسلامية , لتوصل مختلف معانيها الناجحة للجميع من اجل الوقوف بحزم وشده امام الاعداء, وايضا ما كانت للعطاءات المستمرة حقها الدائم في العون والاسناد في مختلف الظروف والأحداث, ومن لبنان الى العراق وسوريا فقد تكون وألتحم الإصرار والامل وجاء الاتحاد ليبعث ذلك الخوف والرعب في قلوب الأمريكان من كل التطورات العسكرية والقدرات التي كان للمشاركة فيها دور وبروزه القوي للشهيد سليماني.
ليكون ليوم الثالث من شهر يناير 2020 وادعه الأخير وفي العراق مستشهدا فيها متربصين به الاعداء الأمريكيون فالمكر والغدر أسلوب اعتادوا عليه وباغتيالهم للقادة الجهادين وسيلة قذرة اتخذوها لتكون لروحه الطاهرة وروح رفيقه المجاهد الشهيد أبو مهدي المهندس انتقال الى يدي المولى العزيز المنان حامله معها للجميع معادن المسلمين الحقيقين لدينهم والمضحيين بأنفسهم لنصرة الاسلام والمسلمين.
والعاقبة للمتقين.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha