حسين جلوب الساعدي ||
بعد سيطرت الاستعمار واشاعة مظاهر الغزو الثقافي وفق ادوات الهيمنة والدخول المحتوى الفكري والاخلاقي ظهرت حالت الانبهار ورافقتها مظاهر أخرى نعرضها فيما يلي :
1- الاستسلام للغرب والاستعمار بعد ما كان العالم الاسلامي يتصدر المشهد الحضاري في الحياة وبعد صراع وحـروب وقتـال فـي منـع الغزاة والاستعمار من السيطرة والهيمنة على مقدرات الامم فقـد دب الضعف والتـأثر بالحضـارة الغربية المادية والتأثر بالحركة النصرانية الجديدة المتمثلة بالقومية والعلمانية وانشاء تيار فكري والعمل للاستسلام للغرب وتمكينه ان يفعل ما يشاء .
2- الاستلاب : فقد عمل الغرب على استلاب خيرات وثروات الشعوب وثم استلاب الشخصية والهوية والاستعاضة عنها بشخصية مهزومة هزيلة مضطربة ضعيفة مرتبطة بالمستعمر والغرب تابعة ذليلة تتلقى الاوامر والاملاءات واداة للتنفيذ .
3- الانبهار : انبهر المسلمون بعالم الاشياء وبطراز الحياة وطريقة التفكير وجدية العمل وجودة الانتاج والتطور العلمي وسيطر على انفسهم حب العيش في عالم الغرب ويمنـون انفسهم بسهولة الحيـاة مـن خـلال الفراغ النفسي واشاعة التحلل والفراغ النفسـي وفقدان التوازن الداخلي وامتلائهـا بالانبهـار الخـارجي والـركض وراء المظاهر الخالية من الالتزام والذهاب الى نزعة التمرد .
مما جعلهم هذا الانبـهـار يفقدون التوازن والنظرة الصائبة في التمييز بين العلـوم والمعرفة والتكنولوجيا والتطور وبين القضايا السلوكية والمظاهر الخادعة التي يعاني منها الشعوب الإسلامية منها الغرب نفسه، ان الانبهار شكل ازمة نفسيه واخلاقية عانت ولا زالت تعاني .
4- الانسلاخ : وهو تعبير عن محاولات بعض المثقفين بالثقافة الغربية ومن تأثر بهم لقطع صلة المسلمين بالإسلام، وربطهم بعجلة الحضارة الغربية المادية، ومحاولة هدم القيم والمثل والعادات والاعراف والثقافة في المجتمع والاستعاضة عنها بما لدى الغرب، وحجتهم في ذلك التخلص من مظاهر التخلف في المجتمع .
ويمثل هذا الاتجاه مصطفی کمال اتاتورك ومحمد رضا بهلوي والعديد من الحكام فـي البلاد الاسلامية وما زالت محاولات الانسلاخ قائمـة وان كانـت اقـل تـأثيراً واخفض صوات بسبب قوة المقاومة الاسلامية ووعي الامة .
5- الانجذاب : وهو تعبير عن حالة ما قبل الانبهار حيث النظرة الى الحضارة المادية اقل انبهاراً في الخارج، واكثر تماسكا نفسيا في داخل النفس، ينظر المتلبسون بهذه الحالة الى الحضارة المادية معجبين اعجاباً لا يؤثر بارتباطاتهم النفسية والاجتماعية في بلادهم ويسعون الى تحسين الأوضاع باختيارات معينة من الحضارة الغربية بدون تطبيق كل ما في الغرب على المجتمع .
6- التقليد : وهو تعبير عما يمثله جمهرة من الناس تهتم بالأشياء في المظاهر الحياتية بشكل فردي وشخصي من النساء والرجال يركضون وراء الموديلات في الملابس ويقلدون احدث الصراعات الحديثة تقليداً ببغاويا وهؤلاء يتأثرون بما يشاهدون في الفضائيات ووسائل التواصل واعلان الشركات وغيرها الداعية للاهتمام بالأشياء والمظاهر وان كانت تخالف اخلاق وتقاليد المجتمع المحافظ .
وهذه المظاهر من التقليد يأخذ مساحة واسعة في أوساط الشباب والنساء .
7- الاتباع : وهو تعبير عما يمثله جمهرة السياسيين والاحزاب الاقليمية والمثقفين واهل الاعلام من فكر يدعو الى ان نسير في خطوات كالتي اتبعها اهل الحضارة المادية سواء اكانوا رأسماليين عند البعض او شيوعيين عند البعض الآخر، لنرتقي كما ارتقى أهل الحضارة المعاصرة .
ويمثل هذا الخط جميع المنتسبين الى الاحزاب الديمقراطية والاشتراكية والقومية والوطنية والشيوعية وهـم يتبعـون الفكـر الأوربي، كـل مـنهم يتبـع اتجاهـا مـن الاتجاهات الفكرية الأوربية المعاصرة ويدعو اليه .
ويهتم هؤلاء كذلك بعالم الاشخاص من اعلام الحضارة المادية، امثال: نيتشه، أو جان بول سارتر، او لينين او .. ويركضون وراء الافكار السياسية وينقلونها نقلاً دون تروًّ وتفكير، ويفعلون ذلك بصورة مكشوفه أو مستورة .
8- الترويج : بعد ان اخذ تأثير العلمانية والمادية وحضارة الغرب تأثيرها على المجتمع وتحقيق الاستلاب والانسلاخ واصبح قطاع من الأحزاب والجمعيات والمفكرين والمثقفين اتباع ومروجين للفكر العلماني ومنبهرين بما توصلت اليـه الحضارة المادية .
واستخدموا كل وسائل الترويج من دعاية واعلام وفن وسينما وموضات في الملبس والمأكل والسلوك والعلاقة وواجهة البلاد الاسلامية والعراق موجه من المروجين للفكر والسلوك الغربي والمادي الذي كان لهم الاثر في ايجاد حالي الاتباع والتخلف والاستسلام ان مظاهر الاستسلام والاستلاب والانبهار والانسلاخ والانجذاب والتقليد والاتباع والترويج للحضارة الغرب وقيمها اخادعة التي يشهدها المجتمع والدول والحكومات ادت للمزيد من التهديد للهوية الإسلامية والقيم الاجتماعية واصبحت تحـدي بـارز الذي واجهته الامة
بحالة الخوف والركود والانعزال والضعف والانكماش والتي تصاعدت الى يقضـه عامـة جـراء ممارسات الحكـم وجـرائم الغرب والشرق بحق الشعوب المغلوبة وصارت القضية الفلسطينية وحرب فيتنام ومجازر التمييز العنصري في امريكا وجنوب افريقيا وغيرها اوجدت وعياً للمفارقة بين الشعارات التي ترفعها الحضارة الغربية والوجه الاجرامي الآخر الذي يختفي خلفها .
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha