دراسات

العولمة وزمن الظهور..


عباس هلال الزاير ||

 

مرت البشرية بطفرات علمية متسلسلة ، حتى وصلت الى هذا التقدم ، الملفت إلى النظر ، وهذا التقدم عينه ، يصور لنا الأمكانات العلمية ، التي ستشهدها دولة العدل الإلهي.

في العصور القديمة ، سعى الأنسان ، للأكتشاف العلمي، وأستطاعت شعوب أن تتقدم في ذلك ، أمثال البابليين ، والفراعنة ، فقط أستكشفوا ، العلوم الهندسية، والطبية، والفلكية، والجغرافية، والتحنيط، والفيزياء ، والحساب، والعديد من العلوم الأخرى.

إلى أن جاءت الحضارة العربية الإسلامية، وأستفادت  كثيراً ، من الحضارات في العالم القديم، وأضافت إلى تلك الحضارات ، كم هائل من المعارف ، والمعلومات ،

والتي أستمدت ، منها أوروبا ، الكثير من المعلومات ، وأستفادت ، بشكل هائل منها ، حتى وصلت إلى عصر النهضة.

يُعد العصر الحالي، هو نتاج تراكمي طبيعي، نتيجة للتطور العلمي، الذي وصلت إليه من قبل الحضارة الإسلامية ، وهو الأساس، الذي بُنيت عليه الحضارة الأوربية، لتنطلق مرحلة، من أهم المراحل، التي نقلت القارة الأوربية، العجوز من التخلف، والظلام إلى عصر النهضة ،الذي شهد تطورات، أكثر بكثير ، مما كان عليه سابقاً، وبالخصوص  التطور الهائل في الحواسيب ، وفي شبكة الإنترنت، التي ساهمت في انتشار العلوم ، وفي تبادل المعلومات ، والخبرات، حتى وصلنا إلى عالم تكنولوجي رقمي حديث للغاية.

كل هذا يُعد سير طبيعي ، لعجلة التطور العلمي ، وهذه العجلة ، لن تتوقف ، كما يظن البعض ، أن الأمام عليه السلام ، لمّا يخرج يقف جميع التطور ، على وجه الأرض ، بالحقيقة ، هذا الكلام لا أساس له ، لا من قريب ، ولا من بعيد ، بل العكس تماماً ، الروايات الشريفة، أخبرتنا ، عن التطور، الذي سيحدث بعصر الظهور الشريف ، والذي بتنا نشهد بعضه ، فقد حدثتنا الروات، عن طريقة تواصل الأمام عليه السلام ، مع أصحابه ، وهي وصف ، مشابه تماماً لعملية الأتصال الحديثة ، (عن الباقر (عليه السلام)، قال:

" إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلا يقول: عهدك في كفك فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك واعمل بما فيها.)

غيبة الشيخ النعماني صفحة 332

هذه الرواية، بالنسبة للعصر الذي رُويت فيه، كانت تفسر بأنها معجزة ،كيف ينظر المرء إلى يده ، ويعمل بما يرى فيها ، إلى أن وصلنا إلى زماننا الحالي وما شهدناه من تطور في عالم الأتصال، فهمنا مراد الأمام عليه السلام، فهو أشبه ما يكون بوسائل الأتصال الحديثة ، التي تُحمل في اليد ، خاصتاً ، أن المورد لا يحتاج إلى المعجزة ، وعادة المعجزة، تُستخدم ، من أجل أثبات صدق الدعوى، لمن لا يصدق ، فهؤلاء هم خاصة الأمام عليه السلام ، وهم يقيناً لا يحتاجون إلى المعجزة.

ومن تلك الأمور ، التي شهدناها أيضاً ، هو تواصل المؤمنين، مع بعضهم البعض، مع بعد المسافات ، التي بينهم ، أحدهم بالمشرق والآخر بالمغرب ، (عن عبد الله بن مسكان، عن الإمام الصادق عليه السّلام قال: « إن المؤمن في زمان القائم، وهو بالمشرق، ليرى أخاه الذي في المغرب، وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي في المشرق»).

(بحار الأنوار / العلامة المجلسي 52 : 391 / 213)،

فهذا تصوير جلي، لِما يجري اليوم ،في عملية الأتصال المرئية ، التي هي من خصوصيات عصرنا الحالي.

كما أن الشيعة في زمان القائم عليه السلام ، يرونه، ويسمعونه ، وهو في مكانه، وهم في أماكن مختلفة، في الأرض ، ( عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: « إن قائمنا إذا قام مدّ الله عزّ وجلّ لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم،  لا  يكون بينهم وبين القائم بريد، يكلمهم فيسمعون، وينظرون إليه وهو في مكانه » )(روضة الكافي 8 : 240 ـ 241 / 329).

وهذا تصوير جلي للتلفاز ، الذي هو أيضاً ، من خصوصيات ،عصرنا الحالي.

كما أن من خصوصيات التطور العلمي ، في زمن الظهور ،

هو مراقبة الأمام عليه السلام الأرض جميعها ، وهو في مكانه،(عن أبي بصير، عن الإمام الصادق عليه السّلام قال: « إنه إذا تناهت الأمور إلى صاحب هذا الأمر، رفع الله تبارك وتعالى له كل منخفض من الأرض، وخفض له كل مرتفع منها، حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته ، فأيكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها؟ »).

 (إكمال الدين 2 : 674 / 29 باب 58).

وهذه الرواية، تشير أشارة واضحة ، لرؤية الأمام عليه السلام ، لجميع الأرض ووصفت الأرض بأنها كراحة اليد ،

مع أن العين البشرية ، بطبيعتها ، لا تبصر أكثر من طاقتها، لان البعد النظري محدود ،  فكيف يتسنى للأمام عليه السلام ، أن يرى جميع ما في الأرض ، مع عجز العين البشرية ، عن ذلك ، إذاً كيف يستطيع أن ينظر بتلك الكيفية ؟

الجواب : هو عن طريق الأقمار الصناعية ، التي لا تترك مكان في الأرض ، الا وتستطيع، أن تنقل صورة ، بدقة عالية ،

فصور الأرض تصبح حين إذن كراحة اليد يبصر الأنسان فيها حتى الشعرة العالقة عليها .

كما أن من خصوصيات التطور العلمي ، في زمن الظهور ، هو السفر ، من مكان إلى آخر، في الهواء ، كالغمام المنتقل، من بلدة إلى أخرى ، (عن أبي جعفر الباقر عليه السلام: في تأويل قوله تعالى: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور(البقرة: 210)؛ قال: ينزل القائم في سبع قباب من نور لا يُعلم في أيها هو حين ينزل في ظهر الكوفة، فهذا حين ينزل).

(تفسير العياشي مجلد 1 ص 103).

(وعن الإمام الباقر(ع) أنه قال: ... وتصير إليه شيعته من أطراف الأرض، تطوي لهم طياً حتى يبايعوه ).

( عقد الدرر: ص65 ب4 ف1)

هذه الروايات، تشير أشارات واضحة ، إلى الطائرات في زماننا ، فتارة عبرت الروايات بقباب من نور ، وأخرى تطوي المنازل طياً وأخرى بالنزول ، فالنزول عادة ، يكون من المرتفع ، وأما طي المنازل ، فهو أجتيازُها بسرعةٍ ، وأما القباب من نور ، حال نزول الأمام عليه السلام، أشارة لقدوم الأمام عليه السلام، ليلاً إلى الكوفة،

فعادة الطائرات، تبعث الضوء أثناء المسير ليلاً .

وأيضاً من خصوصيات التطور العلمي، في زمن الظهور، هو أستغناء الناس، عن ضوء الشميس ، ويصبح الليل والنهار واحداً، (عن الصادق عليه السلام قال: إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنورها وأستغنى العباد عن ضوء الشمس وصار الليل والنهار واحداً وذهبت الظلمة) .

( غيبة الشيخ  الطوسي ص 484).

هذه الرواية ، تُشير أشارة واضحة، للضوء المستخدم نتيجة الكهرباء ،حتى يصبح الليل كالنهار ، لان في ما مضى لا يستطيعون النظر إلا من خلال ضوء الشمس ، وأما الليل يستخدمون النار ، وهي بطبعة حالها ، لا تبعث ضوء بالمستوى الكافي، أما اليوم ، في ضل وجود الكهرباء، أصبحت الأنوار الكهربائية ، بمثابة ضوء النهار، بل وصلنا إلى مرحلة ، لا نجد فرقاً بين الليل والنهار ، وتساوى الليل والنهار، من جميع الحيثيات ، فالعمل في الليل ، أصبح حاله حال العمل في النهار، وأستغنى العباد عن ضوء الشمس ،وذهبت الظلمة، فتأمل.

فكل الذي تقدم ، من تطور علمي ، الذي هو من خصوصيات عصر الظهور ، والذي يُعد الآن هو من خصوصيات عصرِنا الحالي، فهذا يُنبئنا، بأننا بتنا، نقترب من الظهور المقدس ، وخاصة مع تحقق العلامات ، التي  تُعد، أرهاصات للظهور المقدس، من ظهور العلم في قم ،و علو لبني أسرائيل ، وقيام أهل المشرق،وخراب الشام ، وغيرها الكثير من العلامات، التي تحققت .

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك