د.مسعود ناجي إدريس ||
سؤال:في الآية "ولا يزيدُ الظالمين إلاّ خسارا" لماذا القران الذي فيه هداية للجميع لبعضهم خسارة؟
جواب : ليس فقط في الآية السابقة، بل في آيات أخرى كثيرة، فقد ورد بوضوح أن أعداء الحق، بدلاً من أن ينيروا قلوبهم وأرواحهم بنور آيات الله ويزيلون ظلمته، يزداد جهلهم وشرهم، لأن ذاتهم مبنية على الكفر، والقسوة والنفاق حيث أينما رأوا نور الحق، سيقاتلون ضدها. إن مواجهة الحقيقة تزيد من قبحهم وقسوتهم، ويقوي روح التمرد والطغيان فيهم، هذه المقصد من خسارتهم، كطعام صحي ونقي يدخل في معدة شخص اعتاد على الأطعمة الملوثة.
إذا قدمنا طعاما طيبا سيعطي القوة للمجاهد والباحث المجاهد ينال منه القوة الكافية للتعليم والتدريب والجهاد في طريق البر، ولكن إذا أعطيناه للظالم يستغلها أكثر في الظلم، لذلك لا يوجد فرق في الطعام ؛ الفرق في المزاجات وطرق التفكير.
وبحسب المثل المشهور، فإن آيات القرآن مثل قطرات المطر الواهبة للحياة التي تزرع زهور الأقحوان في الحدائق.
لهذا السبب، من أجل استخدام القرآن، يجب أن يكون المرء مستعدًا لقبوله. إن القرآن بلا شك هداية للضالين، ولكن الضالين الذين يبحثون عن الحق، وبهذه الحافز يأتون إلى دعوة القرآن ويستخدمون تفكيرهم لفهم الحق، ولكن المتعصبون العنيدون وأعداء الحق اللدودين (وهم سلبيون 100٪) يأتون إلى القرآن فلا ينتفعون به، بل يزيد من عنادهم وكفرهم، لأن تكرار الظلم يعطي مزيد من العمق في حياة الشخص.
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha