رسول حسن نجم ||
يقال(أهل مكة أدرى بشعابها) ويعني ان أصحاب المكان لمعرفتهم به فهم أعلم الناس عنه دون غيرهم ، وهو من البديهيات التي لايختلف عليها اثنان.
والله سبحانه الذي خلق الانسان وهو أعلم بما توسوس به نفسه وبما يصلحه ويفسده وهو أقرب اليه من حبل الوريد.
أوَ ليس أولى والحال هذه أن يتّبِع الانسان من هو أدرى بنفعه وضرره منه؟ (السؤال موجه للمؤمنين) العقل يقول نعم ، فقد أرسى الخالق العظيم سبحانه وتعالى الاُسس والقواعد لبناء الانسان وبما يحفظ كرامته ويضمن رقيه ونموه ،
وعلى هذا المبدأ كانت تدار الدولة الاسلامية في زمن النبي صلى الله عليه وآله وزمن الامام علي عليه السلام شكلا ومضمونا ، اما بعدهما من الذين تولوا الحكم اختلفت المقاييس عندهم فحافظوا على الشكل وبدأوا بنخر المضمون وفقا للاهواء والرغبات كنتيجة طبيعية لتأخير العالم وتقديم الجاهل الذي فكك أواصر القوة في بناء الدولة الاسلامية وبالتالي ازدادت نقاط الضعف فيها وقلت الفرص وكثرت المخاطر ، والعدو الخارجي بمختلف صوره يراقب الاوضاع عن كثب في غفلة من المسلمين ويتحين الوقت المناسب للانقضاض على هذه الدولة بشتى الطرق والأساليب حتى وصل الى قمة مبتغاه في عصرنا الحاضر بل وأصبح يتفنن في الاساليب والادوات ليحكم قبضته نتيجة لتغييب الاسلام المحمدي الاصيل عن الساحة ، قال رسول الله ص (توشك أن تتداعى عليكم الامم تداعي الأكَلة على قصعتها) قالوا اوَ نحن يومئذ قليل؟ قال (بل انتم يومئذ كثير ، ولكن غُثاء كغثاء السيل) ومع ذلك وفي ظل هذا الضعف قال الامام الصادق عليه السلام (سيظهر قوم في الشرق يُوطِّؤون للمهدي! ) عجل الله فرجه أي يمهدون لحكمه ، وهؤلاء الشرقيون على قلة العدد وخذلان الناصر شقوا طريقهم وبنوا دولتهم في ظروف استثنائية غاية في الصعوبة ، وكان الاستكبار العالمي يتوقع سقوطهم في السنة الاولى من قيامهم بعد ان قرر شن الحرب عليهم ، غير ان الرعاية الإلٰهية غيرت المسار وانقلب السحر على الساحر وبات الاستكبار اليوم يلتمس شتى الطرق للتفاوض معهم
ليس خشيةَ امتلاكهم ناصية التكنولوجيا النووية فحسب ، بل هاله هذا التطور السريع في كل نواحي الحياة لديهم الذي سيصل في نهاية المطاف الى مرحلة الاكتفاء الذاتي كليا ، وكل هذا خارج السيطرة! مما أربك حساباتهم ولم يجدوا اليهم سبيلا الا التفاوض ندّا لند ، فكانوا مصداقا لقوله تعالى (..أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha