حسن الربيعي ||
حدد جوزيف ناي مصادر القوة الناعمة بـالثقافة والقيم السياسية والسياسة الخارجية. فيما حددها الباحث الصيني هونج هوا مين بخمسة موارد(6)، هي الجاذبية الثقافية، والقيم السياسية، والأنموذج التنموي الاقتصادي، والمؤسسات الدولية، والصورة الدولية. إذ أضاف مصدرين على ما طرحه جوزيف ناي هما الأنموذج التنموي الاقتصادي والمؤسسات الدولية.
وبناءً على ما تقدم يمكننا أن نوضّح مصادر القوة الناعمة بالقيم التي تحملها الجهة الفاعلة والمؤثرة، بما فيها الدين. وتميّز الأنموذج الثقافي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي. والدبلوماسية المتمثلة بالسياسات والعلاقات الخارجية وقدرة المؤسسات الدولية على تسويق الأنموذج بالانفتاح والتأثير والاستقطاب، وتحصيل الجذب واستمالة الجهة المستهدفة.
وتعد هذه المصادر بمثابة القدرة الكامنة والمعين والرافد للقوة الناعمة، ولكي تتحول إلى قوة فاعلة تحتاج إلى وسائل وأدوات لتوظيفها وتفعيلها، ويكون تحديدها وفقاً لمرتكزات، نجملها بالآتي:
1. استخدام الأساليب الأقل كلفة قياساً إلى تكلفة الأساليب العسكرية والأمنية والإرغام.
2. اعتماد الطرائق التي تستدرج الآخرين وتستميلهم بأقل ما يمكن من المقاومة، وبدون عدوانية أو استفزاز.
3. استخدام الوسائل التي يكون ظاهرها إيجابياً وبعيداً عن الأساليب الصدامية.
4. استغلال مشاكل الآخرين، ومعاناتهم، أو القيام باصطناع المعاناة لاستخدامها كمداخل يتم النفوذ من خلالها. ولا يستوجب الحضور في أرض الخصم أو الجهة المستهدفة، ويمكن في أغلب الأحيان التحكم عن بعد. وانتهاج طريقة الإغواء في الجذب والاستمالة، من دون أن تظهر للعيان قدر الإمكان.
كما يمكننا إجمال الأدوات والوسائل بحسب المحددات والمرتكزات سالفة الذكر، بالآتي:
1. الوسائل الإعلامية، المتمثلة بـالقنوات والشبكات الفضائية التي تبث الأفلام والبرامج الموجهة، والإذاعات المحلية المعدة لهذا الغرض.
2. الانترنت، عبر محركات البحث الدولية ووسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الموجهة والمواقع المخصصة لأغراض وأهداف محددة.
3. الهواتف الذكية.
4. دور النشر الناشطة في طباعة الكتب النوعية الهادفة وترجمتها إلى اللغات العالمية والمحلية المختلفة.
5. الصحف والمجلات واسعة الانتشار.
6. الدعاية والرموز، كأدوات اتصالية، تستخدم لمساندة الفعل السياسي الخارجي للدولة تحقيقاً لأهداف يتطلع إلى إنجازها صنّاع القرار فيها، ويتحدد الغرض الأساسي من استخدام هذه الوسيلة بتهيئة المناخ الفكري والنفسي للبيئة الخارجية، وخلق قناعات مسبقة.
7. السخرية، ومن بين الأدوات الإعلامية المؤثرة أسلوب السخرية الموجهة.
8. الأدوات والوسائل السياسية، والدبلوماسية، فمن أهم أهداف القوة الناعمة القدرة على وضع برنامج سياسي يرتب الأولويات بالنسبة للآخرين، وتكون واسعة ومتنوعة لتستوعب الجهة المستهدفة من جوانب متعددة وتجعلها تنجذب وتميل نحو الهدف المرسوم.
9. حملات التبشير والدعوة إلى الأديان.
10. منظمات المجتمع المدني التي تتبنى منهجاً متوازياً مع توجهات الدولة أو الجهة المتبنية لمشاريع القوة الناعمة.
11. الشخصيات القيادية التي تتمتع بكاريزما مؤثرة وجاذبة، والنخب السياسية والثقافية والفنية والاجتماعية والعلمية.
12. البرامج الموجهة ذات الطبيعة الفنية والثقافية العامة أو المخصصة، ومنها برامج الثقافة الترفيهية. والبعثات العلمية والمنح الدراسية، والدراسة والتعليم عبر الانترنت. والرحلات العلمية والبرامج السياحية، وبضمنها السياحة الدينية.
13. الفعاليات الرياضية.
14. الموضات والأزياء والملابس، والمسابقات العالمية.
15. ماركات المطاعم العالمية والأكلات والمشروبات المميزة.
16. المعونات والبرامج ذات الطبيعة الإنسانية التي تدخل في سياق مخطط استراتيجي محدد الأهداف.
https://telegram.me/buratha