حسين جلوب الساعدي ||
خامساً : الخطاب والدعاية الانتخابية :
التوجيه والاستقطاب والتعبية والراي وهو الذي يحدد مسارات الانتخابات ونتائجها.
فالدعاية الانتخابية سوف تأخذ مساحة كبيرة من أجواء الانتخابات وتشهد انقسام حاد في المجتمع ويميز فيه الخطط والاتجاهات في العملية السياسية ويمكن تحديد بعض مفردات الدعاية والخطاب من خلال رصد اهتمامات القوى السياسية وهي :
1- التيار المدني : الذي يعمل على رفع الشعارات والدعايات المغرضة ضد القوى الإسلامية وخط المقاومة باستخدام عدة مفردات في الدعاية خالية من الآدب والأخلاق ومنفلته عنيفة ناقمة مستهينة بكل القيم والتاريخ وطبيعة الصراع فيما يلي :
أ- رفع شعار الفاسد والفاسدين ضد القوى الإسلامية واتهامها بالسرقة والاستحواذ على مقدرات الشعب ودعوة الناس للتخلص منهم وعدم التصويت لهم والذي يكون معهم يتهم بدعم الفاسدين والمفسدين .
ب- الدعوة لمحاكمة من ساهم في ضرب المتظاهرين واتهام القوى الإسلامية في ذلك ورفع الأصوات لمحكمة القادة الأمنيين .
ت- إظهار قتلى المظاهرات كشهداء ورموز التغيير في العراق ووضع بطولات لمواقفهم لتكريمهم واعتبارهم قادة التحول .
ث- التركيز على مظاهر التخلف في البلاد في مجال الصحة والخدمات والنفايات وتراجع الصناعة والزراعة والتعليم وتحمل الحكومة السابقة والإسلاميين طبعاً والترويج لإسقاطهم وتغييرهم وانتخاب جدد حتى يكون الأعمار بدل الخراب .
ج- اتهام القوى الإسلامية بالعمالة لإيران ونهم ليس أبناء الوطن وإنما اتباع (ذيول) والعمل على طردهم وهزمهم في الانتخابات .
ح- التركيز على موضوع الاغتيالات التي تعرض لها بعض الناشطين في المظاهرات واتهام القوى الإسلامية بذلك وإظهار عوائلهم وأبناءهم في وسائل الأعلام ويركز على الجانب العاطفي والإنساني بذلك .
خ- القيام بحملات بالأعمال الخدمية العامة والمبادرات الإنسانية للمرضى والأيتام والأرامل والمعوقين لترافق حملتهم الانتخابية وترويجها .
د- رفع شعار الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية وانهاء المحاصصة مع اتهام القوى الإسلامية بالطائفية والمحاصصة والفئوية .
ذ- المطالبة بضرب الأحزاب التي جاءت بكل الفساد والإرهاب والاستحواذ مع الهجوم على بعض الرموز المهمة بعد ان تهيئ الجمهور لتلقي الكلام ضدها كالمالكي والعامري وغيرهم .
ر- أعداد أرقام وقوائم حول هدر المال العام واتهام القوى الإسلامية المقاومة حصراً .
ز- توظيف خطابات المرجعية ضد الفساد والمطالبة بالإصلاح وتقديم الخدمات والمعالجة الأزمات الأمنية وتحويلها لمادة للدعاية والخطاب لمحاصرة القوى الإسلامية ومحاصرتهم باسم المرجعية .
س- سوف يتخذ أعلام التيار المدني إجراءات الكاظمي مادة في الدعاية مثل القاء القبض ومنع السفر وإحالة بعض الشخصيات الى القضاء بتهمة الفساد، واتهام القوى التي جاءت بهم علماً ان جميع هؤلاء من الشيعة لأثارة الرأي ضد القوى الإسلامية .
ش- تحشيد اكبر عدد من المطالب التي تمس حياة المواطن وخصوصاً أصحاب الشهادة من غير وظائف ومعالجة البطالة والسكن والتركيز على المجاميع المهمشة والمحرومة في المجتمع لتوظيفهم في الدعاية وكمادة لنقد الحكومات السابقة .
هذه الأجواء العامة في الدعاية الانتخابية للتيار المدني ويمكن الإضافة عليها من خلال رصد شعاراتهم ونشاطاتهم .
ورغم ان دعايتهم تحريضية تضليلية في أكثرها لكنها مؤثرة لأنها تتناغم مع مشاعر الجماهير الغاضبة والناقدة التي تشكلت من خلال وسائل الأعلام وقنوات التواصل ويعاني التيار المدني من القدرة على الامتداد الواسع في الاستقطاب لصالح مرشحيه وذلك لوجود مظاهر سلبية رافقة تكوينه قيادات غامضة او غير مرغوب فيها وشخصيات استفزازية أخذت طابع التحدي لثوابت الأمة والمجتمع منها :
1- ان الحراك المدني يظهر غير منظم ويتصف بالفوضى والتحريض والدعاية الكاذبة والجمهور الصامت والمحايد وهو الواسع لا يتفاعل مع الفوضى وغموض الأهداف وفوضى الحركة .
2- قيادات التيار المدني غير واضحة او غير مرغوب فيها بسبب أفكارها المتظرفة وممارساتها المنفلتة التي ظهرت في ساحة التحرير والحبوبي وساحات الاحتجاج .
فقد كان دور الشخصيات المحركة من الناشطين التحريك والتحريض والاختباء خلف الأصوات المنفعلة في الأجواء .
وان برز فيهم أشخاص تمادوا في الهجوم على الحشد والمرجعية والدين والقيم الإسلامية .
3- ظهور بعض الشخصيات الانتهازية في أجواء المظاهر لدعمها والمطالبة بتحقيق مطالبها والدفاع عنها محاولة من ان يكونوا كبديل وقد يستطيعوا باستقطاب بعض الأجواء كما حصل في تعيين الكاظمي وبعض الأسماء التي طرحت كمرشحين في ساحة التحرير .
4- ان التيار المدني يلجئ لطرح ترشيح أهل التخصص ويمكن استقطاب بعض الشخصيات الأكاديمية في الجامعات والأطباء ورجال الأعمال والمحامين وغيرهم التواقين ان يكون لهم دور في المجال السياسي .
5- ان التيار المدني والمتظاهرين سيلتحمون مع مرشحي الجماعات المدعومة من الكاظمي وعمار الحكيم ليكون الرمز والمنقذ والمخلص في الأجواء الانتخابية .
6- سيلتحق بعض أجواء التيار المدني ببعض القوى التوفيقية التي شاركتهم في المطالبة والتحريض .
7- في هذه المرحلة الانتخابية سيفترق التيار الصدري عن التيار المدني وسوف يسير كل واحد منهم لوحدة ويرفع الغطاء عنهم أما اذا حصل التحالف بينهم كما حدث في سائرون مع الحزب الشيوعي سيكون التيار المدني اكثر فاعلية رغم ان النتائج تذهب للتيار الصدري .
فالتيار المدني لم تظهر ملامحه الانتخابية رغم الحراك الكبير الذي أحدثه لأنه لم يخض التجربة ولم يشارك في انتخابات سابقة وتظل الاحتمالات المتقدمة مورد الرصد والتحليل والأعداد للمنافسة من قبل القوى السياسية التقليدية التي لها تجارب ومساهمات سابقة وهي تواجه التحولات الجديدة التي يشهدها الشيعة الأكثرية في العراق .
٢٠٢١/١٠/٤
ــــــــ
https://telegram.me/buratha