د.مسعود ناجي إدريس ||
على الرغم من ضرورة تعريف الأخلاق الحميدة من أجل جعل الجميع على دراية بها، إلا أنه يمكن القول إن الأخلاق الحميدة هي مجموعة من السمات والحالات الحسية التي تجعل الشخص جيدًا في التواصل مع الناس ومعاشرته، إلى جانب الانفتاح والبلاغة والتسامح.
سُئل الإمام صادق عن تعريف حسن الخلق فقال: 《 تَلينَ جانبك وتطيبَ كلامَكَ وتَلقي أخاكَ ببشرٍ حسَن》، (من لایحضره الفقیه، شیخ صدوق، ج ٤، ص ٤١٢ )
حسن الخلق لا يعني فقط أن تكون سمحا وبشوشا، وما إلى ذلك، على الرغم من أن هذه الصفات مفيدة أيضًا في وقتها الخاص لكن يكون حسن الخلق أحيانًا هو الصبر على المحن والمصاعب أيضًا. إذا عرض الباطل على الإنسان يجب أن يصبر ويتحمل، ولا يترك الحق ويلجأ إلى الباطل. جاء في كلام الإمام علي (ع) في الرسالة 31 من نهج البلاغة: 《 ... و نِعمَ الخُلقُ التَّصَبُّرُ فِي الحَقِّ»
▪︎ كيفية اكتساب حسن الخلق
السلوك الجيد في التواصل الاجتماعي مع الناس هو أحد الشروط الأولى ؛ نظرًا لعدم وجود سمة تؤثر على المشاعر بنفس القدر، فإن بعض الأشخاص يتمتعون بطبيعتهم بحسن النية وحسن التصرف وهذه إحدى المواهب الإلهية التي لا يحصل عليها الجميع.
هناك مجموعة أخرى من الأشخاص ليس لديهم مثل هذه السمة ؛ لكن مع الممارسة يمكنهم إحياء أحسن الخلق في كيانهم حتى يتغلغل في أعماق نفوسهم ويصبح جزءًا من طبيعتهم الثانوية.
في وصيته دعا نبينا (ص) أولاد عبد المطلب إلى:《 ... إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ فَالْقَوْهُمْ بِطَلاقَةِ الْوَجْهِ وَحُسْنِ الْبِشْرِ》، ( مبادئ الاخلاق في القرآن، آية الله جوادي الآملي، نشر الاسراء، ج ۱۰، ص ١٥٨ . )
▪︎ آثار حسن الخلق
ذكرت المصادر الدينية الأعمال والبركات لحسن الخلق والسماحة، وبعضها مذكور هنا.
• الآثار الاجتماعية
• اكتساب محبة الآخرين
من آثار السلوك الجيد أنه يجذب حب الآخرين، وقد أثبتت التجارب أن كل فرد عامل الناس بوجه سمح استحوذ على قلوبهم. أي إن حسن الخلق هو حبل يسحب الآخرين في فخ الحب ويأسرهم به. من لا يحب أن يعامله الآخرين بلطف؟ قال الإمام علي (ع): 《مَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ كَثُرَ مُحِبُّوهُ وَأَنِسَتِ النُّفُوسُ بِهِ》 ( غررالحکم، ح ٥٣٧٥ )
وقال الإمام الباقر (ع):《 صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ وَحُسْنُ الْبِشْرِ يَكْسِبَانِ الْمَحَبَّةَ وَيُدْخِلانِ الْجَنَّةَ 》( الکافي، الشیخ الكليني، ج ۲، ص ۱۰۳، ح ٥)
وأيضًا قال:《 البِشرُ الحَسن وطلاقةُ الوجه مكسبةٌ للمحبّة وقُربةٌ من الله عزّوجل》، ( تحف العقول، ص ٢٩٦ )
▪︎ عمران المدن
عمران المدن وضياء الغمرات هو أثر آخر لحسن خلق. لأن تدمير المستوطنات ناتج عن خلافات واعتداءات ملأت مكان المحبة والوحدة التي هي مصدر التسويات والخير والبركات. عندما تحل اللطف والسماحة محل الأحقاد والعدوان، فلن تطول الحياة فحسب، بل ستصبح المدن والبلدان أيضًا بساتين مزهرة. قال الإمام الصادق (ع): 《 وحسنُ الخلقِ يُعمِّرانِ الديارَ ويزيدانِ في الأعمارِ 》( الکافي، ج ۲، ص ۱۰۰، ح ۸ )
▪︎الآثار الفردية
أما الآثار الفردية لحسن الخلق فقد ورد ذكر مجموعتين من الروايات إحداهما تشير إلى الآثار الدنيوية والأخرى إلى الآثار الآخروية.
▪︎الآثار الدنيوية
¤ الزيادة في الرزق
قال الإمام علي (ع):《حُسنُ الأخْلاقِ يُدِرُّ الأرْزاقَ، و يُؤْنِسُ الرِّفاقَ» ( غررالحکم، ح ٥٣٨١ ).
¤ طول العمر
يؤدي حسن الخلق إلى صحة وسلام الروح، ونتيجة لذلك، يتسبب في طول العمر. روي أيضا عن الإمام الصادق (ع):《 البِرِّ وحُسنُ الخُلقِ ... يزيدانِ في الأعمارِ》 ( الکافي، ج ۲، ص ۱۰۰، ح ۸ )
¤ اكتساب الهوية البشرية
قال الإمام علي (ع): 《وَأَكْرَمَ الْحَسَبَ حُسْنُ الْخُلُقِ》( نهج البلاغة، حكمة ۳۸ )
¤ كمال الإيمان
قال الإمام الباقر (ع) : 《أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا》 ( الکافي، ج ۲، ص ۹۹، ح)
¤ زيادة المحبين
قال الإمام الصادق (ع): « حسن الخُلق مجلبة للمودّة » ( الکافي، ج ۱، ص ٣٦، ح ۲۹)
▪︎ الآثار الآخروية
كما وردت في الروايات في حسن الخلق آثار آخروية وهي:
• إذن بدخول الجنة
• ثقل دفتر الأعمال
• ثواب المجاهد
• ثواب الصائم والقائم
• النجاة من العقاب
• سهولة الحساب
• مرافقة الرسول...
https://telegram.me/buratha