د.مسعود ناجي إدريس ||
من النقاط المهمة التي يجب على الشباب ملاحظتها عن والديهم نبرة الكلام واستخدام الكلمات اللطيفة والمحبة ، ويمكن أن يكون لملاحظة هذه النقطة أثر كبير في تقوية العلاقة بين الوالدين والأبناء. وبهذه الطريقة ، لن يفتح الأبناء مساحة في قلوب الوالدين ويكتسبون المزيد من الحب فحسب ، بل سيكتسبون أيضًا رضى الله تعالى.
القاضي أبو محمد الكرخي في كتابه عن الصادق (عليه السلام) : قالت فاطمة (عليها السلام):《 لما نزلت: ﴿لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا﴾ ( نورا ٦٤ ) هبت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن أقول له: يا أبة فكنت أقول: يا رسول الله فأعرض عني مرة أو اثنتين أو ثلاثا ثم أقبل علي فقال: يا فاطمة إنها لم تنزل فيك، ولا في أهلك ولا في نسلك، أنت مني وأنا منك إنما نزلت في أهل الجفاء والغلظة من قريش أصحاب البذخ والكبر قولي: يا أبة، فإنها أحيى للقلب، وأرضى للرب.》 ( المناقب ، ابن شهر آشوب مازندراني ، قم ، ۱۳۷۹ ق ، ج ۳ ، ص ۳۲۰ . )
▪︎ تفسیر الاحسان إلى الوالدين
عَنْ أَبِي وَلادٍ الْحَنَّاطِ قَالَ: 》سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عَلَيهِ السَّلام) عَنْ قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً مَا هَذَا الإحْسَانُ .(الإسراء / الآية ۲۳ ) فَقَالَ: الإحْسَانُ: أَنْ تُحْسِنَ صُحْبَتَهُمَا وَأَنْ لا تُكَلِّفَهُمَا أَنْ يَسْأَلاكَ شَيْئاً مِمَّا يَحْتَاجَانِ إِلَيْهِ وَإِنْ كَانَا مُسْتَغْنِيَيْنِ أَ لَيْسَ يَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون》
يجب أن يحاول الأبناء عدم إجبار والديهم على قول ما يحتاجون إليه أو يريدونه وأن يسألوهم بأدب وخجل ، و يجب تلبية احتياجاتهم قبل أن يطلبها الوالدان.
الم يقل الله تعالى في القرآن الكريم: <لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ> ( آل عمران / ۹۲ . ) ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام):《 وأما قول الله عز وجل: (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما) (الاسراء / ۲۳ ) قال: إن أضجراك فلا تقل لهما: أف، ولا تنهرهما إن ضرباك، قال: (وقل لهما قولا كريما) قال: إن ضرباك فقل لهما: غفر الله لكما، فذلك منك قول كريم، قال: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) (همان / ٢٤ : ) قال: لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ولا يدك فوق أيديهما ولا تقدم قدامهما.》 ( مستدرك الوسائل ، محدث نوري ، قم ، مؤسسة آل بیت ، ج ١٥ ، ص ۱۹۷)
▪︎بركات ونعم شكر الوالدين
الإمام الصادق (ع) لديه اعتقاد راسخ بأن الصدق مع الوالدين واحترام حقوقهم له آثار وبركات كثيرة في حياة الناس ، فقال:《ما يمنع الرجل منكم ان يبر والديه حيين و ميتين يصلي عنهما و يتصدق عنهما و يصوم عنهما فيكون الذي صنع لهما و له مثل ذلك فيزيده الله ببره و صلته خيرا كثيرا 》، ( همان ، ص ۱۹۹ )
قال الصادق (ع) :《 إنّ رجلاً أتى النبي (ص) فقال : يا رسول الله ! . . أوصني ، فقال :
لا تشرك بالله شيئاً ، وإن حُرّقت بالنار وعُذّبت ، إلا وقلبك مطمئنٌّ بالإيمان ، ووالديك فأطعهما وبرّهما حيين كانا أو ميتين ، وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل ، فإنّ ذلك من الإيمان》 ( همان )
بالطبع ، لا يأمر الآباء الصالحين بذلك ، لكن هذا التأكيد يؤكد أهمية وقيمة الوالدين...