د.مسعود ناجي إدريس ||
▪︎مقام الوالدین
منذ اليوم الأول الذي خلق فيه الله الإنسان ومن آدم وحواء إلى الجنس البشري ، عبر الله تعالى ، من خلال الأنبياء ، عن مكانة الوالدين وكرامتهم ووجوب شكر أبنائهم على جهودهم الدؤوبة. يذكر القرآن الكريم في بعض آياته صراحة هذه النقطة المهمة ويقدم أعلى تعليم أخلاقي للعالم. في هذه الآيات يعرب الله تعالى عن وجوب شكر الوالدين ويقول: <وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا > ( البقرة / ۸۳ . )
كما يشيد باحترام يحيى لحقوق والديه ويعلن ذلك: <وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا > ( مریم / ١٤)
يقول القرآن الكريم عن لسان النبي عيسى بن مريم: <وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا > ( مريم/ ٣٢ )
وأخيراً ، ولأن الرسول الكريم (ص) حرم من نعمة وجود والديه ، فقد تمنى لو كان والديه على قيد الحياة حتى يخدمهما ويرضيهما. ( همان / ۳۲ . )
واعتبارا لأهمية هذا التعليم القرآني وتأثيره على صحة المجتمع ، والسلام النفسي للأسرة ، وحل الخلافات بين الوالدين والأبناء ، وإرساء السلام والعلاقة الحميمة بينهم ، ففي هذا المقال ، سنطرح لجمهورنا العزيز واجبات الأبناء في اداء حقوق الوالدين وشكرهم.
▪︎مظهر من مظاهر معرفة الحق
قال الإمام الصادق (ع) : 《بر الوالدين من حسن معرفة العبد بالله إذ لا عبادة أسرع بلوغا لصاحبها إلى رضاء الله من بر الوالدين قوله المؤمنين لوجه الله لأن حق الوالدين مشتق من حق الله تعالى إذا كانا منهاج الدين والسنة ولا يكونان يمنعان الولد من طاعة إلى طاعتهما ومن اليقين إلى الشك ومن الزهد الدنيا ولا يدعوانه إلى خلاف ذلك فإذا كان كذلك فمعصيتهما طاعة وطاعتهما معصية.
..وأما في باب المصاحبة فقاربهما وارفق بهما واحتمل أذاهما بحق ما احتملا عنك في حال صغرك ولا تضيق عنهما في ما قد وسع الله تعالى عليك من المأكول والملبوس ولا تحول وجهك عنهما وترفع صوتك فوق صوتهما فإن تعظيمهما من أمر الله وقل لهما بأحسن القول والطف بهما فإن الله يضيع اجر المحسنين》( مصباح الشريعة ، منسوب لامام الصادق ، بیروت ، مؤسسة اعلمی ، ص ۷۰ )..
https://telegram.me/buratha