دراسات

عالمية الثورة الحسينية وضرورة تجديد اساليب الخطاب الديني بمبادئ الثورة ومنهجها


  سميرة جعفر علي الموسوي ||    محاضرة الى الاخوات الفضليات المكرمات في منتدى حواء لتنمية المرأة المسلمة /لندن    اسمحوا لي ان اذكر بانني نلت شرف مقاومة ظلم النظام السابق وبحسب امكاناتي الذاتية من خلال استثمار مشاركاتي الدائمة في احياء الشعائر الحسينية في شهر محرم وما بعده. ثم وبعد عام ٢٠٠٣ شاركت في مختلف النشاطات العملية السياسية فكنت عضو الجمعية الوطنية ثم عضو مجلس النواب لثلاث دورات وباختصاصات مختلفة. ولله الحمد لم يتوقف نشاطنا في مناصرة الحق ودعم ونشر مبادئ الثورة العالمية، وكانت قراءاتنا المستمرة لأهم ما كتب عن ثوره الامام عليه السلام قد زودتنا بصلابة الموقف والمشاركة في دعوة الاصلاح وفق منهج امام المتقين عليه السلام في الحق والحرية والعدل والكرامة الإنسانية. ومن هنا جاء اختيارنا لعنوان هذه المحاضرة مع ملاحظتنا حول ضرورة التجديد في خطابنا الديني عموما وفي تقديم مبادئ الثورة العالمية بما ينسجم وتعدد وسائل الاعلام وما ال اليه المزاج العام في تناول الموضوعات. ويجدر بنا القول ان العلماء المسلمين والمثقفين والمفكرين قد كتبوا في الثورة الحسينية بما لا يدع مجالا لدارس ان يجد محور يدلي دلوه فيه ولذلك فقد جاءت محاضرتنا ممثلة لمزيج من القراءات في تلك الآراء النبيلة فضلا عما مَنَّ الله سبحانه وتعالى به علينا من خزين معرفي وثقافي وتجربة في خدمة واحياء امر أهل البيت عليهم السلام. والحقيقة اننا ننسجم والطروحات التي تركز على الجانب الاصلاحي الاجتماعي للثورة الحسينية، لذلك فأن تقديم مبادئ الثورة ينبغي ان يتم - وكما نرى- بالصورة التي سنتكلم عنها وهي ان الثورة الحسينية :- اولا :- ثورة نهضة وإصلاح. اذ ان نهوض الامام عليه السلام كان هدفا شاملا مستلهما من  من روح الاسلام وان منطلق هذا الهدف هو حمايه الاسلام والدفاع عنه، وقد بين الامام   الحسين(ع) الهدف من نهوضه فقال" اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وانما خرجت لطلب الاصلاح في امه جدي محمد (صلى الله عليه واله سلم) اريد ان آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر". كما بين الامام الثائر نهوضه بدقة ما زالت الى اليوم تشرق على البشرية حيث قال: ((ايها الناس، ان رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) قال:- من رأى منكم سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالف ً لسنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يعمل في عباد الله بالإثم ً والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله ان يدخله مدخله، آلا وان هؤلاء قد لزمواطاعة الشيطان وتركوا طاعه الرحمن واظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء وأحلواحرام الله وحرموا حلاله وانا احق من غيّر، وقد اتتني كتبكم و ِقدمت عليَ ُرسلكم ببيعتكم انكم لا تسلموني و لا تخذلوني، فان تممتم علي بيعتكم تصيبوا رشدكم، فأنا الحسين بن علي وبن فاطمه بنترسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ، نفسي مع أنفسكم واهلي مع اهليكم فلكم ّ في اسوة وان لم تفعلوا ونقضتم عهدكم وخلعتم بيعتي من اعناقكم فلعمري ما هي لكم بذكر لقد فعلتموها بأبي واخي و ابن عمي – مسلم- والمغرور من اغتر بكم فحظكم اخطأتم ونصيبكم ضيعتم ومن نكث فإنماينكث على نفسه.)) وهذه الخطبة تصلح لكل زمان ومكان وبقدر تعلق مضامينها بما يجري اليوم فيالعالم وفي منطقتنا فأننا ندعو الى ترديدها في وسائل الاعلام بطرق مبتكره تخاطب ضمائر الناس مع التركيز على الاحكام الشرعية التي وردت فيها حيث ان: - - السلطان الجائر كان ومازال يحكم الناس ولا جدية في التصدي له حتى استفحل لتنقسم الناس طوائف واحزابا وفئات وعشائر وقوميات دون اي اعتبار لمبادئ الاسلام والى تضحيات الحسين عليه السلام من اجل تثبيت مبدا الثورة على الظلم والطغيان. - والحكام الان (قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا وطاعة الرحمن واظهروا الفساد وعطل الحدود). - نكث العهود والمواثيق. وان الحكام والمسؤولين يعدون الناس بمضامين منهاجهم ولكنهم لا يوفون بها. - ان الكثير من الناس والمسؤولين ابتعدوا عن التأسي برسول الله وبعترته الطاهرة. وراحوا يتأسون بمن يحقق لهم مطامعهم. فيدعون الى بقاء الاجنبي في بلادهم لكي يحميهم من نقمة الناس عليهم. - دعوه الامام عليه السلام الى عدم طاعة الحكام الظالمين (...والمغرور من اغتربكم فحظكم اخطأتم ونصيبكم ضيعتم ومن نكث فإنما ينكث على نفسه.) وللانطلاق العام من عمق هذه الخطبة الحسينية فان اي فعل عام يهدف الى احقاق الحق وزهق الباطل ولاسيما في مواجهه الظالمين ينبغي ان يكون خالص ا Ϳ وحده لا شريك له ، فلا مصلحه ً ذاتية او فئوية او حزبيه او عشائرية ، وبخلافه فان الفعل مهما كان لا ينال درجه الثورة او احقاق الحق . وتأسيسا لكل ما اوردناه فان الخطبة تضع فكرا وعملا ومنهجا للحياة الحرة الكريمة وهو: ١ -ان النضال ضد الظلم واجب شرعي. في الخطبة يقول الامام (من رأى منكم سلطان جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله ان يدخله مدخله.) وبذلك يؤكد الحسين عليه السلام ويوجب على كل قادر ان ينهض لدفع الظلم وان يجاهد لرد العدوان. وفي هذا الحكم الحسيني (فتوى) توجب الجهاد ضد الظلم والاستعباد في كل زمان ومكان، ولا يحق لاحد ان يبدي اي (رأي) في هذا الحكم او يمنع وقوعه ولاسيما ان الامام سيد الشهداء جعله واجبا عليه قبل غيره ((و انا احق من غير)). ً ٢ -ضرورة اقامة الحكم الإسلامي. وفي الخطبة اكد الامام سيد الشهداء ان الضرورة تقتضي اقامة حكومة اسلاميه بمواصفات احقاق الحق والعدل ومنع الظلم والاستعباد وان هذه المواصفات كانت مطلوبة في زمانها ومكانها وحيثما كانت مطلوبة يجب ان تكون مبادئ الاسلام ومنهج النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) هوالحاكم وبالأسلوب الذي تحدده الامة، وعليه فان الواجب هو ان تتجمع القوى المطالبة بالعدالة وتشكل قوة ضاربة تعمل على اقامة حكم قوي عادل اذ لا يمكن مواجهة القوة الا بقوة مثلها. ٣ -اذا توافرت شروط الثورة فيجب ان تقوم. من شروط الثورة هي الدفاع عن الاسلام ، وتوفر القيادة وتوفر الجماهير . ويتضح مما اوردناه ان هدف الامام الحسين عليه السلام الاساسي من المقاومة والاقدام على اقامة الحكم الاسلامي كان الدفاع عن الاسلام بكل معطياته لعالم البشرية ومن تلك المعطيات ذات الجانب الاجتماعي كمثال على معطيات تطبيق الإسلام. (و ينبغي لنا القول هنا حول اقامة الحكم الاسلامي و تطبيق الاسلام ان اي حكم او تطبيق مبدا يحقق الحق والحرية والعدل والكرامة الإنسانية وان رسالته الأساسية هي ان تكون كلمه الله هي العليا ، اي ان لا يخضع الانسان او يهادن اية قوة غاشمة مهما كانت والخضوع  لله وحده لا شريك له، فالأساس هو اقامة كل ما يحفظ كرامه الانسان(ولقد كرمنا بني ادم) ومنع قيام اي قوة من شانها اذلال خلق الله وسلب ارادتهم. وكما وردت في كتاب (الشهيد الخالد الحسين بن علي عليه السلام) وهذه هي بعض من معطيات تطبيق الاسلام . أ- الدفاع عن السلطة التشريعة. ب- الدفاع عن استقلال السلطة القضائية. ج- الدفاع عن حريه القلم. د- الدفاع عن حريه التعبير عن الراي. هـ- الدفاع عن العداله في التصرف في بيت المال العام. و- الدفاع عن الموقع الدولي للإسلام. ز- الدفاع عن استقلاليه السلطة التشريعية. و(لاشك ان اكبر المفاسد الاجتماعية استخدام الدولة (السلطة التنفيذية نفوذها للتدخل في عمل السلطة التشريعية وسلب الحرية والاستقلال عنها لأنه عند ذاك تتوقف الأدمغة المفكرة والعالمة بالقانون عن سيرها التكاملي وتفقد حريتها و حريه التفكير لديها، فلا تستطيع ان تستنبط من الكتاب والسنة القوانين التي يحتاجها الناس على اساس الاجتهاد ومراعاة مصالح المجتمع، وهنا تصاب السلطة التشريعية بالشلل وتقع تحت رحمة مسؤولي السلطة التنفيذية الذين يكونون في اغلب الاحوال متطرفين عجولين ومتهورين فيحرمون المجتمع من مزايا القوانين الحرة والراقية) وحول السلطة القضائية فان الاسلام منح المؤسسة القضائية الاستقلال الكامل والحرية الى درجة انه لو اشتكى اضعف فرد في المجتمع على اقوى فرد فيه كان على القضاء ان يدرس شكواه ويحاكم المتهم حتى لو كان من اكثر الافراد نفوذا في المجتمع. ً  لكن حكومة بني امية اخضعت مؤسسة الاسلام القضائية لسيطرتها وجعلتها تحت نفوذها وسلبت من القضاة الشرعيين الاستقلال وحريهة الراي محول جهاز القضاء الى الة فاقدة للإرادة الحرة وخاضعة لإرادة السلطة. ولم يكن بوسع الامام الحسين عليه السلام وهو حافظ سنة النبي الاكرم - ان يسكت امام الانحراف الخطير والانتهاك الصريح لحرمة تشريعات الاسلام وسنة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لذا اشار في كتابه الذي وجهه الى رؤساء البصرة طالبا منهم العون العسكري وعدم رواج هذه البدعة فقال: - (فان السنة قد أميتت وان البدعة قد أحييت). ُ  اما عن حرية القلم فان الاسلام يؤمن بحرية القلم عندما لا تؤذي تلك الحرية الايمان والاخلاق وحقوق الناس، ُ بل اكثر من ذلك يشجع الاسلام الكتاب على كتابة الحقائق وارشاد المجتمع الى الحد الذي ورد في الاثر (مداد العلماء افضل من دماء الشهداء). وفي دنيا اليوم تعتبر الشعوب الحية والراشدة حرية القلم والمطبوعات من اركان الحكم الديمقراطي، اما حكومة بني امية فقدت سلبت ذلك الحق المشروع عن الشعب المسلم. وقد تعرض الامام الحسين عليه السلام الى عدوان الدولة عليه وملاحقتها له فقد تتناول قلمه القيم وكتب كتابا وجهه الى رؤساء البصرة واشار في كتابه الى الم ُ تغيرات التي عرضت للحكم الاسلامي ًبعد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) وقال في هذا المجال (وقد بعثت رسولي اليكم بهذا الكتاب وانا ادعوكم الى كتاب الله وسنة نبيه) ومن هذه القصة القصيرة يمكننا ان نقدر الى اي حد كانت الحكومة الأموية تعمل على كسر الاقلام الحية والمرشدة واختيار الافكار الحرة. اما حماية حرية التعبير عن الراي فأن الاسلام يؤمن بحرية التعبير عن الرأي طالما لا يؤذي الكلام سعادة الناس بل اكثر من ذلك يعتبر الاسلام ان بيان الحقائق ضمن شروط خاصة واجب شرعي ويعتبر السكوت عن بيان الحق اثما.  اذ ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من اهم الفرائض الإسلامية بتعبير الحديث الشريف (أسمى الفرائض). اما اذا استنكف الخطباء والعلماء عن بيان عيوب مؤسسات الحكم و بيان طريقة علاجها وتوقفوا عن تنوير افكار الناس وارشاد اجهزة الدولة بكل اخلاص واشفاق فانه من الممكن ان يقع مسؤولو الحكم الذين يمتلكون بأيديهم القوى المالية والإنسانية للشعب في انحرافات تجعل الشعب يفقد الثقة بأجهزة الدولة وهذا يجر الى مفاسد عديدة لا تخفى على احد وفي مثل هذه الحالة يقع جزء من المسؤولية على الخطباء العلماء الذين سكتوا عن بيان الحقائق. يقول امام المتقين عليه السلام (لا تترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم) وبناء على مضامين هذا القول فان حكومة بن امية سلبت حرية التعبير عن الراي وعطلت الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم يعد العلماء وصحابة النبي الاكرم الاجلاء الذين يعرفون ما يصلح للناس ويفسدهم يجرؤون على بيان ما يرونه صلاح للمجتمع ولذلك قال ً  (الاحنف بن قيس) لمعاوية بن ابي سفيان (نخافكم ان صدقنا ونخاف الله ان كذبنا) ولقد ابتلى الحسين عليه السلام بمثل جو التضييق هذا والخنق الشديد للحريات الذي سلب من الناس حق ابداء الرأي والذي جعل الدولة الاموية تلاحق الحسين وتسعى لتصفيته لا لشيء الا لأنه يعبر عن رايه بكل حرية.  واستنادا لهذه الفرائض يمكننا القول ان الدفاع عن حريه التعبير عن الرأي التي تعد من تعاليم الاسلام التي تضمن خير وسعادة المجتمع كان جزءا من اهداف نهضة الامام الحسين عليه السلام ً الاصلاحية متعددة الجوانب. وحول موضوع الدفاع عن العدالة في توزيع الثروة وانفاق المال العام فيقتضي العدل ان لا تقوم مؤسسات الدولة تحت اي ذريعة بالاستفادة من الخزانة العامة في المصالح الشخصية لمسؤولي الدولة بل ان يكون رجال الدولة كالخادم الامين لا يتصرف في المال العام الا ضمن مصالح المجتمع وما يحق له الرقي والتكامل. ولذلك فان الحسين عليه السلام كان يتألم جدا من الظلم وفقدان العدالة في التصرف بميزانية الدولة والمال العام حيث قال في خطبته (واستثأروا بالفيء) وبذلك بين ان الحفاظ على المال العام احد اهداف ثورته. ومن حيث الدفاع عن مكانة الاسلام الدولية فقد اكد الحسين عليه السلام في ثورته الإسلامية الانسانية العالمية على ثلاثة امور تعتبر من العوامل الاساسية  على الاحترام والمكانة العالمية الرفيعة. أ- قائد البلاد. ب- اسلوب الحكم. ج- تشريعات البلد وقوانينه.  فاذا كان رئيس البلاد قدوة في العدالة والتقوى معروفا بالخير ونقاوة النفس وسائر الفضائل الإنسانية ً فانه اضافة الى قيادة بلاده نحو الرقي والكمال يجعل منها محطا للأنظار سائر  العالم ويمنحها نفوذا معنويا في ممالك الدنيا، كما انه لو قام الحكم في بلد على اساس العدل والحرية وخدمة الناس واتبع ً في سياسته الخارجية منهج محبة الانسان وحسن التفاهم والتعامل فان سائر اقطار العالم ستعجب بهذا النهج في الحكم وكذلك عندما تكون القوانين سارية في البلاد مستندة الى الواقعية الإنسانية والىحاجات المجتمع فان سائر بلدان العالم ستقتبس من قوانين هذا البلد وسيغدو قدوة تحتذي بها سائر الدول. لا  و لم تتراجع بلاد الاسلام في زمن حكومة (معاوية) من حيث المكانة الدولية والنفوذ المعنوي فحسب بل تراجعت ايضا من ناحيه القدرة العسكرية حيث أصبحت ذليلة وضعيفة امام اوروبا واضطرت بناء على اتفاقيه هدنه عقدت مع ملك الروم ان تدفع له اتاوة سنوية باهضة، ففي سنة (٦٠ هجرية) اي السنة التي نهض فيها الحسين بن علي عليه السلام بثورته ابرم (معاوية) الذي رأى نفسه ضعيفاامام عالم الغرب و مال الى ترك الحرب- اتفاقيه (مذله) مع قيصر الروم تضمنت اربع بنود، وكان أهم ما جاء فيها: - ان الاتفاقية لمدة ٣٠ سنة. - يرسل معاوية وخلفاؤه كل سنة دون استثناء ٠٠٠, ٣٠ سكة ذهبية و(٨٠٠ )من أسري النصارى و(٨٠٠ )رأس خيل عربي الى القسطنطينية. - يلتزم الامبراطور وخلفاؤه ان لا يقوموا خلال مده (٣٠) سنة باي هجمات على الاقاليم العربية. - يرسل معاوية المبلغ والامور المذكورة باسم اتاوة الى بلاط الامبراطور. وقد التزم يزيد بأرسال الاتاوة وهكذا كانت الدولة التي ثار عليها الحسين عليه السلام. فقد سار ليوقف الاذلال الذي ينهش جسد الدولة واذل المسلمين. اتضح مما ذكرنا انه يجب اعتبار الدفاع عن المنزلة العالمية والدولية الرفيعة للإسلام جزء من الاهداف الواسعة ومتعددة الجوانب لنهضة الحسين عليه السلام. ثانيا :- ان كل ما ذكرناه عن مبادئ الثورة الحسينية واهدافها ومنهجها لم يكون محدودا بزمان ومكان الثورة وانما كان ولم يزل يمثل مبادئ اسلامية انسانية عالمية ممكن ان تكون نبراسا والهاما للأحرار مهما كانت دياناتهم ومشاربهم، وقد يقول قائل ان هناك كثير من الثوار ضحوا تضحيات جسيمة من اجل الحرية قبل الامام الحسين وبعده، ونقول اننا لا ننكر ذلك ولا ينبغي لنا لكن ثورة الامام الحسين عليه السلام لها خصوصيتها من كل حيثياتها فقد مثل الامام الثائر الحق كله مقابل الباطل كله، ولذلك اردنا ان يكون تقديم الثورة الحسينية بالأفكار التي اوردناها لكي يغلب النظر العقلي لواقعة الطف على النظر العاطفي، وهنا يكون النظر العاطفي وجهان احدهما هو الشعائر الذي تعرض الواقعة عرضا منسجما مع واقعها التاريخي فتقربه الى الاذهان والعواطف تقريبا ً رصينا. والوجه الثاني الشعائر  التي راكمها اشخاص ومجموعات عبر السنين على الشعائر حتى اخرجها عن هدفها السامي ما اغرى الاعداء لإدخال ممارسات تهدف الى حرف الثورة عن أهدافها.  وعلى الرغم من ان المخلصين لمبادئ الثورة قد شخصوا تلك الاضافات (المسيئة) وحاربوها الا ان الاعداء استخدموها بوسائل اعلامية مختلفة ولذلك نرى ان يصار الى تجديد الخطاب الديني وعرض الثورة الحسينية بالطريقة التي تليق بها وبعالميتها، ونرى ان يتم ذلك من خلال: (تشكيل جهة سيطرة ومتابعة اسلامية متخصصة للحفاظ على مبادئ الثورة الحسينية وشعائرها)  ونرى ان تكون اولويات نشاطات هذه الجهة في:- ١ -المنبر الحسيني: منع الدخلاء عليه والمنتفعين والسطحيين ورواة الموضوعات والأحاديث الضعيفة والمكذوبة وغير ذلك من ما لا علاقة له باختصاصات المنبر الحسيني. ٢-اصحاب المواكب الحسينية: من خلال توجيههم وتثقيفهم وتعليمهم اساليب التعبير الحضارية الرصينة ونبذ كل أسلوب هابط لعرض الشعائر. ٣-البدع: ظهرت في السنوات الأخيرة بدعا مسيئة لعظمة واقعهة الطف يقوم بها اشخاص لا تعرف دوافعهم وافكارهم وسلوكهم. ٤ – مواقع تواصل اجتماعي: وهذا المفصل الذي دخله كل الناس او معظمهم هو حق من حقوقهم لكن البعض استخدم حقه استخداما مسيئا للأخرين ولا سيما في عرض وممارسات وافكار حول واقعة الطف وكذلك حول الفكر والعقيدة الشيعية. - ان هذه الجهة التي اقترحناها لم نضع لها عنوانا اداريا او قياديا وتركنا ذلك للمتخصصين الذين ستتألف منهم الجهة. نسأل الله العلي العظيم ان يوفق الجميع بتوفيقه ونبارك لجميع  مَنْ في هذا  المنتدى نشاطهم المتميز لخدمة الاسلام والمسلمين والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.   ٩ / محرم الحرام / ١٤٤٣للهجرة
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك