الشيخ الدكتور باسم دخيل العابدي ||
سلسة من وحي الحسبن عليه السلام. الحلقة (٧):
اليوم العاشر من محرم.
اختلطت دموع اهل الارض بدموع اهل السماء.
حزن حوت يونس وماتناسل.
صامت الاشجار ولم تشرب الماء مواساة لقتيل العطش.
طأطأت الخيول رؤوسها حزنا واجهشت بالبكاء.
ناحت حمامات القباب ولزمت البلابل الصمت لكي لاتظن الحدائق انها لم تبك الحسين.
كاد الخلق يرى وجوم الجبال ويسمع انين الكواكب.
ليس على هذه الموجودات تكليف ولكنها تبحث عن نفحة من {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ }فبكت وناحت والهبها الحزن والمصاب.
ولكن في جانب البشر - وآه من جانب البشر واكثر آها من جانب المسلمين- يحتفل بعض المسلمين في يوم عاشوراء .
يتبادلون التهاني وتغني النساء وتؤدى الدبكات وتوزع الحلوى.
يقولون ان الله نجى موسى عليه السلام في يوم عاشوراء .
لكن موسى عليه السلام سيحزن ويغضب لانهم اتخذوا منه وسيلة لاشهار بغض الحسين والاحتفال بقتل الحسين والتمويه به على فرحهم بقتل الحسين.
ويحق للانبياء معاتبة هؤلاء المسلمين ويقولون لهم اذا كان احتفالكم لاجل النجاة فلماذا ايها المسلمون تفردون اخانا موسى بالكرامة والفرح بنجاته دوننا؟
وقد كانت احتفالكم ترجيحا بلا مرجح بل الاولوية خلافه لان الاولى الاحتفال بنجاة محمد الامين صلى الله عليه واله في الغار وفي احد ولكن لم تخصص الجماعة التي اسست العيد في عاشوراء يوما واحدا تحتفل فيه بنجاته صلى الله عليه واله وهو سيد الانبياء والمرسلين وسيد الخلق اجمعين فالاولى الفرح والاحتفال بنجاة نبيهم وتوزيع الحلوى في هذا اليوم الأغر.
والاولى الاحتفال بنجاة نوح عليه السلام من الطوفان لانه يمثل الولادة الثانية للبشرية فاتخاذ يوم نجاة نوح عليه السلام عيدا والفرح به اولى من الاحتفال بنجاة موسى واليهود .
والاولى الاحتفال بنجاة ابراهيم عليه السلام من نمرود لانه ابو الانبياء وموسى لم يكن كذلك لكن هذه الجماعة الضالة لم تحتفل بنجاة ابراهيم على عظمته ولم تخصص له يوم عيد.
ونجا يونس من قومه ومن بطن الحوت ونسي هذا الرتل من المسلمين يوم نجاة يونس ولم يخصصوا له يوما يحتفلون فيه بنجاة يونس.
ونجا يوسف في يوم البئر ولم ترقص نساؤهم وتوزع الحلوى في يوم النجاة اليوسفية.
ونجا عيسى من صلب اليهود ورفعه الله اليه فلم تزغرد حرائرهم بهذه الكرامة ولم يشكل الرجال حلقات الدبكة فيهزون المناديل في الهواء الطلق احتفاء بيوم النجاة العيسوية.
لم يحتفل المسلمون بنجاة كل هؤلاء الانبياء الا بنبي اليهود موسى عليه السلام فقط ولكن هل كان هؤلاء النفر من المسلمين يعون سبب اتخاذ هذا اليوم عيدا؟
الحقيقة ان اكثر هؤلاء المحتفلين والمبتهجين هم من عوام الناس وجهالهم او من المتلقين الذين يلتقطون الاخبار والتوجيهات كما يلتقط الجائع وجبة طعام على قارعة الطريق دون التحقيق من جودة هذا الطعام او رداءته.
اذن من اين اتت سنّة الفرح والاحتفال بيوم عاشوراء واتخاذه عيدا لدى بعض المسلمين؟
من الواضح ان هؤلاء النفر من المسلمين خدعوا بكذبة الاحتفال بنجاة موسى التي اخترعها الامويون للتغطية على حقيقة التوجهات الاموية واشتغالهم على جعل يوم مقتل الامام الحسين عيدا للمسلمين باي وسيلة كانت وربما استشاروا حاخامات اليهود فاشاروا عليهم بتوافق يوم العاشر من محرم مع نجاة موسى عليه السلام ويمكن اتخاذه وسيلة لاقناع المسلمين أن يوم العشر من محرم يوم للبهجة بنجاة احد الانبياء ولايصح الحزن فيه وهذه الخطوة التمويهية الاولى اما الخطوة الثانية لاكتمال الخطة فيلزم وضع احاديث على لسان النبي تؤكد بركة يوم عاشوراء واهمية الصوم والفرح فيه , وبهذا تم الايعاز الى فقهاء البلاط ووضاع الحديث لوضع روايات تصرف المسلمين عن التواصل مع فاجعة الطف. فعلوا ذلك ليس حبا بموسى عليه السلام وانما ذريعة لجعل يوم مقتل الامام الحسين عليه السلام عيدا للمسلمين وهو ماورد على لسان الامام الباقر عليه السلام في زيارة عاشوراء: (وهذا يوم فرحت به ال زياد وال مروان بقتلهم الحسين صلوات الله وسلامه عليه).
ولو وافق العاشر من محرم يوم نجاة ابراهيم لجعله الامويون عيدا لنجاة ابراهيم والامر نفسه لو كان يوم نجاة نوح او يوسف او يونس او عيسى او محمد صلى الله عليه واله.
اذن لم يكن هذا العيد سوى انه عيد سياسي اموي لطمس الجريمة التي ارتكبت في كربلاء ,وقد وظفت القوى الاستكبارية هذا الاسلوب لتحقيق مصالحها في البلدان الاسلامية فهي عندما تريد توجيه الراي العام وصرفه عن مؤامراتها ومخططاتها تحدث ازمة هنا وازمة هناك للتمويه على مخطط تعمل على تنفيذه في الخفاء في هذا الجزء من العالم او ذاك وحينما تريد تمرير صفقة سياسية مع احد عملائها في احدى الدول الاسلامية تدفع بادواتها لايجاد مشاكل جانبية لارباك الوضع في هذا البلد. عدنان القيسي وابو طبر واسامة بن لادن وابو بكري البغدادي ليس ببعيد.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha