عبد الحسين الظالمي ||
القدس قبلة المسلمين الاولى ولها اول من توجه المسلمون في صلاتهم لله في اول ايام الاسلام وهي مكان معارج رسولنا الكريم الى السماء هذا المكان الذي خصص له القران سورة كاملة يتحدث فيها عن حادثة الاسراء والمعراج تسمى ( سورة الاسراء) .( سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع العليم .......)
اذا القدس مدينة مقدسة مباركة ترتبط بعقيدة المسلمين ارتباط مهم جدا بنص قول الله سبحانه وتعالى الذي ورد في السورة .
القدس رمز لمظلومية شعب اخرج من دياره قصرا وظلما وعدوانا مهما كانت الذرائع والحجج ، المهم ان في فلسطين ناس يسكنون من مئات السنين لهم وجودهم وتاريخهم ، يتم تهجيرهم واخراجهم الى خارج ارضهم موزعين على شتى بقاع المعمورة في نفس الوقت الذي يجمع فيه شعب مشتت يدعي ان هذه ارضهم ، فالعملية كانت تهجير شعب ليحل محلة اخر وبالتاكيد هذا ليس لسواد عيون الشعب الثاني بل جرى ذلك لغرض التخلص منهم على اثر احداث المانيا ابان الحرب العالمية الثانية ، اذا القدس هي رمز اسلامي اولا وهي رمز مظلومية شعب عربي مسلم سلب حقه بدون وجه حق وبدون انصاف وعدالة ثانيا .
من هنا جاء الموقف من القضية الفلسطينية فهو موقف ليس عاطفي مبني على تعاطف مع شعب ظلم بل موقف مبني على خلفية عقائدية
بالاضافة الى الموقف من مظلومية شعب عربي مسلم ينادي ليل نهار بنصافة والوقوف الى جانبة في محنته . بالاضافة الى ان هذه القضية سفكت من اجلها دماء كثيرة وتضحيات جسام وتعاطف معها كل احرار العالم طوال اكثر سبع عقود تقريبا ولازالت هذه الدماء تسفك فاليس من المعقول ان ننسى ذلك كله ونجلس مكتوفين الايدي امام عدو سلب الارض وسفك الدماء وعاث في بلاد المسلمين الفساد واشاع التامر
وهو يقف خلف كل رذيلة وانحراف تسوق الى الشعوب الاسلامية والعربية لغرض اضعافها لذلك وصفة بعض العلماء بانه غدة سرطانية وهذا تشبيه غاية في الدقة لتشابة الدور الذي تفعلة الغدة السرطانية في الجسم المريض وهكذا يكون الكيان الغاصب غدة سرطانية في جسد الامة الاسلامية والعربية .
مرت القضية الفلسطينية بفترات مد وجزر بين الشدة والتراخي تتقدم مره وتتاخر اخرى ولكنها بقت لعدة عقود تتصدر الاحداث العالمية والمؤتمرات والقمم العالمية والاقليمية والعربية وعصفت مرات عدة باجتماعات الحامعة العربية وتسببت في مشاكل وتقاطعات على اثر سياسات بعض الدول سواء العربية او الاسلامية او الدولية وكثير ما عصفت هذه القضية بالعلاقات بين الدول وخصوصا الدول العربية اذ كانت ميزان العلاقة بين الدول والعالم العربي هو الموقف من القضية الفلسطينية حتى وصلت الى الفعاليات الرياضية ولاستعراضات والمناورات وكثير ما شاهدنا ابطال عرب ومسلمين يرفضون المشاركة في دورة اولعبة نتيجة اشتراك من يمثل الكيان الغاصب حتى اصبح ذلك تقليد يحاسب ويقاطع من يخالفه وكذا في اجتماعات الامم المتحدة تخرج الوفود العربية في وقت القاء اسرائيل كلمتها .
اول خرق لهذا الطوق هو معاهدت كامب ديفد وزيارة انور السادات الرئيس المصري الراحل الى اسرائيل ورغم هذا الخرق بقت اغلب الدول الاسلامية والعربية تنهج نفس السياسة ضد اسرائيل مع ملاحظة ان الدول الخليجية والاسباب ليس محل لذكرها كانت اكثر الدول تراخي في سياسة المقاطعة فيما يتصدر العراق وليبيا وسوريا مواقف الدول ضد اسرائيل .
منذ حرب الخليج الاولى والثانية برزت حالة تراجع في مواقف بعض الدول العربية حول القضية الفلسطينة وبدى تعاطيها اقل ليونه من السابق منها الاردن ودول الخليج وبعض دول المغرب العربي .
· موقف الجمهورية الاسلامية من القضية الفلسطينية ...
انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام ١٩٧٩ بقيادة الامام الخميني على ملك ايران رضا بهلوي الذي كان يسمى شرطي الخليج وكان قاعدة امريكية متقدمة ، وفي ايران الشاه سفارة اسرائيلة في قلب طهران ترفع العلم الاسرائيلي رغم ان ايران دولة اسلامية، بعد انتصار الثورة الاسلامية وقيام الجمهورية الاسلامية بقيادة الامام الخميني وهو مرجع ديني شيعي معروف في توجه الاسلامي وصلابة مواقفه من القضايا الاسلامية الكبرى لذلك اول موقف له علاقة بالسياسية الخارجية الايرانية انذاك هو الموقف من اسرائيل والذي تمثل في طرد السفارة الاسرائليةوغلقها نهائيا وقطع العلاقات مع الكيان الغاصب ومعادات كل من يقف مع اسرائيل ضد القضية الفلسطينية واحلال بدل السفارة الاسرائيلة في طهران السفارة الفلسطينية في قلب طهران وفتح قنصليات اخرى لها واستقبال طاقم الدبلوماسين الفلسطنين وكبار قادة فلسطين ومنهم المرحوم ياسر عرفات هذا الانقلاب ادى الى مواقف حادة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وقيادتها وفي نفس الوقت هذا الحدث اعاد القضية الفلسطينية الى واجهت الاحداث وجعلها تتصدر مرة اخرى مواضيع العالم المهمة وقترن ذكرها بذكر الجمهورية الاسلامية فيما نرى تراجع في مواقف بعض الدول العربية اتجاه هذه القضية
ومنها دول الخليج والاردن بالدرجة الاولى .
لم يكتفي الامام الخميني بهذا الموقف فحسب بل جعل ذلك جزء من سياسة الجمهورية الاسلامية وعلاقاتها الخارجية مرتبط بهذا الموضوع .
بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران وحجم التعاطي الشعبي العالمي والاحرار في دول العالم اذ شكلت الثورة متنفس لكل الشعوب المظلومة والمستعمرة لذلك بدى التعاطف معها عكسيا مع بعض المواقف الرسمية العالمية وزداد هذا التعاطف وتسع لدرجة ارعبت العالم الرسمي الذي يجري في فلك امريكا ابان الحرب الباردة بين القطبين الروسي ولامريكي .
من هنا ومن صدق نوايا الامام وتفكيرة في كل السبل المتاحة لنصرة القدس والشعب الفلسطيني المظلوم اعلن عن اعتبار اخر جمعه من شهر رمضان يوما للقدس وسماه اليوم العالمي للقدس هذا الموقف الذي يعد موقفا
كبيرا جدا وعظيما في مقطع مهم يتصف بضعف التعاطي العربي ولاسلامي اتجاه القضية ومن جهة اخرى تعاطف مع الجمهورية الاسلامية فاراد الامام بهذا الطرح ان يستغل ذلك لقضيتين الاولى اعادة القضية الفلسطينية الى واجهة الاحداث والمواقف الثاني يعالج حالة التراخي والنسيان لهذه القضية بمرور الزمن اذ ربطها في حدث اسلامي سنوي وهو شهر رمضان المقدس عند المسلمين في كل مايحري فية من اعمال ليكون
احياء يوم القدس يوم عبادة وثالثا نقل القضية الفلسيطنية من مفهومها الضيق الذي حاول العرب حصره فيه وهو انها قضية العرب ليجعلها قضية الامة الاسلامية جمعاء.
· اثار يوم القدس العالمي
اعتبرت اسرائيل هذا الاعلان ضربة في الصميم لها غير متوقعه خصوصا وهي لازالت مصدومة من الموقف الرسمي السابق للجمهورية الاسلامية ثم جاء هذا الاعلان ليحشد ليس العالم العربي بل العالم الاسلامي باجمعه وكل الاحرار والشعوب المناهضه للظلم وقهر الشعوب لتقف ضد الكيان الغاصب مناصره للشعب العربي المسلم وذا كان تاثير يوم القدس في ذلك الوقت بهذا التاثير فما بالك اليوم الذي تراجعت فيه اغلب الدول العربية عن هذه القضية واصبحت من الامور الثانوية في سياستها وعلاقتها بل ذهبت اكثر من ذلك الى الدعوة للتطبيع واعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية والرياضية وربما حتى التعاون العسكري في مثل هذا الموقف المتخاذل اتجاه الشعب الفلسطيني والقدس يبقى يوم القدس العالمي الحدث الوحيد الذي يتكرر سنويا ليضع القضية الفلسطينية في المقدمة رغم العمل المضاد لهذا الحدث من بعض الدول والمسؤولين الذين يدعون العروبة والاسلام
في الوقت الذي تتضرر فيه الجمهورية الاسلامية من موقفها كثيرا ولكنها لم تنثني عن دعم القضية الفلسلطينية في جميع مجالات الدعم ، اذ تعتبر الان الداعم الحقيقي الوحيد ماديا ومعنويا في تجسيد واقعي للاخوة الاسلامية الحقيقية التي تنطلق عن مسؤولية مبدئية وتكليف شرعي
· اتجاه هذه القضية .
من هنا يصبح احياء يوم القدس عملا مهما مرتبط بالعقيدة ولاخوة العربية الاسلامية وبالتكليف الشرعي كلا حسب قدرتة وموقعه في الوقت الذي كما ذكرنا ان هذا الموقف يكلف الجمهورية الاسلامية كثير في علاقتها وما تعاني منه اغلبه مرتبط بهذه القضية فما بلك بنا نحن الذين لم نخسر شىء في احياء هذا اليوم السنوي كلا حسب قدرتة ومكانه ونحن نعلم ونعتقد (ان نصرت المسلم على المسلم واجبة). وهل نسأل في حالة التقصير في النصره ام لا ؟ .
واقول للمعتراضين عل ذلك هل تعترفون ان الشعب الفلسطيني مسلم ام لا ؟ وهل تقرون بالشعب الفلسطيني عربي ام لا ؟ وهل تقرون بان الارض الفلسطينية مسلوبة واهلها مهجرين ام لا؟ والسوال الاخير اذا كنتم تقولون ان الشعب الفلسطيني مسلم فهل اسلاميا وانسانيا تقرون بضرورة نصرة المسلم المظلوم ونصرة الانسان المظلوم والمشرد واجب اسلامي واخلاقي وانساني ام لا ؟ ...
وذا كنتم لاتقولون بذلك فاي نوع انتم اولا؟. وثانيا لماذا يغيضكم احياء يوم القدس العالمي
وتعترضون على من يقيمة ؟ هل عدائكم لجمهورية الاسلامية دفعكم تنسون حتى عدوكم الحقيقي وتعيشون العدو الوهمي ام انكم اصبحتم غير ما انتم عليه كونكم عرب ومسلمين ؟. الجواب في القران الكريم .. وهو الحكم بينا وبينكم ... والله خير ناصر ومعين ...
https://telegram.me/buratha