متابعة وترجمة ـ فهد الجبوري ||
ونحن نتابع أخبار المباحثات المباشرة الاولى التي جرت في مدينة أنشوراج في الاسكا بين وفدين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة والصين ، وجدنا أن العديد من المواقع الاخبارية المهمة قد تناولت هذا الحدث المهم بالرصد والتحليل ، وخصصت له حيزا مهما وذلك لأهميته الفائقة في توجيه مسار العلاقات الثنائية بين أكبر قوتين في العالم تتنافسان في ميادين مهمة منها التجارة الدولية ، والتكنولوجيا الحساسة ، والانتاج العسكري ، والهيمنة على الاسواق العالمية .
وهذه جولة سريعة فيما كتبته بعض الصحف ومراكز البحث خلال يوم الجمعه ١٩ / مارس ٢٠٢١ .
ونبدأ ذلك بصحيفة نيويورك تايمز التي نشرت مقالة تحت هذا العنوان :
مباحثات متوترة مع الدبلوماسيين الصينيين تنتهي ، والمسؤولون في ادارة بايدن يقولون : * عيوننا متفتحة على النوايا العالمية لبكين *
أنشوراج / الاسكا
أنهى الدبلوماسيون الامريكيون جولة مشحونة من المباحثات عالية المستوى مع المسؤولين الصينيين في الاسكا اليوم الجمعة ، من دون انفراجات دبلوماسية أساسية ، وأعترفوا أن علاقة متوترة تنتظرنا بين واشنطن وبكين .
وفي حديث مع الصحفيين الجمعه قال وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن إن المسؤولين الامريكيين طرحوا قضايا متعددة مع نظرائهم الصينيين ، منها حقوق الانسان في هونغ كونغ وشينيانج ، والوضع في التبت وتايوان ، والأمن السيبراني ، وهي القضايا التي تسببت في حصول التوتر .
" نحن نعلم بالتأكيد أن هناك عدد من المجالات نحن فيها على خلاف جوهري " ويضيف السيد بلينكن قائلا " ليس مفاجئا عندما أثرنا تلك القضايا أن يحصل المسؤولون الامريكيون على تلك * الاستجابات الدفاعية *
من جانبه يقول جاك سوليفان مستشار بايدن لشؤون الأمن القومي أن المسؤوليين الامريكيين قد توقعوا أن المباحثات سوف تكون صعبه ، وإن الوفد الامريكي قد وضع أولوياته بشأن الطريقة التي سوف تتعامل بها ادارة بايدن بخصوص العلاقات الدبلوماسية مع بكين .
وقال سوليفان " جئنا الى الاجتماع بعيون متفتحة، وخرجنا منه بعيون متفتحة، وسوف نعود الى واشنطن لتقييم ما نحن فيه "
ومن خلال ترتيب هذين اليومين من المباحثات ، كانت ادارة بايدن تسعى لبناء قاعدة لمقاربتها مع الصين ، وهي المقاربة التي قال عنها مسؤولون أنها سوف تكون على قاعدة التنافس ،ولكن مع ترك بعض المجال للتعاون ، أو للمواجهة مع الصين اذا استدعت الضرورة.
وكانت المباحثات قد شرعت بعد ظهر الخميس بأكثر من ساعة من الاتهامات الساخنة بين السيد بلينكن ونظيره الصيني ، وتبادل حاد جرى أمام كاميرات التلفزة، وألقى بظلال من الشك على أية احتمال لتراجع التنافس الجيوسياسي بينهما .
يانغ جيشي الدبلوماسي الصيني الرفيع صرح بأن الوفد الامريكي ليس له الحق في اتهام بكين بانتهاك حقوق الانسان ، أو إعطاء محاضرات حول مزايا الديمقراطية .
وفي مقطع من حديثه قال جيشي إنه من الأفضل للولايات المتحدة أن تعالج مشاكلها الداخلية العميقة ، مشيرا بشكل خاص الى العنصرية ضد السود ، وحركة " حياة السود تهم " .
والآن ليس واضحا كم حجم التعاون بين البلدين سوف يكون ممكنا ،بالرغم من أن ذلك سيكون ضروريا لإنجاز مجموعة من الأهداف المشتركة، ومنها السيطرة على وباء كورونا ، ومكافحة تغير المناخ ، وتحديد برنامج ايران النووي، والأنظمة التسليحية لكوريا الشمالية .
https://telegram.me/buratha