✍🏻 خالد جاسم الفرطوسي ||
انطلاقاً من توجيهات ولي أمر المسلمين الإمام المفدى دام ظله، وتوصيات سيد المقاومة وقائدها السيد ن٣١٣ ص ٣١٣ ر الله بضرورة العمل والاهتمام في المجال الإعلامي، شرعت بالكتابة لبرنامج إعلامي بشكل إداري علمي منهجي، بدلاً من العشوائية التي نراها لدى الكثير من المؤسسات الإعلامية وليس أجمعها بالتأكيد، مما يجعلها تسير نحو المجهول، نعم المؤسسات المذكورة تحقق النجاح تلو النجاح في الترندات والتصعيد في المنشورات، إلا أن ذلك مجرد نجاح مؤقت لحالة أو لظرف معين، بالتالي نجد أن هذه المؤسسات لا تفقه من العمل الإعلامي سوى التصعيد لمنشوراتها، والذي هو جزء مهم من العمل الإعلامي، إلا أنه لا يشكل كل ما هو مطلوب منها.
وهذا يستلزم منا أن نحدد الأهداف النموذجية المطلوب من كل مؤسسة إعلامية تحقيقها حيث تسعى جاهدة لنيلها على المستوى البعيد والمتوسط والقريب، ولما كان ذلك من مختصات كل مؤسسة تبعاً لتوجهاتها وأيدلوجياتها، جهدنا في أن نكتب بعض من الأهداف الستراتيجية العامة التي من الممكن أن تلائم كل مؤسسة إعلامية ذات منطلقات وتوجهات دينية، الأمر الذي سيجعل من المؤسسة التي تريد الاستفادة من هذه الأهداف في أن تعدل عليها فتحذف وتضيف ما يناسبها، ومن الممكن أيضاً أن تستل منها أهدافاً تكتيكية وتشغيلية لتعمل بها على المستوى القريب والمتوسط.
ومن المؤكد أن لكل هدف لابد من وسائل تسعى كل مؤسسة معنية من تحقيقها والسعي الجاد في تنفيذها لتحقيق ما هو مطلوب منها، وهنا ذكرت بعض من تلك الوسائل تاركاً عنان التفكير والدراسة لقادة الرأي في تلك المؤسسات، حيث يتطلب الأمر دراسة للبيئة المعنية واستقراء لما هو مطلوب منهم.
وقبل كل ذلك بدأت بكتابة الخطوات التأسيسية للمؤسسات الإعلامية وبشكل موجز بعيد عن الإطناب.
ولا يخفى على كل متخصص وعامل في هذا المجال المهم أن كل ما تم ذكره لا يحقق النجاح المأمول ما لم يتم رسم هيكل تنظيمي له بشكل علمي ومنهجي يراعي الأهداف ووسائل تحقيقها.
وهذا ما جعلني أن أرسم الهيكل التنظيمي للموسسات الإعلامية بشكل عام، لأختمه بالتوصيف الوظيفي لكل وظيفة منها.
يتضح لنا مما تقدم أن الدراسة أدناه هي مختصر لما علينا أن نقوم به من تكليف شرعي يستلزم منا العمل في الفضاء المجازي، وبالذات ما يحتويه من شبكات التواصل الاجتماعي، التي أصبح لها واقع حقيقي تستقى منه المعلومات والأخبار من أغلب أفراد المجتمع سواء كانت تلك الأخبار صائبة أم خاطئة.
بل والأدهى أن شبكات التواصل الاجتماعي – والحديث هنا عن المجتمع العراقي - ولاسيما (الفيس بوك) أصبح المغذي الثقافي لهم، حتى لا نكاد نرى تقريباً من كل عراقي إلا وهو يستخدمه، فحتى من هو دون الرابعة عشر من العمر وإلى ما فوق الستين عاماً تجد أن الفيس أصبح له ذو حاجة أساسية، لغرض تواصلهم مع المجتمع وأبناءه تارة، وأخرى أن البعض منهم يحاول استعراض شخصيته الحقيقية، أو أنه يصنع لنفسه شخصية أخرى غير ما هي في الواقع ليسد بها النقص الحاصل عنده أو لتحقيق مآرب أخرى له، أو ليبرز منجزاته أو يوجه ثقافته وايديولوجيته وما إلى ذلك.
ذلك الحدث المهم فرض واقع جديد في موازين القوة التي تستخدم في التأثير وتغيير القناعات وتغييب الوعي، والتحكم بالمجتمع.
ومن هذا نستخلص أن الإعلام بصورة عامة وشبكات التواصل الاجتماعي وبالذات الفيس بوك وتويتر والتلغرام والانستغرام أصبحوا مورد قوة وسلاح يعتمد عليه في حروب الأفكار والثقافات، فنجد البعض يستخدمه في تضليل الرأي العام لنشر الأخبار الكاذبة، والبعض يصنع من خلاله حالة من الإرباك في القيم وبالتالي التلاعب في خياراتنا ومواقفنا وقيمنا في الحياة.
وهنا اعتمدت أمريكا مبدأ الحرب الناعمة بوسائل متعددة كان أهمها الجانب الإعلامي، فعملت من خلال تلك القوة على تغيير القناعات والقيم وصناعة وتوجيه الرأي العام وأن تطلب الأمر تشتيته.
https://telegram.me/buratha