د. سيف الدين زمان الدراجي*||
· Counter-Terrorism Strategy
· مقالات في إستراتيجيات الأمن الوطني ومواجهة التحديات. الحلقة الخامسة
لايوجد تعريف رسمي للارهاب ولكن استناداً الى تعريف مكتب مكافحة الارهاب الذي أعتمدته الجمعية العامة بقرارها 71/291 والمؤرخ في 15 حزيران عام 2017
" فإنّ الإرهاب هو أيّ عمل أو فعل يُلحق العنف بالأفراد، ويسلب نعمة الأمن والأمان من الحياة المجتمعيّة في بلد ما، ويخلق أجواء من التوتر والخوف، وقد يكون هدفه سياسيّاً أو أيديولوجيّاً".
اما مكافحة الإرهاب ، فهي الممارسات والتكتيكات العسكرية والتقنيات والاستراتيجية التي تستخدمها الحكومة والجيش واجهزة فرض القانون ووكالات الاستخبارات والامن لمحاربة الإرهاب أو منعه. كما تشمل استراتيجيات مكافحة الإرهاب محاولات لمكافحة تمويل الإرهاب.
تعد المواجهة الأمنية إعلانا لخوض معارك متتالية مع التنظيمات الإرهابية وهي ضرورة أمنية تفرضها الأوضاع التي أفرزتها الجرائم الإرهابية، وتقع على عاتق الأجهزة الأمنية والأستخبارية المدنية والعسكرية مسؤولية كبرى في سبيل تحقيق ذلك، الا ان تنسيق الجهود وتوصيف الواجبات والمهام فضلاُ عن ايجاد خارطة عمل او ارضية تستند عليها الاجهزة المختلفة في مكافحتها للارهاب هو امر في غاية الاهمية. وهذه الارضية هي الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب.
لقد اعلنت الامم المتحدة إستراتيجيتها لمكافحة الإرهاب ولو امعنا النظر في بعض الاستراتيجيات الدولية كما في الاتحاد الاوروبي وبريطانيا و الولايات المتحدة لوجدنا انها ترتكز في مجملها على ما اقرته منظمة الامم المتحدة من تدابير، والتي يمكن تفصيلها وفقاً لما جاء في الاستراتيجيات اعلاه كما يلي:
•المنع: Prevent وهو منع الافراد من ان يكونوا ارهابيين او داعمين للارهاب.
•السعي Pursue: وهو العمل على ايقاف العمليات الارهابية
•الحماية Protect: وهي العمل على تعزيز الحماية على الافراد والمواقع المهمة ضد اي هجوم ارهابي.
•الاستعداد/ الاستجابة: /Prepare Respondمن اجل تخفيف تأتير اي عمل ارهابي وتقليل الخسائر.
من المتوقع أن يشهد دور الاستخبارات في مكافحة الإرهاب تناميًا مستمرًّا، استنادًا إلى تحول الإرهاب إلى تهديد قائم ومستمر ومتطور تبعًا لتطور المجتمعات، لاسيما في ضل التقدم التكنولوجي ووسائل الاتصال الحديثة. وعلى الرغم من الدور الكبير الذي تقوم به اجهزة الاستخبارات والنجاحات المتحققة، فلابد من الاشارة الى إشكالية التنسيق بين الأجهزة الاستخباراتية وأجهزة إنفاذ القانون والتي تُعد واحدة من أهم المعوقات التي حالت دون المواجهة الفاعلة للإرهاب في مواضع عدة، مماتسبب بأخفاقات كبيرة في وقت سابق. وقد نرى في الوقت ذاته اشكالية اخرى تشهدها معظم الاجهزة الاستخبارية وهي التنافس في الحصول على الفضل في تقديم المعلومة الاستخبارية – الامر الذي قد يعد حالة ايجابية – الا انه قد يتسبب بعض الاحيان بعرقلة الجهود التشاركية، وهو ما حصل قبيل تفجيرات أيلول عام 2011 حيث عده عدد من الباحثين إخفاقاً نتيجة لذلك بين وكالة الأستخبارات الأمريكية ال CIA و ألاجهزة المتخصصة الأخرى كالـ FBI.
إن التركيز على بناء القدرات والقابليات للاعمار الشابة دون 40 سنة في الأجهزة المتخصصة بشكل مستمر لمواكبة التطورات ، بالإضافة الى تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات على مستوى عالي من السرية والامان لنقلها ووصولها للمستلم النهائي، بالإضافة الى اهمية تبادل الخبرات وعقد اللقاءات التشاورية بشكل دوري، سيعزز من بلورة رؤى ذات أهمية كبرى لمواجهة هذا التحدي ورسم إستراتيجيات تتناسب وخطورته على أمن الأمة القومي والرفاهية وإلأستقرار. لما تقدم فأنه من الضروري العمل على موائمة كل متطلبات الأجهزة المختصة ضمن الاولويات التي تحددها إستراتيجيات الامن الوطني، لتمكين الحكومات من تخصيص الموارد بكفاءة اكبر وتركيز اعلى.
باحث في شؤون السياسة الخارجية والأمن الدولي. عضو الاكاديمية الملكية البريطانية لدراسات الدفاع.
https://telegram.me/buratha