خالد جاسم الفرطوسي ||
لا ريب أن نشاط المؤسسات غير الربحية متعدد ومتنوع، ولا نستطيع أن يكون طرحنا وأمثلتنا متناسباً مع الكل، وعليه سنجعل من المؤسسات الثقافية أو الإسلامية بشكل عام تقريباً مقصداً وبياناً في الأمثلة والقياسات، ومن ذلك نبدأ فيما يتعلق بالتبرير أو السبب الأول: (إن الموازنة المالية غير محددة فضلاً عن أنها غير ثابتة، بل أنها قد لا تتوفر إلا للموارد التشغيلية...).
عزيزي المدير، بلا أدنى ريب أن مقابل أغلب النشاطات أو الفعاليات الميدانية المدفوعة الثمن نشاطات وفعاليات ميدانية بالمجان، فما لا تستطيع إقامته من خلال الموارد المالية الباهضة الثمن أو المتوسطة الأجر، من الممكن أن تقوم به بالمجان أو بموارد مالية بسيطة.
وهذا يحتاج إلى مراجعة وتدقيق لعمل جرد سنوي بالنشاطات والبرامج الخاصة بالمؤسسة، والتي لا تتعدى في الغالب ما يلي:
(محاضرات، ندوات، محافل قرآنية، دورات تطويرية، مجالس، تبليغ خارج المؤسسة، ورشات عمل، زيارة للمراقد المقدسة وبعض الشخصيات المهمة، مسابقات، مؤتمرات ..).
هذه ونحوها يتطلب من كادر المؤسسة المعنية أو من فريق التخطيط تقسيمها إلى: (ذات ثمن باهض ومتوسط وقليل ومجاني)، فما لا نتمكن منه يحل محله ما نستطيع عمله بالتدريج من المقسم الرباعي المذكور، وبالتالي سنراعي الخطة المرسومة للمؤسسة ونراعي الجانب المالي لها، وسوف لن تكون مؤسستنا خالية من النشاطات والبرامج... وهذا أولاً.
أما ثانياً، فمن الممكن أن نوضحه بالتالي:
البرامج والنشاطات المذكورة، يتطلب من فريق التخطيط الخاص بالمؤسسة أن يعمل لها جرد في الأبواب والتفاصيل التي ستؤول إليها الأموال، وسنجد أنها ستكون بين دعم لوجستي ودعم فني، يعني مثلاً، الدورات التطويرية تحتاج لمدرب وضيافة وكراسات وصوتيات، والندوات تحتاج لمتخصصين في مجال ما ليتناولوا موضوع تخصصهم، والمحافل القرآنية تحتاج إلى قراء، ونحو ذلك، وهنا يفترض بالمؤسسة المعنية أن تعمل على التالي:
1. تطوير كوادرها ليقوموا ببعض من البرامج المذكورة، وهذا ما سيتحقق على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد، وهذا يستلزم التخصص، الذي يقع اختياره بالاشتراك بين مدير المؤسسة والفرد نفسه، فكل شخص أعرف بإمكانياته وما يمكن تطويره فيها.
2. العمل على تحسين العلاقات العامة لدى المؤسسة المعنية، لتحصل من خلال تلك العلاقات على من ينهض بها ممن لا يبحث عن الأرباح المادية من الشخصيات العامة أو المؤسسات الأخرى، وأقصد بذلك إلقاء المحاضرات والندوات والدورات والورش التدريبية وما إلى ذلك.
3. على المؤسسة المعنية أن تقتصد في دعمها اللوجستي بقدر ما تتمكن، لكي لا تضطر إلى إلغاء البرنامج كاملاً من أجل توفير الدعم اللوجستي، الذي هو وسيلة ثانوية في مقابل أداء التكليف وإحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بعكس ما نراه في بعض المؤسسات التي جعلت منه العامل الأساس بسبب انغماس العالم اليوم بالماديات واهتمامه بها، الأمر الذي جعل من الأساسيات تتحول لثانويات والعكس، وأنا أؤكد ثانية أنني لا أدعو لعدم الصرف المالي كلياً بل تقليله بعقلية وروح الإيمان والإخلاص والكفاءة وحُسن التدبير، وبهذا ما لا يدرك كله لا يترك جله.
من الممكن أن نقول أن ذلك هو البديل الأول لحل مشكلة عدم التخطيط في ظل قلة أو انعدام الموارد المالية.
يتبع في الحلقة التالية تكملة ما يتعلق بالسبب أو المبرر الأول..
https://telegram.me/buratha