خالد جاسم الفرطوسي||
· تتمة إرشادات مهمة للقراءة السريعة:
4- تجنب لفظ الكلمات:
وما نقصد به هنا هو لفظ الكلمات "ذهنيا" أثناء القراءة.
وتعد هذه العادة أسوأ عادات بطيئو القراءة وغالبيتهم يمارسونها ولكن بدرجات متفاوتة. إن ملازمة هذه العادة من شأنه أن يزيد الأمر سوءاً، ولكن اللجوء إليها في بعض الأحيان لقراءة بعض الكلمات الصعبة أمرٌ لا بأس به.
أما طريقة لفظ الكلمات "شفاهة" بتحريك الشفاه فهي أسوأ مراحل هذه العادة.
وربما يكون السبب في ذلك هو أن بداية تعلم الكلمات في المراحل الدراسية الأولى كان بنطقها بصوت عال بتشجيع من المدرسين وتصحب هذه العادة الكثير من الناس حتى سن متأخرة من العمر.
مثال ذلك، عندما يقرأ طالب في الثانوية أو الجامعة درساً للفصل فأنه يقرأه بصوتٍ عالٍ مما يزيد من تعزيز هذه العادة السلبية لدى الأشخاص.
وفي كلا الحالتين تعد هذه العادة عائقاً أساسياً يحول دون الإسراع في القراءة. وللتغلب على هذه العادة ولمضاعفة سرعة القراءة يجب النظر إلى الكلمات على أنها رموز بديهية تفهم بالنظر وليس بالقراءة (ذهنية كانت أم شفهية).
ويمكننا التغلب عليها من خلال ممارسة عادة النظر إلى الكلمات دون النطق بها.
تخيل وأنت تقرأ أنك تنظر إلى فيلما أو مسلسلاً تلفزيونياً لا تحتاج إلى تحريك الشفاه أو اللفظ الذهني للمشاهد (الكلمات في حالة القراءة).
وبعبارة أخرى حول الكلمات إلى صور أثناء المرور السريع عليها.
تقول كاثرن ردواي في كتابها كيف تصبح قارئاً سريعاً: "عندما تجتمع القراءة والتصور أو التخيل تصبحان السرعة والإدراك أعلى". وتضيف المؤلفة بخصوص التدريب على زيادة الإدراك أنه عندما ترى كلمة منزل تخيلها في عقلك منزلاً، فمع مرور الوقت وإتقانك التخيل الجيد سوف تصبح الكلمات مصورة و ملونة."
الآن واصل القراءة بالمدة المحددة سلفا مع تطبيق جميع ما قرأت.
5- استخدام جميع الحواس:
كلما استخدم القارئ أكبر عدد ممكن من حواسه كلما زادت نسبة التركيز لديه.
وتعتبر العين أهم حاسة لكونها الناقل الأول للحروف المكتوبة.
ويعتبر المرور السريع أحد أفضل طرق القراءة وذلك من خلال تمرير العين على الأسطر بسرعة معقولة لمحاولة فهم ما هو مكتوب في السطر من خلال "اللمحة السريعة".
ويفضل أن يصاحب هذا المرور عدم تحريك الرأس بشكل أفقي أثناء القراءة لأنها طريقة متعبة.
فلو افترضنا أن في الصفحة الواحدة ما يقارب ثلاثون سطراً لكتاب عدد صفحاته 500 صفحة فان رأس القارئ سيتحرك 15 ألف مرة! وشخصياً أراها كافية لأن تجرك إلى نوم عميق!
إذاً فالحل هو أن يكون الرأس مستقرا (لا يتحرك) ناظراً إلى منتصف الصفحة ومن ثمة النزول به عمودياً إلى أسفل الصفحة مع الحركة الأفقية المعقولة للعين لقراءة الأسطر كما ذكرنا.
تتمة الإرشادات في الحلقة القادمة بعونه تعالى.
https://telegram.me/buratha