خالد جاسم الفرطوسي ||
كثيرة هي الحجج التي يختلقها الملاحدة ولاسيما مدّعو الإلحاد الجديد، وقد ناقشنا الكثير منها في كتابنا الموسوم (وهن الإلحاد.. دروس موجزة)، ومن بين هذه الحجج الواهية أنهم لا يؤمنون بشيء وراء المادة، أي أن كل ما هو غير محسوس بالحواس الخمسة يعتبرونه غير موجود.
وقد استدل علمائنا الأعلام بالعديد من الأدلة التي تبين ضعف حجتهم هذه ووهنها، نعرض عليكم بعضاً منها، لنقوم بعدها بعرض استدلال غير ما هو مذكور في كتب العلماء الأفاضل، كنا قد استفدناه من بعض المطالعات والاستماع لبعض الحوارات.
كان من جملة ما تم الاستدلال به من قبل العلماء الأعلام لإبطال الحجة المذكورة هو:
إن الجاذبية لا نراها وكذلك الكهرباء والعقل والروح ...
إلا أن الماديين احتجوا على ذلك ببعض الاحتجاجات.
وكذلك تم الاستدلال في إبطال دعوى الملاحدة هذه بأن الحواس يمكن أن تخدعنا ومثلوا لذلك بأمثلة عديدة.
وما نريد أن نبينه بهذه المقالة المختصرة هو أنه يمكن أن نستدل في أبطال مايذهب إليه الملاحدة بطريق أوضح وأقرب.
فيمكن أن نسأل الملحد الأسئلة التالية:
- كيف تثبت لي أنك هو زيد (مثلاً) فأنت مجموعة من بلايين الخلايا تموت وتأتي غيرها، كيف خدعتك هذه الخلايا وقالت لك هذه البلايين أنك شخص واحد، وأنت تتكون من بلايين الخلايا، فكيف نطلق على هذه البلايين بمجموعها على أنها شخص واحد.. بينما هي مجموعات عديدة، هذا أن دل فإنما يدل على أن هناك شيء وراء المادة؟ ولماذا أنت زيد وليس مجموع هذه الخلايا، فأنت كما تدعي أنك ليس شيء آخر وراء المادة؟
- السؤال الاخر: كما هو ثابت علمياً أن العلم أثبت أنه كل ست إلى عشر سنوات تتغير كل الخلايا التي تعود للإنسان، أي الذرات التي بداخل الخلايا العصبية تموت وتأتي غيرها وليس نفس الخلايا، فكيف تثبت لي أنك زيد الذي ولد في سنة كذا وليس بإنسان جديد، على اعتبار انك مادة فقط؟!
وَمِمَّا تقدم يمكن أن نقول أن الإنسان جسد وروح؛ لا كما ينكر الملاحدة وجود الروح؛ والأمر الآخر الذي نستفيده هو أن هناك شيء وراء المادة وبالتالي ليس كل ما موجود هو المادة فقط.
https://telegram.me/buratha