خالد الفرطوسي||
لا يخفى على المتخصص والعامل في شتى أنواع المنظمات، أن من مهام المدير التي يمكن من خلالها تطوير مؤسسته بالتزامن مع المهام الأخرى المتفق عليها عند علماء الإدارة هي مهمة "التحفيز"، وهي لا تقل أهمية عن المهام الأخرى من قبيل التخطيط والتنظيم.
والتحفيز، يطلق على التحريك للأمام، وهو عبارة عن كل قول أو فعل أو إشارة تدفع الإنسان إلى سلوك أفضل أو تعمل على استمراره فيه.
والتحفيز ينمي الدافعية ويقود إليها، إلا أن التحفيز يأتي من الخارج فإن وجدت الدافعية من الداخل التقيا في المعنى، وإن عدمت صار التحفيز هو الحث من الآخرين على أن يقوم الفرد بالسلوك المطلوب.
ومن يطالع الكتب المختصة بالتحفيز سيجد المئات من الطرق المذكورة لكيفية تحفيز العاملين، وما ذلك إلا للأهمية البالغة له؛ أحد تلك الكتب كان عنوانه "١٥٠٠ طريقة لتحفيز العاملين" وغير ذلك الكثير، أما في هذه السطور القليلة فلن أذكر سوى طرق ثلاثة؛ أرى أنها الأساسية لكل طرق التحفيز الأخرى؛ أي أن كل ما يذكر دونها هو متفرع عنها، وعليه ينبغي الالتفات والتدقيق فيها، لغرض أن يتمكن المدراء والقادة من استنباط ما يمكن استنباطه منها لتطوير الموارد البشرية والمؤسسات التابعة لهم.
· الطريقة الأولى/ التحفيز عن طريق الخوف:
ومن الممكن أن يكون ذلك بأن يذكر المدير أو من ينوب عنه للعاملين في المؤسسة أن الأخطار تحيط بالمؤسسة وأن الوقت يداهمهم، وعليهم الأخذ بزمام الأمور والتمسك بأحسنها لننقذ المؤسسة، ونحو ذلك من عبارات ومعاني تصيبهم بالخوف على مؤسستهم الأمر الذي سينعكس عليهم سلباً، وربما أن البعض من المدراء يلجأ لتخويف العاملين بشكل مباشر دون المساس بالحديث عن المؤسسة.
وهذه طريقة تجدي في أول الأمر ثم لا تجد لها بريقًا بعد ذلك ولن تجدي ولن يكون من ورائها أي مردود إيجابي.
· الطريقة الثانية/ التحفيز عن طريق المكافآت والحوافز المادية:
وهذه الطريقة أيضاً تجدي في أول الأمر ولكنها لا تلبث إلا أن تخف حدتها ولا تجدي على المدى البعيد؛ لأن المنتسبين إذا اعتادوا على ذلك فلن يتحركوا إلا إذا كان هناك حافز مادي ومن الممكن أن يعطوا العمل على قدر ذلك الحافز المادي فقط.
· الطريقة الثالثة/ مخاطبة العقل بالإقناع:
بإقناعهم أن تطور المؤسسة يعود عليهم جميعاً بالنفع ويساهم في بناء مستقبل أفضل لهم، وهذه الطريقة مفيدة وذات تأثير مستمر وفاعل، ولكن يستحسن أن يكون متلازماً معها تطوير وبناء الذات للمنتسبين وإلا ستكون كما سبقها من طرق للتحفيز مع مرور الوقت، ولكن على المدى البعيد وليس كسابقاتها.
وعليه فعلى كل مدير وقائد أن يلتفتوا وينتبهوا جيداً لطرق التحفيز المذكورة آنفاً؛ وإن يجهدوا أنفسهم في أن يعملوا بأفضلها والتي في جزء منها بناء الإنسان أي الطريقة الثالثة، فكل من يريد أن يبني مؤسسة بل كل من يريد أن يبني أمة بل من يبني حضارة، إذا لم يبن الإنسان بناءً صالحاً؛ فلن تكون حضارته ولا أمته ولا مؤسسته صالحة، نعم من الممكن أن تنجح مؤقتاً ولكن المحافظة على ذلك النجاح سيكون صعباً بدون الالتفات إلى تطوير وبناء الإنسان بأي عنوان كان ذلك الإنسان ... منتسباً كان أم أباً أو أماً أو داعية ومبلغاً وغير ذلك من عناوين أخرى كلها قشور متعددة للب واحد جوهره الإنسان.
https://telegram.me/buratha