خالد الفرطوسي||
تتعدد الأساليب التي يمكن من خلالها أن نتغلب على التفكير السلبي وبالتالي يكون مؤداها تنمية التفكير الإيجابي.
وسنذكر هنا بعضاً من تلك الأساليب:
الأسلوب الأول/ التفكير الواعي: من خلال التفكير الواعي سنعمل على إيجاد واكتشاف ما هو إيجابي فيما نواجهه، والسؤال الآن هو: كيف يمكن أن يكون تفكيرنا واعياً ؟ وقبل ذلك ما هو التفكير الواعي ؟
يمكن أن نجمل في جواب السؤالين المذكورين بعض من الخطوات التي ستبين لنا المقصود مفهوماً لا اصطلاحاً فيما يتعلق بسؤالنا الثاني، وبخطوات موجزة لبيان وجواب سؤالنا الأول وكما يلي:
* سجل أفكارك على ورقة: فكم من فكرة تأتي وتذهب وفيها الكثير من الإيجابيات، حاول تسجيل ما يراودك من أفكار وليكن تسجيلاً صوتيا أو في سجل ملاحظات الهاتف أو في دفتر الملاحظات الورقي، المهم سجل أفكارك وعد إليها في وقت آخر أن كنت منشغلاً حينها، وحاول أن تجمعها لتكوّن منها أهدافاً ووسائل لتحقيقها، ستتغير حياتك كثيراً إذا ما عملت بذلك، نعم فذلك مقرون بالعمل لا بالأرشفة والحفظ في هاتفك أو دفتر ملاحظاتك، وكما نُقل عن أمير المؤمنين عليه السلام في ذلك قوله "العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل".
* تحدى ما هو سلبي واهرب من أفكارك السلبية التي تظهرك ضعيفاً وميؤس منه واقنع نفسك أنك قادر على العمل والإنجاز وأنك لست بالضعف الذى تظنه في نفسك: في هذه الخطوة ينبغي عليك أن تزيد من ثقتك بنفسك، ولكن بدون إفراط أو تفريط، فمن أهم السمات الشخصية التي تحدد حياتك وتوافقك مع ذاتك ومجتمعك، هي ثقتك بنفسك، فإنها مضافاً إلى أنها تعني تقبل القدرات التي منحها الله للفرد والرضا بها والتكيف معها والقدرة على مواجهة الظروف اليومية بكافة أنواعها بفاعلية أكثر، فهي تضيف للفرد إحساساً بالاعتزاز والافتخار بمهاراته وكفاءاته، ومن هذا الطريق ستبتعد عنك وساوسك وأفكارك السلبية.
* تحدى الأفكار السلبية بوعي: عندما تتحدى الأفكار السلبية بوعي سترى إذا كانت هذه الأفكار خاطئة تماماً أو فيها شيء من الخطأ وشيء من الصواب، إذا كانت خاطئة فبادر إلى اتخاذ الخطوات التي يمكن بها إصلاح ما هو خطأ فيها بأسرع ما تتمكن، فإن أي تأخير سيأخذك ويرحل بك إلى موطن الأفكار السلبية، حيث ستكون فرصة نجاتك فيها الكثير من الصعوبات، نعم (صعوبات) أي أنها ليست بالمستحيلة، بتعبير آخر أنك ممكن أن تنجو منها ولكن بشيء من الصعوبة.
* تأكد أن أفكارك السلبية هي التي تمنعك من تحقيق أهدافك وليس عيب في شخصك وأن السبب في الخطأ قد يكون قلة خبرة وأنك سوف تتغلب على ذلك باكتساب هذه الخبرة: يُحدث الإمام الصادق صلوات ربي وسلامه عليه بعضاً من أصحابه، فيقول لهم، كان النبي عيسى عليه السلام يُنهي حواريه عن فعل السوء، وأنا أنهيكم عن التفكر في السوء، فالتفكير بالسوء يقود إلى عمل السوء. فتمعن عزيزي القارئ وتفكر مع نفسك وعد بذاكرتك إلى الوراء قليلاً وليس بالكثير واحسب كم من مرة فكرت فيها سلباً وسوءاً، واعلم أنك بتفكيرك حيث أنت اليوم، وبتفكيرك حيث ستكون غداً.
* لا للإعمام في أي خطأ أو حادثة بسيطة على كل صفاتك: نعم أنك أخطأت في فعلك و لكن ليس معنى ذلك أنك فاشل، فهذا مجرد خطأ، ومن أخطائنا نتعلم، أنك أن أخطأت ولم تعتبر ولم تتعظ فسيتكرر خطأك وبالتالي يمكن أن تنتقل أخطائك هذه لكل صفاتك، ولكن بالاعتبار والاستفادة منها وتحويلها لدروس تتعظ وتستفد منها ستكبر في نفسك وتكن من المفلحين والناجحين.
* إذا تم تكليف شخص ما بعمل جديد فأنه في الغالب سيجد صعوبة في ذلك، أي في بداية عمله، وهذا أمر طبيعي وصحي، مما يعني أنه لا يجب علينا أن نبدأ بالتفكير والشك في قدراتنا وإمكانياتنا، فتحولنا أفكارنا إلى أننا فاشلون.. مؤكد أنك لست بفاشل في مثل تلك الحادثة، فالأمر بحاجة للدراسة لتكتسب الخبرة فيه، وبحاجة للممارسة لتعرف بواطنه وأسراره، وبالتالي فإن ذلك لا يتطلب منك سوى مراجعة يسيرة لخبراتك وتجاربك مع شيء من الممارسة القليلة لتكتشف أنك ماهر ومتمكن ومبدع، تذكر أن كل شيء في الأول غالباً ما يكون صعباً ومع مرور الوقت ستتقن ذلك الشيء، وما وجدته صعباً في البداية مع التمرين يصبح سهلاً بل وقد تصبح عبقرياً فيه، الأمر لا يتطلب سوى تفكير واعي لتنتقل من التفكير السلبي نحو التفكير الإيجابي.
وإلى أسلوب ثان من أساليب تنمية التفكير الإيجابي في الحلقة الرابعة القادمة بعون منه جل وعلا.
https://telegram.me/buratha