خالد الفرطوسي ||
هنالك سبعة مبادئ أن عملنا بها أو تحلينا بها فمن السهولة أن يكون تفكيرنا آنذاك إيجابياً، ومن هنا يتوجب علينا معرفتها لغرض أن نحسن التصرف وفقها.
هذه المبادئ السبعة نلخص بيانها بالشكل التالي:
1. المشاكل والمعاناة تتواجد فقط في الإدراك:
ليس الواقع سوى إدراك، فلو أردت تغيير واقع حياتك فابدأ بتغيير إدراكك، فلو غيرت إدراكك لمعنى مشكلة ما، وفكرت فيها على أنها هدية من الله جل وعلا، وفكرت في الحل وركزت على الاحتمالات والإمكانيات ستجد أن باب الأمل يُفتح أمامك، لذلك لا تدع إدراكك لأي تحد يؤثر عليك لأن هذا الإدراك ليس إلا برمجة سابقة من الممكن أن تكون خاطئة، فغير إدراكك تتغير حياتك لأن المشاكل والمعاناة تتواجد في الإدراك.
2. لن تتركك المشكلة في المكان الذي وجدتك فيه ستأخذك لأسوأ أو لأفضل:
ليس المهم ما يحدث لك، ولكن المهم هو ما الذي ستفعله بما سيحدث لك.
وهنا نجد الشخص السلبي يفقد التوازن فيفكر بطريقة سلبية وعاطفية ويركز انتباهه على المشكلة وعلى اسوأ احتمالاتها فيزداد شعوره السلبي فيتصرف في سلبية مما يؤدي إلى تعقيد المشكلة وبذلك تأخذه إلى مكان اسوأ مما كانت عليه.
أما الشخص الإيجابي فهو يضع انتباهه وتركيزه على تحليل الموقف بطريقة منطقية وبأحاسيس هادئة فيتعلم من المشكلة ويعدل من أسلوبه ثم يتصرف بإيجابية، وبذلك تأخذه المشكلة إلى مكان أفضل مما كان عليه.
فابدأ معي من اليوم ولا تلم الظروف ولا الناس ولا الحياة لأن ذلك سيجعلك تشعر بأحاسيس سلبية ويبعدك عن تحقيق أهدافك .
ضع كل انتباهك فيما تريد بقوة وإصرار وتوكل على الله سبحانه وتعالى.
3. لا تصبح أنت المشكلة.. أفصل بينك وبين المشكلة:
أنت عالم بقدراتك اللامحدودة التي أعطاها لك سبحانه وتعالى، ستستطيع جيداً أن تفصل بينك وبين المشكلة لأنك أكبر واقوى وأروع من أن تكون مشكلة.
4. تعلم من الماضي.. عش في الحاضر .. وخطط للمستقبل:
يقول أمير المؤمنين (ع): (ما مضى فات وما يأتي فأين... قم واغتنم الفرصة بين العدمين) وهذا يشير إلى ضرورة أن نتعلم من الماضي ونعيش في الحاضر بتخطيط للمستقبل ولا نقلق مما سيأتي.
5. هنالك حل لكل مشكلة:
عندما تتوكل على الله عز وجل حق التوكل وتضع كل إمكانياتك وقدراتك في الفعل، ستجد الحل لكل المشاكل مهما كانت صعبة (ومن يتوكل على الله فهو حسبه أن الله بالغ أمره).
6. التغيير من الداخل:
قال تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
ما من تغيير لكل إنسان إذا لم يبدأ من الداخل، بل حتى تغيير العالم لن يحصل ما لم يتغير الإنسان، حتى قال أحدهم حينما سألوه: كيف ومن أين نبدأ في تغيير العالم؟
فأجابهم بقوله: يبدأ تغيير العالم من تغيير الإنسان لنفسه، وفي بيان ذلك توسعة تخرجنا عن المقام، لكنها لا تخفى على اللبيب ذي الفهم.
7. لا يغلق الله سبحانه وتعالى باباً إلا ليفتح باباً أفضل منه:
أحياناً يغلق الله سبحانه وتعالى أمامنا باباً لكي يفتح لنا باباً آخر أفضل منه، ولكن معظم الناس يضعون تركيزهم ووقتهم وطاقتهم في النظر إلى الباب الذي أغلق، بدلاً من باب الأمل الذي أنفتح أمامه على مصراعيه.
إلى هنا نكون قد أنهينا بيان المبادئ السبعة للتفكير الإيجابي، وبعد هذا البيان الموجز فلننتقل إلى موضوعنا الآخر وهو: (كيف نفكر إيجابياً).
كيف نفكر إيجابياً:
القوة الثلاثية هي جذور الاتزان والتفكير الإيجابي في الحياة ولو نقص أحدهما يكون الإنسان عرضةً للتفكير السلبي، والقوة الثلاثية هذه تتكون من (القرار والاختيار والمسؤولية):
وأدناه بيان سريع لهذه القوة الثلاثية:
1. القرار:
من الممكن أننا لا نستطيع التحكم في الظروف أو المؤثرات الخارجية التي تحدث لنا ولكن تكون لدينا القدرة على أن نقرر كيف نتعامل مع هذه التحديات.
فيمكنك أن تركز على الحل أو على النقد واللوم والغضب.
وفي كلتا الحالتين القرار يرجع اليك أنت.
والآن دعني أسئلك:
أ. أهل أنت سعيد في عملك أو حياتك الشخصية؟
ب- ما هي علاقتك مع الله سبحانه وتعالى؟
ت-كيف حالتك الصحية؟ هل أنت راض عن وزنك وحالتك الصحية؟
ث-هل أنت راض عن حالتك المادية؟
إجابتك على هذه الأسئلة ليست إلا قرارات أتخذتها في الماضي وكانت السبب في حالتك ونتائجك اليوم سواء أدركت ذلك أم لا !!
2. الاختيار:
خلقنا الله سبحانه وتعالى مختارين قادرين على الطاعة أو المعصية.
فابدأ من اليوم واختر كل ما هو مفيد في حياتك وحينها ستجد إنك تسير حقاً في طريق الامتياز وتصل إلى الخطوة الاخيرة في القوة الثلاثية وهي المسؤولية.
3. المسؤولية:
من الممكن أن يكون الشخص على دراية بقراره واختياره، ولكن معظم الناس لا يتحملون المسؤولية.
والمسؤولية هنا لا تعني أن نشعر بإحباط وبأننا مسؤولون عن أخطاء الجميع، ولكن الغرض من المسؤولية هنا هو البعد عن اللوم والنقد والمقارنة وإدراك التحديات والاستفادة منها ثم التقدم إلى الأمام.
والآن جاء دورك في أن تتحمل المسؤولية كاملة مهما كانت الظروف أو التحديات بتوكل تام على الله سبحانه وتعالى.