خالد جاسم الفرطوسي||
*مجالات التغيير: *
لأجل أن ننطلق باتزان وانتظام، فأن هناك مجالات نرسم من خلالها أهدافنا ينبغي لمن يريد التغيير أن يسعى لتطويرها دائماً، هذه المجالات تنحصر بما يلي:
1. دينياً وسلوكياً.
2. الأسرة والمنزل.
3. اجتماعياً وثقافياً.
4. مالياً ومهنياً.
5. صحياً وجسدياً.
6. فكراً وتعليماً.
وعليه يفترض على كل من يريد التغيير أن يركز على المجالات المتقدمة الذكر، فيحدد ويضع الرسالة والرؤية والأهداف الخاصة بكل مجال منها.
ومن الضروري دراسة مجالات التغيير هذه بدقة وعمق وفق منهج ورؤية علمية صحيحة.
ومن أفضل أساليب دراسة هذه المجالات هو أن يقوم الشخص بتحليل واقعه وفق نموذج swat أو أي نموذج قد يراه مناسباً.
مضافاً إلى نموذج الأسئلة أدناه الذي من المفترض أن نستفيد منه في تحليل الواقع الشخصي بالتزامن مع نموذج swat:
1. من أكون؟
2. ما الذي أفعله الآن؟
3. هل أنا راض عن المستوى الذي وصلت إليه؟
4. هل يمكن أن أكون أفضل؟
5. ما الأشياء التي أجيدها؟
6. ما اهتماماتي في الحياة؟
7. ما الذي تعنيه الحياة الناجحة لي؟
8. ما القوى المعيقة في حياتي؟
9. ما الذي أريد أن أمتلكه/ أفعله/ أُصبح عليه في حياتي؟
10. ما مدى تحملي للمخاطر؟
11. ما الذي يجب عليَّ عمله لأزيل من حياتي ترسبات الماضي وسلبياته ؟
12. ما هي الإنجازات التي أرغب في تحقيقها وأتركها كأثر في حياتي؟
هذه الأسئلة وغيرها تتيح للفرد وتوفر له إمكانية التغيير، فإذا أقر الشخص أنه لم يكن راض عن مستواه الحالي في مجال من المجالات المذكورة، فأنه سيدرك حينها ضرورة التغيير، وكذلك إذا اكتشف أن باستطاعته تقديم الأفضل فلابد من التغيير، وكذلك الحال إذا فكر فيما سيتركه من إنجازات وعطاءات، فسيصبح لزاماً عليه حينها أن يسعى نحو التغيير، وهكذا يتوجب عليه طرح الأسئلة أعلاه في كل مجال من المجالات المذكورة تلك التي يسعى لإجراء عملية التغيير فيها.
أركان التغيير:
تختلف الدراسات التي تحدد أركان التغيير من فكر لآخر، فمنهم من يضيف عليها ومنهم من يدمج ويحذف مما سيأتي علينا بيانه منها.
ونحن بناءً على ما أطلعنا عليه وتدربنا عليه وما رأيناه عن تجربة وممارسة مع العديد ممن أشرفنا على إجراء عملية التغيير في حياتهم، توصلنا إلى أن في أركان التغيير الخمسة المذكورة أدناه كفاية وهداية لكل من يريد إجراء عملية تغيير ناجحة لبناء الذات:
1. تغيير الفكر والقناعات الشخصية (المبادئ والقيم):
إن الفكر الذي يقتنع ويسلم به الإنسان، ليس إلا مجموعة من الافكار والأخلاقيات والأفعال، يؤمن بها وتقوم أفعاله بناءً عليها، لذا فأن أول ركن يستلزم من صاحب التغيير الالتفات إليه هو تغيير الأفكار السيئة وتحديد القيم الأصيلة.
وعليه فقد بات من المسلمات أنه في إحداث أي تغيير لابد أن ينطلق التغيير باتجاه تعديل في القيم والمبادئ التي يحملها الإنسان في بُعديه الفردي والاجتماعي، ومن هنا نقول أن الدراسات الحديثة تؤكد أن القيم والمبادئ لابد من زرعها ولا يمكن تحققها بشكل وعضي فقط، والقيم هي أول ما تزرع عند الإنسان، وبحسب إحدى الدراسات فأن ما نسبته 90% يبدأ من سن الثالثة ويكتمل لغاية سن السابعة، ومن المؤكد أن اكتساب معظم تلك القيم وبالنسبة الأغلب سيكون من الوالدين والبيئة المحيطة بهِ.
فالطفل إلى سن الثالثة يعمل لديه العقل اللاواعي فقط، وبعد هذا السن يبدأ باستخدام العقل الواعي وهكذا إلى أول سبع سنوات حيث تتشكل لديه آنذاك القيم والمبادئ، فمثلاً إذا لم يكن لاحترام الوقت قيمة أو أهمية للوالدين وكانا يظهران ذلك أمام طفلهم، فحينها سينشأ وهو لا يمتلك هذه القيمة بنسبة معينة، وإذا كان الوالد يطلب من أبنه مثلاً إخبار صديقه الذي في الباب بأن والده غير موجود فحينها سينشأ الطفل ويتعود على الكذب، وبعدها سيتعجب الوالدان ويتسآلان عن كيفية اكتسابه لصفة الكذب وعدم احترامه للوقت وغيرها من القيم الصالحة، متجاهلين أن ذلك كان بسببهما، وهكذا يتبين كم هو مهم وحساس للطفل وللشاب وغيرهما اكتساب القيم الصالحة والالتزام بها.
فتحديد القيم والإيمان والالتزام بها ذو أهمية كبرى لأنها تحكم كل التغييرات.
وحيث يعيش الإنسان في طور حياته الأولية في إطار البيئة الداخلية المتكونة من الأسرة فهنا يأتي دور الوالدان في زرع القيم والمعتقدات وبعد تشكل شخصية الإنسان في حدود أسرته يأتي دور البيئة الخارجية في رسم وتعديل القيم بحسب نوعية البيئة الخارجية من أصدقاء وأقارب ودائرة معارف.
كما لا يفوتنا أن نذكر ما تقوم به اليوم المؤسسة الإعلامية في تجذير المعتقدات وتشكيل القيم وصناعة الرأي، حيث يعتبر الجانب الإعلامي من أخطر الجوانب التي يمكن لها من تغيير وتعديل القيم والمعتقدات.
وهنا يتبين لدينا أن إحداث التغيير في ذواتنا لابد أن يرتكز على ضرورة تغيير وتعديل قيمنا ومفاهيمنا التي نحملها وبالتالي تتغير نظرتنا للواقع، مع مراعاة زيادة الوعي والتزود من الجانب الثقافي لكل واحد منا، وحينها سنعمل في خطوة مهمة من خطوات أركان التغيير ألا وهي تغيير الفكر والقيم والمبادئ.
يتبع..
https://telegram.me/buratha