خالد جاسم الفرطوسي||
الذات في اللغة: ذات (أسم): الجمع (ذوات) أسم بمعنى صاحبة، مؤنث (ذو)، قال تعالى (والسماء ذات البروج) أي صاحبة البروج. (معجم المعاني الجامع).
· *قالوا عن الذات: *
أنها: اتجاهات الشخص ومشاعره عن نفسه.
وقالوا: إنها العمليات النفسية التي تحكم السلوك.
أما التعريف الأول: فخصوا به (موضوع الذات).
والتعريف الثاني: أرادوا به (عمل الذات).
وقد نقول عنها: هي معرفتك لقدراتك وإمكانياتك واستخدامك الأمثل لهذه القدرات والإمكانيات.
وهذا هو ما نقصده بقولنا: إن الطريق الأمثل للنجاح هو: إدارة الذات.
ونستطيع أن نقول عن الذات أيضاً أنها: مجموعة السلوكيات التي يعرف بها الفرد نفسه.
أو يمكن القول أنها: (فكرة الشخص عن نفسه كفرد)، فذات الإنسان هي كله بما فيه من صفات ومواد، بينما صفاته هي المعاني القائمة به من شجاعة وجمال وذكاء ونحوها.
نستخلص مما تقدم أن الذات هي النفس، فنقول مثلاً: (جاء زيد بنفسه) أي بذاته.
قال السيد السبزواري في ذلك: النفس في اللغة العربية هي الذات والشخص (مواهب الرحمن ج2 ص182).
فإذا قيل نفس الإنسان، فالمقصود هو الإنسان بجملته من الجسم والروح، وهذا المعنى هو الأكثر استخداماً في الآيات القرآنية، قال تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد) البقرة:207.
وأما النفس التي يراد معرفتها فهي البُعد الغيبي في الإنسان.
وقد وقع الخلاف في أن النفس أهي الروح أم غيرها؟
والمشهور، هو أن النفس مرادفة للروح، فإذا كانت الروح داخل الجسد سميت نفساً، وإذا خرجت منه سميت روحاً.
فهما من شيء واحد إلا أن ترادف الألفاظ لاختلاف الحالات، كالماء الذي له حقيقة واحدة إلا أنه إذا جمد صار ثلجاً، وهذا رأي بعض الفلاسفة.
وقد ذهب أصحاب هذا الرأي إلى أن كل ما ورد في القرآن الكريم من كلمة {روح. عقل. قلب} فالمقصود منه النفس.
· المسيرة التكاملية للنفس:
ترتقي النفس في سلم التكامل، من الحالة الأمارة، إلى الحالة اللوامة، إلى الحالة الملهمة، إلى الحالة المطمئنة.
وإليك بيان موجز لمراتب هذه المسيرة التكاملية للنفس في مراحل حياة الإنسان:
1. النفس الأمارة بالسوء: هي النفس الشهوية، وهي بطبعها تدعو إلى السوء والمنكر.
2. النفس اللوامة: هي أعلى درجة من النفس الأمارة بالسوء، فإذا وقع الإنسان في خطأ ذم نفسه وعاتبها ولامها.
3. النفس الملهمة: وفيها يكون الإنسان ملهماً بالخير والشر، أي أنه يشعر بقوة داخلية ترشده للخير وتردعه عن الشر. ورد عن رسول الله (ص): إذا أراد الله بعبد خيراً جعل له واعظاً من نفسه يأمره وينهاه.
4. النفس المطمئنة: في تلك الحال تنزل السكينة على الإنسان ويؤيد برحمة الله تعالى، بعد أن تقطع المراحل المتقدمة من حالات النفس.
· فوائد تزكية النفس:
معنى التزكية في اللغة هي: التطهير من الأخلاق الذميمة.
ورياضة النفس وتخليصها من الرذائل وتحليتها بالفضائل، انعكاس إيجابي ومفيد على الإنسان في حياته الدنيوية والأخروية، يمكن أن يعود إليه بالفوائد التالية:
1. الفلاح الدنيوي والاخروي، أي الظفر بالمطلوب.
2. الانتقال إلى العالم الأخروي من دون عذاب وألم.
3. التحلي بالأخلاق الحسنة.
4. بلوغ الدرجات العالية في الولاية والقرب من الله تعالى.
5. قبول الأعمال.
6. الصحة النفسية والجسدية.
7. التحكم في الانفعالات والمشاعر والعواطف.
8. التسديد والحكمة في الأفكار والأقوال والأفعال.
9. تفجير الطاقات الباطنية.
10. ظهور الإمكانيات الخارقة.
· مقومات تزكية النفس:
1. إيقاد الشعلة الداخلية (الرغبة المشتعلة).
2. تحديد الأهداف.
3. التخطيط.
4. المشارطة والمراقبة والمحاسبة.
5. التطبيق العملي.
6. الإسراع في التزكية.
7. العزم والإرادة.
8. المثابرة (المواظبة المستمرة بلا تردد ولا تكاسل ولا انقطاع).
9. التدرج.
10. السيطرة على التفكير.
11. اختيار الطعام وكميته.
12. الأعمال العبادية.
طرق تزكية النفس:
1. وعي الرذائل.
2. تحديد الرذائل.
3. البرمجة النفسية (التخلي).
4. التوبة والاستغفار.
5. التحلية بالفضائل.
في ختام هذه الحلقة أقول:
لنركب سوية قارب النجاة نحو ساحل تطوير الذات، لنتعرف في الحلقات القادمة على تعريف على كثير من المباحث والمطالب، والتي منها مؤشرات التغيير وأركان التغيير وخطوات التغيير ومراحله ومعوقاته وما إلى ذلك من مباحث مهمة ودقيقة.
https://telegram.me/buratha