محمد البدر ||
بعد فترة البابا ليو الثالث وبداية عُرف تنصيب الأباطرة بمباركة البابا بدأت مرحلة جديدة في تاريخ الفكر السياسي الغربي وشكلت الكنيسة مركز القوة الأبرز وهيمنت على كافة المجالات واصبحت الثقافة الأوروبية في تلك الفترة ثقافة كنسية.
وقامت الحروب الدينية بتوجيه وتحشيد من الكنيسة مثل الحروب الصليبية التي امتدت من (1095 م) إلى (1492 م) والتي حشد لها وأعلنها وباركها البابا أوربان الثاني (1035-1099 م).
وبعد إن سارت الكنيسة في علاقتها مع السلطة حسب (نظرية السيفين) أصبحت فيما بعد تجمع السفين بيدها (السلطة الدينية والدنيوية) وكان أبرز من نظّر لذلك هو الفيلسوف واللاهوتي جون سالسبري.
· جون سالسبري
ولد إنكلترا عام (1120 م) وتوفي فرنسا عام (1180).
اعتبر سالسبري إن السلطة الدينية لها الفوقية والنفوذ على السلطة الدنيوية وبذلك فإن السلطتين يجب أن تكون بيد الكنيسة وإن الحكام والملوك يجب أن يكونوا تحت سطوة ونفوذ الكنيسة التي هي من تمنحهم سلطتهم وتبارك حكمهم وتمنحهم الشرعية وإن الكنيسة يجب ان يكون بيدها (السيفين) وهي من تمنح السلطة لمن تشاء.
وقال إن على الحكام ان يتبعوا بحكمهم (القانون الإلهي) الذي ينبع من توجيهات الكنيسة وفكرها الديني.
كذلك نظّر وكتب عن (نظرية عضوية الدولة) والتي تعتبر إن الدولة مثل الكائن الحي حيث يمثل الجيش اليدين والعمال القدمين وهكذا.
جسدت أفكار سالسبري الثقافة السائدة في تلك الفترة ومتبنيات وأدبيات المجتمع الأوروبي وأدبيات ومتبنيات الكنيسة ورجال اللاهوت المسيحي اتجاه قضايا الدين والدولة والمجتمع تلك الأفكار و الأدبيات التي ستنتظم وتصبح لها فلسفة خاصة على يد الفيلسوف واللاهوتي (توما الاكويني).
https://telegram.me/buratha