محمد البدر ||
ولد القديس اوغسطين في الجزائر عام(354 م) وتوفي فيها عام (430 م) وينحدر من اصول أمازيغية والدته كانت مسيحية و والده وثني.
اعتنق الديانة المانوية ثم رجع للمسيحية بعد دراسته وتواجده في روما واطلاعه على المسيحية أكثر.
في عام 410 تعرضت روما للنهب وسقطت على يد القوط الغربيون لأول مرة في تاريخها فشكل ذلك صدمة للرومانيون الذين اعتبروا إن ظهور المسيحية وتعاليمها هي سبب سقوط مدينتهم.
تصدى القديس أوغسطين لهذا القول وكتب كتابه الشهير (مدينة الله) واعتبر ان هناك مدينة ليس فيها ظلم ولا حزن ولا معاناة ولا ألم وهي مثالية وهذه المدينة تتبع الدين المسيحي وهي في ملكوت الله واسماها (مملكة الله أو مدينة الله).
كذلك توجد مدينة فيها كل أنواع الشرور والمآسي والظلم والحروب وهذه هي الدنيا واسماها (مملكة الشيطان أو مدينة الشيطان) فطبيعي جداً ان تحصل الفوضى والسلب والنهب والفساد في هذه الدنيا فهي مملكة الشيطان.
أقر أوغسطين بالتمايز بين الدين والدولة لكنه دعى الأباطرة إلى السير على النهج المسيحي وأن يسيروا في خدمة المسيحية وتعاليمها وطلب منهم أن يكونوا تحت أمر البابا وان يكفوا عن استعباد الناس.
يرفض أوغسطين الثورة المسلحة ضد الحكام منعاً للفوضى ويرى إن مهمة الدولة حفظ مصلحة الناس حتى تظهر (مملكة الرب) أو مجيء سلطة الله وحكمه عبر ظهور المسيح المُخلص.
نظّرَ أوغسطين لقيام كنيسة عالمية يكون جميع المسيحيين تحت تعاليمها ويتبعونها.
وفي مجال الحكم والدولة قال إن إختيار الحاكم شأن دنيوي لا دخل للكنيسة فيه وهو يعود للناس لكن يجب توفر العدالة وتمكينها في مؤسسات الحكم.
https://telegram.me/buratha