محمد البدر ||
ولد الكاتب والخطيب والسياسي الروماني سينكا عام (4 ق.م) في قرطبة وتوفي في روما عام (65 م).
تدرج سينكا في الوظائف حتى أصبح وزيراً للمالية في الإمبراطورية الرومانية القديمة وعضواً في مجلس الشيوخ ومربياً ومستشاراً للإمبراطور الروماني الطاغية نيرون.
ينتمي سينكا للفلسفة الرواقية وهو بذلك يؤمن بالحرية والعدالة والمساواة بين البشر ونَظّر للقانون الطبيعي ولذلك كان ضد استعباد الناس.
وكان يميل لوجود السلطة الحاكمة حتى لو كانت ظالمة فهي أفضل من الفوضى وكان ضد اشراك عوام الناس في صنع القرار السياسي والحكم، ونظّر لمفهوم (الحاكم المستبد المستنير) ولو بطريقة متناثرة بين اعماله وآراءه وسبق بذلك فولتير (1694-1778) الذي يعد ابرز من نظّر لهذا المفهوم.
يعتقد سينكا بوجود عصر ذهبي عاش فيه البشر قبل ظهور السلطة وقال إن البشر في ذلك العصر لم يكونوا بحاجة إلى سلطة فقد كانوا متعايشين وفق القانون الطبيعي وليس هناك ظلم وتعدي وكانت حياتهم بسيطة وبمرور الوقت تعقدت الحياة وظهرت النزاعات والخلافات بين الأفراد ثم تشكلت المجاميع وبذلك اضطر البشر إلى وقف الخلافات بينهم عبر الاحتكام إلى مجموعة قواعد وبذلك ظهر لدينا القانون لإيقاف الخلافات والفوضى ومن ثم ظهرت السلطة ومفهوم الدولة والحاجة لظهور الدولة كما يرى سينكا هو وقف النزاعات فأتفق البشر وتنازلوا للسلطة من أجل حل النزاعات وهنا نجد بذور لنظرية (العقد الإجتماعي).
ـــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha