دراسات

تاريخ الفكر السياسي الفكر السياسي الغربي 6 / زينون الرواقي  


محمد البدر||

 

في الوقت الذي كانت تنظيرات المدرسة الابيقورية تنتشر في اليونان القديمة، ظهرت مدرسة فلسفية جديدة هي الضد النوعي أو المدرسة المعاكسة للأبيقورية.

هذه المدرسة هي المدرسة الرواقية.

تأسست الرواقية على يد الفيلسوف زينون وسميت بالرواقية نسبة الى رواق (ممر مسقوف) كان زينون يلقي فيه دروسه وتنظيراته الفلسفية على تلاميذه.

زينون

ولد زينون في جزيرة قبرص عام (334 ق.م) وتوفي في أثينا عام (262 ق.م) وأصله فينيقي من سوريا وليس يوناني.

جاء إلى أثينا من قبرص وكان غرضه التجارة لينتهي به المطاف من أشهر فلاسفتها و وصلت شهرته لدرجة ان الإمبراطور المقدوني (انتيكون) طلب منه أن يأتي إلى مقدونيا ليصبح الإمبراطور وبقية الشعب تلاميذ عنده.

ألف في شبابه أشهر كتبه (جمهورية الحكماء) والذي أودع فيه فلسفته السياسية.

وتقوم فلسفته السياسية على التنظير الآتي:

- تأسيس جمهورية يكون المواطن فيها مواطن لمجرد كونه حكيم وعارف بغض النظر عن جنسه وأصله وانتماءه.

- مجتمع هذه الجمهورية يحكمه القانون الطبيعي (العدالة، المساواة، الصدق، الحرية).

- عدم وجود المال لأنه مصدر الشرور ويكون التعامل بالتعاون والمبادلة.

- عدم وجود سلطة وقضاء لأن الكل حكماء.

- عدم الحاجة للسلطة والقضاة لأن الكل حكماء وبالتالي لاحاجة للسلطة والقضاء لعدم وجود من يسيء لتتم مقاضاته ومحاسبته فالمواطنين حكماء لا يتصارعون بينهم.

- الدين غير ضروري ويسبب تفرقة البشر واشترط عدم بناء معابد للآلهة.

- المساواة بين النساء والرجال.

- زواج الحكماء وانجاب للاطفال وتربيتهم وهو بذلك يرى عكس رأي أفلاطون في جمهوريته التي حرم فيها زواج الحكماء.

زينون طرح البدايات الأولى لمفهوم اللاسلطوية أو الأناركية التي نضجت أفكارها لاحقاً على يد الفيلسوف الإنكليزي (ويليام غودوين 1756-1636).

أثرت فلسفته وتعاليمه عن الأخلاق والقيم الإنسانية في البدايات الأولى للمسيحية في الغرب.  

عـاش فـي أثينا محترماً من قبل كل طبقات المجتمع وحين توفـي شيعه أهالي أثينا وكُتبَ على قبره (أثينا تقدس الأفكار حتى لو لم يكن صانعوها من أهلها).


ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك