عمار الجادر
للولوج لأقرب نقطة مهمة في واقعنا الحالي , علينا ان نقفز بالتأريخ قفزات كبيرة, ووفقا لما تناولناه في الحلقة السابقة قد تكللت المؤامرة اليهودية بخلق قطبين متناحرين وبالتأكيد فان احدهم فقط يمثل الاسلام المحمدي الصحيح, ولكي لا تنقطع عندك الخيوط, ان هذا الخرق او النجاح حدث في الفترة الانتقالية بين حكم الامويين الى حكم العباسيين وكانت فترة تنقسم الى:
- امة متذمرة من اسلام مدعى من قبل الامويين الذين سفكوا الدماء وانتهكوا كل حرمة للإنسان وهذه مادة دسمة لبروز خطوط ( الخط الديني المتطرف والخط الملحد ما يسمى بالزنادقة آنذاك والخط الغوغائي الجائع) جميع تلك الخطوط كانت بقيادة او اختراق اليهود من حيث التمويل والحث بغية الفوز بإحدى الحسنيين اما ابقاء الحكم الاموي او الضرب بالإسلام وانهاء فكره, لكن ايضا اصدموا بصخرة كبيرة وهي وجود خط ديني صحيح يشترك مع الناس بنفس الحيف الذي وقع عليها, وهو خط الامامية المتمثل بالامام الباقر وابنه الامام الصادق, تم التخلص من الاول باغتياله بالسم واتخذ الامام الصادق تقية مشددة للنهوض بواقع التحول من الامويين الى العباسيين.
- فترة ازدهار علمي خاضه الامام الصادق مع ثلة من اتباعه تكللت بفتح مدرسة للعلوم وكان الاسلام فيها رائدا بعلمه, ولكن هذه المدرسة لم تخلو من المندسين ومنهم انقسم الدين الى تلك المذاهب ( الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية) والغريب ان ائمة تلك المذاهب تخرجت من مدرسة الصادق واصبحت ندا له وهنا يتأكد مطلقا ان دخولهم لم يكن للعلم بل لضرب الصادق.
استمر النجاح اليهودي في الزمن العباسي الذي كان اول الغيث في تثبيت الاسرائيليات من كعب الاحبار في عهد عمر الى عهد العباسيين والتطرف الديني, ومنه عملوا على وضع الروايات المحرفة واعتمادها فيما يخص قضية خروج المهدي المنتظر, وقتل جميع العلماء الذين وصلوا لقمة العلوم ( الطبية والكيميائية والفيزيائية) بحجة الزندقة والتدخل بشؤون الرب وهي تهمة تطلق على المانوية ويقال ان هذا الدين اندثر ولازلت في شك منه اذ لا توجد اي دلالات واضحة عليه ولا نستبعد انها وضعت للنيل من مدرسة الائمة من ال محمد, المهم بالذكر ان تلك الحملات كبدت الامة خسارة كبيرة في علوم سبقت العالم بكل شيء بفضل الامام الصادق, وكل ما ينسب للغرب الان من تطور هو فيض من تلك العلوم التي ضيعتها غلمان بني العباس.
ان محور التشيع والعلم الجعفري كان يرتكز بقطبين فاعلين هما ( العراق, ايران), حيث كانت خراسان من المناطق التي ازدهرت بعلوم الائمة , وهذا ما جعل اليهود يتمحورون في هذين القطبين ففي العراق توسعوا من عهد المنصور الدوانيقي, وليست صدفة بان يكون مقتل الامام الصادق على يد هذا المجرم, كما ليست صدفة بان يكون ما يقال عنه رأس الجالوت له صلاحيات مهمة بالدولة, وليس صدفة ايضا ان تكون في بغداد مدينة علمية بعهد اسلامي كما يقال ويبرع فيها اليهود!! بينما جميع الاخبار تقول ان اغتيال الامام الصادق بالسم كان بعد مناظرة له في ديوان المنصور اجتمع فيها رأس كل دين ومن المحزن ان الامام الصادق كان لوحده لا يسمى بديانة معينة, حيث كان ابو حنيفة في الطرف الثاني يمثل المسلمين, المهم هو بيان بان الامام الصادق كان يمثل فعليا دين الاسلام وعلمه, فحدثت مناظرة له مع رأس الجالوت اليهودي حيث افحمهم جميعا وعراهم مما يدعون فيه, فكانت المصادفة انه شعر بالمرض في يومها وقتل مسموما!!
هذا يؤكد ان العلم الاسلامي كان الاول في العالم, لكن قتل العلماء الذين تخرجوا من مدرسة الائمة ادى الى ذهاب تراثهم لليهود وساهم في نهضتهم الشيطانية التي تسارعت في الانتشار بين المجتمع العراقي والايراني, وكانت الموارد المالية اهم متطلعاتهم في الدول رغم انها كانت ربوية محرمة لدى المسلمين.
لا نستطيع ان نقفز كثيرا في هذه الحلقة لكي لا تتشتت الافكار لكن جل طلبي منك ايها القارئ الكريم تابع تأريخ اليهود من العصر العباسي الى العصر الحديث, لتكون متهيأ للحلقة القادمة التي تحمل لك مفاجئات كبيرة فكن معنا في....
المـــــــــــؤامـــــــــــــرة الكـــــــــــــبــــرى
https://telegram.me/buratha