حسن وهب علي
بسم الله الرحمن الرحيم
( ولنبلونكم بشئ من الخوف و الجوع و نقص من الأموال والأنفس والثمرات )
ومهما يكن هذا الفايروس له نتائج بقدر الاهتمام العالمي به ويؤثر على كافة الفعاليات البشرية (بعد أن وصل العلم البشري إلى مراحل متقدمة وغزوه الفضاء والوصول إلى القمر ومحاولة اكتشاف الكواكب الأخرى وفك شفرة جينات الكائنات وكشف قسما من أسرار البحار والطبيعة وظنه ان له قدرة خارقة) لم لهذا الفيروس من خطورة في الدول والمجتمعات الإنسانية وبقدر ماله من سلبيات من بعض الجهات له ايجابيات من جهات اخرى فلذا نحاول ان نذكر قسم منها:
١- قد كتب الكثيرون عن فايروس كورونا في شتى مجالات الأبحاث وأخذ هذا الفايروس قصب السبق في كل المنتديات والمحافل و المؤتمرات ( عن طريق الاتصالات الرقمية) وأصبح الشغل الشاغل للعالم منذ أن أعلن الصين عن هذا الفايروس.
٢- رفع الغشاوة والضبابية عن الناس بحيث أصبح القدر الكافي من اليقين أمام الجميع من ملحدين وعلمانيين والمستهترين بالقيم الدينية والأخلاقية أن لا ملجأ إلا الله بحيث أصبح الكثيرون ينشدون الخلاص بالتوسل إلى من يرون لديه ارتباط بالله بحيث أن هذه الأشهر القليلة أوضح للعالم مدى عظمة الله عز وجل بحيث أن تصريحات القادة وصلت إلى حد قولهم ( أن حلول الأرض انتهت و بقيت حلول السماء ) وسمحت برفع الأذان في المساجد وتغيرت النظرة إلى قوة الله الواحد الأحد والرسالات والأديان السماوية و معرفة المستكبرين والسلاطين وأصحاب رؤوس الاموال مدى ضألة قيمتهم أمام جبار السماوات والارض.
٣- تيقن الكثيرين من مراكز الدراسات الاجنبية و أصحاب الفكر إلى وجود المنقذ والمخلص والإمام الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا بمختلف مشاربهم حتى أن بعضهم شخصه بالامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه.
٤- كان قد حذر علماء البيئة قبل سنة ٢٠٢٠ إلى احتمالية زيادة معدل درجة حرارة الكوكب ب ١،٥درجة مئوية عن ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية ولكن بعد كورونا وضعف النشاط البشري إذ توقفت أغلب المصانع عن العمل وجثمت الطائرات على ارضية المطارات وركنت العجلات في المرائب والساحات والشوارع مما ادى إلى التقليل من انبعاث الغازات في الجو و نجم عن ذلك قلة تلوث الهواء إذ لوحظ عودة الطيور إلى مواطنها وقلة الثلوت في الماء والأهم من ذلك زيادة سرعة التئام ثقب الأوزون في منطقة القطب الجنوبي.
٥- يتم تغيير أغلب العادات الاجتماعية والاقتصادية والصحية في كثير من دول العالم و تعيد الأسر بناء نفسها و تغيير السلوك المجتمعي من مأكل ومشرب والنظافة الشخصية من غسل و استخلاء أجلكم الله.
٦- ظهرت حقيقة الأنظمة الرأسمالية على حقيقتها والتي كانت تختبئ خلف الإعلام الزائف وبمجرد حدوث الطارئ بان الخلل الاجتماعي من قتل ونهب وشجار للحصول على الاحتياجات اليومية فضلا عن تنصل الدول عن التزاماتها بل و سرقة احتياجات بعضهم البعض الآخر والانكى من ذلك اللجوء إلى قانون الحروب في مجال الصحة والى قانون الانتخاب الطبيعي أي البقاء للاقوى أي قانون الغاب وهذا يعني العمل على موت الضعفاء وكبار السن و طالما كانوا يتدخلون بأوضاع البلدان تحت عنوان حماية حقوق الإنسان.
٧- تفاعل أزمة الثقة بين الحكومات المختلفة و مواطنيه والمقيمين في تلك البلدان وان التعايش الذي كان موجودا في ظل قوة إرهاب القانون أصبح مفقودا بمجرد أن ضعفت اوغابت قوة القانون لفترة معينة وظهرت هشاشة النظم الاجتماعية من خلال المرئيات و المسموعات وخاصة في المدن الكبيرة وان الحياة في الأرياف أكثر استقرارا وافضل معيشة وأنبل اخلاقا.
٨- تضعضع النظام الدولي وانتهاء مرحلة القطب الواحد بظهور أكثر من قطب وعلى رأسها الصين لأسباب كثيرة ومراوغة أميركا وحلفائها لتجنب كثير من الحوادث ولكن تخليهم عن العنجهية ونزف ثروات الشعوب لا تنتهي ولا تقبل التخلي عن ذلك إلا أن تورط العالم بفتنة اكبر مشابهة للحروب العالمية ولكن بشكل أقسى... كما كنا قد كتبنا ذلك في سلسلة مقالاتنا السابقة الاوضاع العالمية والتحديات.
٩- مناشدات ومطالبات بضرورة وقف الحروب والعنف المشتعلة في العالم .
١٠- ظهور التكافل الاجتماعي في بعض البلدان وعلى رأسها العراق بفضل توجيه سماحة السيد السيستاني رضوان الله عليه وكذلك زيادة التبرعات من أصحاب رؤوس الأموال وأصحاب الشأن وزيادة إنتاج المضادات ضد فيروس كورونا ووسائل الوقاية ومساعدة بعض الدول للدول الأكثر تضررا بعد أن أراد ترامب شيطنة المجتمع العالمي بانسحابه من الكثير من الاتفاقيات الدولية كالاتفاقية النووية مع إيران والحد من الصواريخ مع روسيا وقطع المساعدات عن منظمات دولية وعن الأونروا وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين و اشعاله للحروب و عمله الجاد مع بعض الدول الاوربية وإسرائيل والمحور العربي المساند لصفقة القرن لإنهاء قضية فلسطين.
١١...ما يساعد على تعجيل نزول أميركا من عرش قمة العالم هو المديونية الكبيرة والعجز في ميزان المدفوعات وخاصة بعدم وجود غطاء للدولار الأميركية بعد أن تنصل نيكسون عن ذلك في سبعينيات القرن الماضي عن التزامه تجاه العالم بشأن الدولار وكذلك زيادة إصدار العملة الورقية بالتريولنات من دون غطاء بالاعتماد على قوة الصناعة والاقتصاد وفي حالة تراجع النشاط الصناعي والتجاري والاقتصادي أمام الصين تضعف،كل مقومات أميركا...
١٢... قوله عز من قائل ( ما اصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم و يعفوا عن كثير ) ومن نتائج مرض كورونا هو أبعاد الناس من أحب الاماكن المقدسة والمحبية للناس الكعبة المعظمة والمسجد النبوي الشريف وقبر الرسول ومراقد الأئمة الأطهار وإقامة الصلوات الجماعية في المساجد والحسينيات والتجمعات الإنسانية المحبوبة والمذمومة وما على طريق الله أم على منهاج الشيطان.....
١٣....هنالك الكثير من القادة والمفكرين والكتاب وعلى رأسهم السيد الخامنئي والسيد نصرالله بأن العالم ما بعد كورونا ليس ما قبل كورونا وهذا هو الاكيد نقلا وعقلا وفعلا ولكن بعد أن ترى العالم الاهوال...حيث قال ( نحن امام معركة انسانية بالكامل وعلينا ان نخوضها بروح انسانية بالكامل) و من الذين قالوا أيضا ثعلب السياسة الأمريكية هنري كيسنجر اليهودي وزير الخارجية الأمريكية سابقا( النظام العالمي سيتغير إلى الابد) والاقتصادي طلال ابو غزالة... نحن مقبلون على حرب كبيرة وقول استاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد( تحول النفوذ والسلطة من الغرب إلى الشرق) وقول المدير التنفيذي للمعهد الملكي للشؤون الدولية في بريطانيا) جائزة كورونا أصبحت القشة التي قصمت ظهر العولمة) وقال مدير المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية( أن عالم مابعد كورونا لن تشهد زعامة الولايات المتحدة) وهكذا إلى أن نرى نهاية الحقبة الاستعمارية الاستكبارية الصهيو أمريكية نسأل لكل المستضعفين الا من والامان ونرجوا ظهور منذ البشرية عاجلا غير آجل وجعلنا من أصحابه وأعوانه والمستشهدين بين يديه ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين..
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha