علي عبد سلمان
يعود استخدام الحرب النفسية إلى أقدم العصور منذ وجد الصراع البشري وهنالك في التاريخ أمثلة متعددة لعبة فيها دورا حاسما في إحراز النصر وكان أبرزها (حرب جنكيز خان ,إمبراطور منغولي 1162-122) التي استخدم بها الجواسيس والوكلاء بصفة تجار يقومون ببث الروايات المتضرعة حول دموية جيشه مستهدفا إثارة الرعب والهلع في صفوف أعدائه. وكما أطلق الجنرال الفرنسي بعض كلمات إثناء تقدم الجيش الإسلامي بقيادة عبد الرحمن الغافقي قرب نهر اللوار بفرنسا بواسطة عملائه تقول (أن الغنائم التي جمعها المسلمون واحتفظوا بها في خيامهم قد سرقت)ما أن وصلت مسامع الجند حتى انفضوا من المعركة إلى الخيام وعندها ألحقت بهم الهزيمة .
فلقد ذكر أخيرا بان الكتل المتصارعة أدخلت خلال الفترة الماضية في ميدان الحرب النفسية يستهدف عقيدة الإفراد يعرف بأنه (الفن الذي يؤمن استئصال عقيدة الشخص وجعله يتنازل عنها كليا مهما كانت قوة رسوخها فيه وزرع عقيدة جديدة في رأسه غالبا ما تكون مناقضة لمعتقده الأصلي وسميت هذه العملية بغسيل الدماغ )BRAI Washing وهناك مثال على ذالك:-حصل المدعو جورج بليك المنسوب إلى البعثة التي أوفدتها الاستخبارات البريطانية إلى كوريا والذي وقع أسير حيث اختفى بضع سنوات وجرى خلالها إلى انتزاع معظم المعلومات عن نشأة وكالات التجسس البريطانية العاملة في أوربا وبعد ذالك غسل دماغه وأعيد إلى وطنه بشكل جاسوس مدرب يعمل لحساب روسيا بمنتهى التفاني والإخلاص .....
تعريف الحرب النفسية :-
هي حالة قتال مسلح جدي أو نفسي أو كليهما بين مجموعة بشرية تنطوي عليها تحقيق أهداف معنية بالعنف وهي في حياة الشعوب مصير خطير ذو أهمية بالغة فأما أن يوصلها إلى عاقبة من الانتصار والسعادة .أو يزجها في ظلام من شقاء والهزيمة .
تهدف إلى الحرب النفسية إلى تحقيق مكاسب عسكرية بأقل ما يمكن من الجهد ولتامين ذالك ينبغي انجاز مايلي .
1- القيام بحملة مضاعفة بأسلوب الجزم واليقين لزرع بذور عدم الثقة لدى العدو في قيادته وأسلحته ومعداته .
2- خلق حالة من الارتباك لدى العدو بتأكيد عدم صحة وأهدافه في الحرب وبث الشك في حصوله على النصر.
3- زيادة شقة الخلاف بين الحكومة والعدو وشعبها ودعم الحركات السياسية المقاومة له وتشجيعها .
4- غرس بذور الفرقة بين العدو وحلفائه لتثمر إلى حرمانه من التعاون الاقتصادي والسياسي معهم .
1- الحرب النفسية السوقية
تستخدم كجزء متتم للسوق .وتوجه عادة إلى جميع المناطق الموجودة تحت سيطرة العدو لإضافة معنويات جيشا وشعبا وتقوية معنويات العناصر الصديقة والموالية .
2-الحرب النفسية التعبوية
تستخدم ضد جيش العدو على جبهات القتال بقصد إضعاف معنوياته. وتهدف إلى تسهيل احتلال المدن وتفتيت دعايات العدو والتحصين ضدها وتبرير الأهداف التي نجمت الحرب عنها .
3-الحرب النفسية المعززة للمعنويات
وتوجه نحو مكان المدنيين الموجودين خلف خطوط الجبهة وهي لحماية خطوط المواصلات والسيطرة على ألاجئين والأسرى ونقلهم والرد على فعاليات الحرب النفسية
إشكال الحرب النفسية :-
1- حركات بيضاء (علنية )أو المباشرة
2- حركات رمادية (غير علنية )غير مباشرة
3- الحركات السوداء (السرية ) هي الحركات التي لا يمكن تجلية مصادر معلوماتها ,بل تظهر فيها المعلومات من مصادر قد غشيها كثير من الغموض وتبرز وكأنها مصادر من مصدر غير مصدرها الحقيقي المتخفي كاستخدام محطات الإذاعة السرية التي تدعي انها تذيع من داخل ارض العدو وناشره معلومات مستقاة من تنظيمات موجودة داخل ارض العدو وتنشر معلومات تخشى الحكومة نشره وتسمى بالحمراء
الإشاعة:
ليس من السهل وضع تعريف دقيق لمعنى الإشاعة لأنها تحمل معاني متعددة الإغراض ,وهذه التعريفات وان اختلفت في صياغتها ومصدرها ولكنها تعطي معنى واحد .
حيث يعرف كل من (كولدالبورت –وليبون ستمان)تعريف الإشاعة في كتابهما سيكولوجية الإشاعة بأنها اصطلاح يطلق على رأي موضوعي معين مطروح كي يؤمن به من يسمعه وهي تنتقل من شخص الأخر عن طريق الكلمة الشفهية دون أن تطلب مستوى البرهان اوالدليل وعرفها الدكتور (مختار التهنامي)في كتاب (الرأي العام والحرب النفسية ) بأنها الترويج لخبر مختلق لا أساس له من الواقع أو تعتمد بالمبالغة آو التهويل آو التشويهفي سرد خبر فيه جانب ضئيل من الصحة والحقيقة أو إضافة معلومات كاذبة مشوهة للخبر أو تفسير خبر صحيح والتعليق عليه بأسلوب مغاير للحقيقة .أو تعريف أخر الإشاعة عبارة عن تداول خبر غير معروف مصدره وهناك إشاعات بقصد معرفة الحقيقة ويستخدم هذا بقصد الوصول إلى الحقيقة والحصول على معلومات ونتائج من خلالها .وتصنف الشائعات إلى
1- الإشاعات الزاحفة : وهي التي تروج ببطء وتناقلها الناس بطريقة سرية إلى أخر المطاف .
2- الإشاعات العنيفة: هي التي تتصف بالعنف وتطفح بالانتشار سريعا بوقت قصير
3- الإشاعات الضائعة :هي التي تروج لها لتظهر في بادئ الأمر ,ثم تختفي لتعود للظهور مرة آخرة حالما تتوفر الظروف الملائمة لظهورها وهناك تصنيف يستند على الدوافع النفسية
1-أ الكراهية والحقد :وهي تربك الرأي العام وتهيئ حالة من الاضطرابات الممزوجة بالكراهية كا (الطائفية والقومية)
2-ب الرغبة أو الأمل :وهي فيها نوع من الخوف التي يرجو فيها ناشرها أن تكون حقيقة
3-ج الخوف : وهي التي تشيع الذعر والخوف وعدم الثقة وبث روح الانهزامية .
ويمكن أن نصنف الإشاعات من حيث
1- السوداء :وهي ذات طابع تشاؤمي وتنتشر بسرعة
2- البيضاء :وهي اقل سرعة
وكما الإشاعات تختلف من حيث طبيعتها
1- الفردية
2- الجماعية
3- المجتمعية
وهناك تصنيف أخر حسب المكان
1-المحلية
2-القومية
3-الدولية
الرأي العام والشائعات
الشائعات يمكن تعكس تحركات الرأي العام ومستوى النضج الذي وصل إليه , والشائعات في نهاية مطافها تخلق رأي عام نوعي مالم يكن موجود من قبل حول موضوع معين .فالشائعات وهي في المراحل الأولى لتستطيع أن تشكل رأيا عام شامل أو نسبيا .وبالرغم من أثارها المحطمة ,فأنها أداة ناجحة لقياس درجة نضج الرأي العام وهي محصلة تشكيلية وعرض مظاهر رضا وغضب حول ظاهرة معينة أو موضوع بالذات .فالرأي العام شديد الحساسية للشائعات التي وصلت في ذيوعها وانتشارها الجماهيري جدا يجعل لها اثر كبير في الاهتمامات .وهناك (ارتباط موضوع الشائعة بجانب هام في حياة الجماهير دون أن تستطيع هذه الجماهير التعبير عنه عن طرق أساليب التواصل المألوفة إما نتيجة لعدم سريان الاتصال من القاعدة إلى القمة بأي صورة من الصور وأما لعدم توفير إمكانيات. ومن طبيعة الشائعات من النوع الذي يفوت على أجهزة الأعلام أو الوحدات الجماهيرية إدراك حقيقتها كشائعة مما يدفع إلى اجتياز الحواجز الجماعية الضيقة ويمكنها من أن تشكل رأي عام أو التأثير بالرأي العام )
عناصر الشائعة
1- عنصر المباغتة أو المفاجئة التي تسلكها الشائعة
2- عنصر الدهاء والتخفي ألذي تتخذه
3- المواقع الضعيفة التي تنطلق منها ودوافع اختيارها
4- القاعدة التي ارتكزت عليها كمقوم الدلالة على صحتها
مسؤولية الأعلام في مواجهة الشائعة
هي مسؤولية أخلاقية وتربوية قبل أن تكون مجرد أداة لتواصل المعلومات عبر الجماهير ,وعندها تصبح كافة أدوات الأعلام قادرة على التواصل الجيد للمعلومات تتزايد ثقة الجماهير فيها تستطيع تعبئة وتوجيه الجماهير بشكل سليم والذي ينهي مجالات تفريغ الشائعات ويمكن أن نميز الشائعات عن الحقيقة من خلال
1-الجمع :- إي نجمع المعلومات
2-تقويم المعلومات :- ويتم ذالك عن طريق تحليل المعلومات التي تجمعها
https://telegram.me/buratha
