دراسات

عقيدة التمكين

3911 2018-11-27

حيدر السراي 

 


ما هو التمكين : هو مصطلح قراني اساسا ، ويمكن ملاحظته في كل الايات الشريفة التي ترتبط بالوعد الالهي لظهور المولى ارواحنا لتراب مقدمه الفدا قال تعالى : ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون.
يمكن تعريف التمكين بأنه توفير القدرة والامكانات لدى المؤمنين وسلبها من معسكر الكفر والنفاق ، فكلما توفرت الامكانات لدى المعسكر الالهي ضعفت امكانات معسكر الضلال والعكس صحيح ايضا ، ولذلك فالتمكين من خلال هذا التعريف يصبح هدفا مقدسا وضرورة قصوى للحكومة المهدوية القادمة قريبا ان شاء الله تعالى.
ما هو هدف مشروع التمكين؟
لا شك ان احد اهم اهداف الرسالات السماوية هو تحقيق العدل والامن وجمع الناس على كلمة واحدة هي كلمة التوحيد والولاية لاولياء الله سبحانه وتعالى ، وهذه الاهداف جعلها الله سبحانه وتعالى مسؤولية اوليائه الصالحين وهم الانبياء والائمة عليهم السلام ، لا ريب ايضا ان هذه الاهداف تحتاج الى امكانات بشرية ومادية ، فهي تحتاج الى الجماهير الحاملة والمناصرة وهي تحتاج الى الامكانات المادية لتقوية هذا الجمهور وعدم تركه لقمة سائغة للمعسكر الشيطاني ، وهي تحتاج للامكانات العسكرية التي تقف بوجه اسقاط مشروع السماء وتحاول تصفية القادة ، الا تتأملون في حديث الرسول الاعظم صلى الله عليه واله حول قيام الاسلام بسيف علي ومال خديجة ، فمال خديجة كان هو القدرة المالية التي مكنت النبي صلى الله عليه واله من نشر الدعوة ، وسيف علي عليه السلام كان القدرة العسكرية التي دافعت عن رسالة السماء ، وكلما تمكنا من تمكين المؤمنين وتطوير قدراتهم في كل زمان واستطعنا ان نشركهم في صنع القرار كلما اصبح المعسكر الشيطاني اضعف ، وتقدمنا خطوة نحو تحقيق الوعد الالهي ، ومن هذا المنطلق يصبح واضحا لماذا سيكون ظهور الامام المهدي عليه السلام بعد احداث هزيمة السفياني مباشرة حيث ان التمكين والقدرة الشيعية تصل الى اعلى المستويات بوجود جيشي اليماني والخراساني.
هل التمكين هدف مؤجل حتى موعد القيام المهدوي؟
التمكين للمؤمنين في الارض كل الارض هو وعد الهي سيتحقق شاء من شاء وابى من ابى ، وكما انه وعد فهو تكليف لا يختص بزمن دون زمن ، وليس بمقدور مؤمن التنصل عن هذا التكليف ، ففي تراثنا الروائي وعند النظر بعين التأمل سنجد الكثير والكثير مما يحتاج التوقف عنده في قضية التمكين ، وفي تقديري ان التمكين هدف بدأ مع بعثة النبي الاكرم صلى الله عليه واله وهو مشروع ينمو ويتكامل حتى يصل الى ذروته مع التمكين الالهي للمؤمنين على يدي صاحب الامر ارواحنا لتراب مقدمه الفدا ، ولذلك على كل مؤمن منتظر لصاحب الزمان ان يستعد لعمل شئ ما ولو كان بسيطا جدا من اجل تحقيق هدف التمكين للمعسكر الالهي في الارض
كيف نحقق مشروع التمكين ؟
التمكين لا يتوقف عند محور واحد من محاور الحياة ، فمشروع بحجم مشروع دولة العدل الالهي الذي يقيمه الامام يحتاج الى تمكين المؤمنين في كل المجالات :
التمكين في الحكم كما في انتصار الثورة الاسلامية ، والقيادة المرجعية في العراق ، التمكين العسكري كما في تشكيل اذرع المقاومة الاسلامية في العراق ولبنان واليمن وسوريا الخ ، التمكين المادي والمتمثل في تقوية امكانات المؤمنين المادية عن طريق تمكينهم من الوظائف الحكومية ، التمكين العلمي والمتمثل في تطوير المستوى المعرفي والعلمي والاكاديمي للمؤمنين الخ 
مجالات التمكين لا حدود لها ويمكن لأي منا ان ينخرط في اي جهد يمكن المؤمنين من تقوية انفسهم وامكاناتهم 
وكلما ازداد المؤمنون مكنة وقدرة سترون ان معسكر الاستكبار سيضعف ويتلاشى وينتهي ويسقط ، وسيتحقق ذلك باجلى صوره مع انتصار الثورة المهدوية المباركة ان شاء الله تعالى
كيف يحارب المعسكر المعادي مشروع التمكين؟
من الواضح ان التمكين بهذا التفصيل الذي تحدثنا عنه خطر وجودي على معسكر الاستكبار ، ولذلك وكما ان لدى القيادة الايمانية مشروع فللعدو مشروع مضاد ايضا ، وتختلف وسائل العدو في هذا المجال من بلد الى بلد ومن حالة الى حالة ، ففي اليمن هم يعملون من اجل اسقاط التمكين عن طريق القوة والضربات العسكرية المباشرة ، وفي ايران يحاولون اسقاط الاقتصاد كمقدمة لاسقاط حكم الفقهاء ، الا ان اخطر انواع اسقاط التمكين ما يجري في العراق من خلال استغلال عواطف الناس وخلط الاوراق لتضيع البوصلة على المتدينين.
كيف يعمل معسكر الاستكبار على ايقاف عجلة التمكين في العراق؟
منذ عام 2003 وبعد ان اصبح الشيعة شركاء في الوطن بعد ان كانوا بلا هوية ولا حقوق ، تنبه العدو الى انه امام حقيقة تمكين المعسكر المرجعي من كل امكانات المال والقدرة العسكرية والحكومية ولذلك عمل مبكرا من اجل محاربة هذا التمكين من خلال : 
_ اشاعة فكرة ان المتدينين يجب ان لا ينخرطوا في السياسة ، وكانت هذه من اخطر الافكار التي تم الترويج لها ، وانطلت على الكثير من المؤمنين وحرم البلد من كفاءات متدينة ومرجعية كان يمكن ان تضاعف تحرك عجلة التمكين للمؤمنين ، وفتح المجال واسعا ليتصدى للحكم اشباه المتدينين فيعيثوا في الارض فسادا ، وبالنتيجة تم ايهام الناس بأن المتدينين غير قادرين على الحكم والادارة .
_ وبطريقة موازية تم العمل على تسقيط القيادات المؤمنة والمجاهدة وبحملة شعواء استمرت لسنين عديدة وما زالت مستمرة ، وعلى رأس هذه القيادات كانت المرجعية العليا الشريفة تلتها الكثير من القادة والمصلحين والذين اصبحوا بسبب كثرة التهم والتشكيك فاسدين بأعين الكثير من الناس البسطاء.
ان التمكين هدف الهي ومشروع يحتاج الى وعي وبصيرة واطلاع ومعرفة تامة بمخططات العدو واساليبه الخبيثة ، ولذلك علينا ان نعيد النظر في منظومتنا الفكرية منذ الان اذا كنا فعلا نريد ان نكون انصارا وخدما في دولة العدل الالهي وان يكون التمكين احد اولى اولوليات حياتنا المهدوية.
ومن هذا المنطلق نؤكد على حماية الحشد الشعبي المبارك فهو احد مصاديق التمكين العسكري للمؤمنين ، وان مسؤولية حماية هذا الحشد والحفاظ عليه وتقويته ودعمه بكل السبل مسؤولية كل المؤمنين، ولو تعرض لا سمح الله لخطر وجودي فينبغي على الجمهور المؤمن الضغط الجماهيري لافشال هذه المخططات.
اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك