"الجزء الأول"
رسل السراي
كان العراق والمعروف في العصور الكلاسيكية القديمة، بلاد مابين النهرين، فهو معروف بحضاراته العريقة التي امتدت من ألاف السنين، فهو بلد الأنبياء والأئمة الصالحين، وهو بلد الخير والكرم، ومعروف ببسالة وقوة جيشه، يشتهر العراق بموقعه الجغرافي المتميز، حيث يلتقي ببعض الدول بحدود مفتوحة، من الشرق إيران ومن الغرب سوريا والأردن، ومن الشمال تركيا ومن الجنوب الكويت والسعودية .
النظام المتبع في العراق حالياً هو النظام البرلماني الاتحادي، يتكون من 18محافظة عاصمته بغداد، وللحديث عن أنظمة الحكم التي عاصرها العراق، لابد من ذكر أنظمة الحكم المتعددة فيه، وهي الملكية والجمهورية والبرلمانية، نبدأ بالنظام الملكي.
"العراق" في ظل الحكم الملكي :
كان العراق أيام نظام الحكم الملكي، يسمى (بالمملكة العراقية )، وكان الملك هو الذي يتولى جميع الأمور في المملكة، وكان الحكم يسري عن طريق التوريث أو الوراثة، بدأ الحكم الملكي منذ تعيين الملك فيصل الأول ملكا عام 1921، إلا أن البلاد لم تنل الاستقلال إلا بعد عام 1932، لتكون من أوائل الدول العربية، التي استقلت عن الوصاية الأوربية، وتحديدا الانتداب البريطاني .
أسست المملكة العراقية، على أثر تداعيات الثورة العربية الكبرى، حيث كان يراود في هذه الفترة عدة ملوك لتولي زعامة الدول العربية، واستمرت هذه الحقبة حتى شباط - فبراير عام 1958، حيث دخل العراق مع الأردن في كيان غير اندماجي، أطلق عليه (الاتحاد الهاشمي العربي )، لكن هذا الاتحاد لم يدم سوى أشهر؛ حيث قاد (عبد الكريم قاسم)، انقلاباً على الحكم الملكي في العراق، وأعلن الجمهورية في البلاد بعد ثورة 14 تموز 1958، والتي كانت نهاية حكم الهاشميين والنظام الملكي في العراق .
النظام العراقي الجمهوري :
أعلنت الجمهورية العراقية، ولأول مرة من خلال إعلان بيان ثورة 14 تموز، التي قادها الزعيم (عبد الكريم قاسم )، والتي تشكلت على أثرها الجمهورية العراقية، حيث تولى (الزعيم عبد الكريم قاسم ) رئاسة الوزراء ووزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، كما تولى رفاقه وشركائه في الثورة عدة مناصب في الدولة، بعد نجاح الحركة مباشرة، أشترك قادة الثورة في تولي المهام والمسؤوليات، بدافع المصلحة العامة لبناء العراق، بعد تركه كبيراً من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي ورثها العراق أبان الحكم الملكي .
ساهم الجميع بروح من الأخوية والشجاعة، لبناء بلدهم فقاموا بتشريع القوانين لتحسين التعليم والتشجيع عليه، والقضاء على الإقطاع والتخلص من جذور النظام الملكي في تعسفه في معاملة الفلاحين، وتحسين المعيشة، وبناء مساكن للطبقة الفقيرة والفلاحين، والاهتمام بالصحة .
https://telegram.me/buratha