دراسات

الرداء الحقيقي للمدنية الراهنة..!

11285 2017-12-31

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

ما لقيصر لقيصر، وما لله لله.. هذا هو الشعار الذي يعتنقه، من يفضلون أن يطلق عليهم أسم"المدنيون".

قيصر في هذا الشعار ند للخالق عز وجل! فقد قسموا الوجود على إثنين، نصف لقيصر الحاكم ونصف لله، وما لله يجب أن يتعامل معه بصمت مطبق، خلف الجدران فقط، في الكنائس والجوامع وأماكن العبادة، وما خلاها فهو مساحة الحاكم القيصر، لا ينازعه فيها أحد، ولو كان الخالق جل في علاه!

هذه هي جدلية المثقفين وأنصافهم وأشباههم، وهونفسه جدل دعاة الدولة المدنية، وهم فئة  تمتلك أصواتا عالية، رفعت من مستوى اعتناقها لبعض المفاهيم السياسية، إلى مستوى الاعتقاد الإلتزامي!

المتمدينون؛ من دعاة المدنية، تبنوا إعتقادا ظلاميا؛ وإن كانوا يدعون الى الإنفتاح؛ فهم متشددين بمعتقدهم، يعتقدون أنهم وحدهم؛ يمتلكون مفاتيح الحقيقة وأقفال المستقبل، وان غيرهم مخطئين فشلوا على مر الزمان!

الأديان لاسيما السماوية منها؛ لا تدعو إلا إلى الفضائل، إلا أن المفاهيم الجديدة؛ ودعونا نصفها مثلما يصفها معتنقيها بالمفاهيم المدنية، أسقط معتنقوها ثقافة الاستبداد على الأديان، وهو إسقاط لا ينم عن خطأ بل عن تصميم؛ لأنهم كانت أبدا عيونهم على الاستبداد، واستظلوا بظل أفياءه الحالكة، وهو إستبداد مارسه حكام "مدنيون" وليسوا "دينيين" قطعا.

في محيطنا العربي الإسلامي، لم تكن الدولة دينية بتاتا، على مر خمسة عشر قرنا، ما خلا أربع سنوت وبضعة شهور، هي حكم علي بن ابي طالب عليه السلام، هذه الفترة التي عدتها الأمم المتحدة، أفضل فترة عدالة في تاريخ البشرية على الإطلاق، فقد كانت وحدها فترة حكم قائم على أساس ديني خالص!

كان الحكام يحكمون على أساس ديني؛ كما يبدو من عناوينهم، معظمهم كانوا "خلفاء"، والخليفة حاكم زمني وديني، ولكن خليفة الله ، كان يدور في اليوم والليلة على ألف من الجواري، مختبرا فحولته متباهيا بها، منتشيا بمديح الشعراء لغزواته الجنسية، وكانت الخمور والغلمان في بلاطهم، هي الطابع الرسمي، مثلما كان يفعل هارون، ويذهب في العام نفسه ماشيا إلى الحج، في ازدواجية كانت تتكرر مع كل الحكام، الذي كانوا قبله وبعده، عدا واحد فقط إزدرى الدنيا وما بها، فقال له: يا دنيا غري غيري..! 

لم يقرأ هؤلاء المتمدينين حقائق الأديان، بل تمسكوا بما فعله الحكام باسم الدين، أوربا كانت مثالهم، حيث كان ناشطا؛ ذلك التحالف المرعب، بين الكنيسة والملوك، والذي قاد أوربا إلى سلسلة من الحروب، تحت راية الصليب ومحاكم التفتيش.

الكنيسة أكتشفت لاحقا؛ خطأ تحالفها مع الملوك والأباطرة، وأنها خسرت الرب والشعب، فانسحبت إلى أضيق حيز متاح لها، واكتفت بدولة واحدة فقط ، قائمة على أساس ديني، على مساحة أكبر بقليل من قرية، وأطلقوا عليها الفاتيكان، كان الاتفاق بين الطرفين؛ ان يصبح الحاكم اي حاكم، ندا للخالق عز وجل، مساويا له بالحقوق والإمتيازات..

كلام قبل السلام: المدنية بمعناها الراهن، إمتداد لكل الإستبداد المضاد للمدنية الحقة!

 

سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك