عباس الكتبي
جاء في فرائد السمطين للحمويني، ج٢،ص٣٤-٣٥، بإسناده عن ابن عباس:(( أن رسول الله"ص"كان جالساً ذات يوم، إذ أقبل الحسن"ع"فلما رآه بكى،ثم قال:إليّ إليّ يا بني،فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى،ثم أقبل الحسين"ع"فلما رآه بكى،ثم قال: إليّ إليّ يا بني،فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى،ثم أقبلت فاطمة"ع"فلما رآها بكى،ثم قال:إليّ إليّ يا بنية فاطمة،فأجلسها بين يديه، ثم أقبل أمير المؤمنين علي"ع"فلما رآها بكى ثم قال:إليّ إليّ يا أخي،فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن،فقال له أصحابه:يا رسول الله، ما ترى واحداً من هؤلاء إلاّ بكيت،أو ما فيهم من شرّ برؤيته؟،فقال:والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية،إني وإياهم لأكرم الخلاق على الله عز وجل،وما على وجه الأرض نسمة أحب إليّ منهم،أما علي بن أبي طالب…-ذكر فضله وما خصه الله به-ثم قال:وأما ابنتي فاطمة،فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهي بضعة مني وهي…إلى أن قال "ص":وإني لمّا رأيتها،ذكرت ما يصنع بها بعدي،كأني بها قد دخل الذُل بيتها،وانتُهكت حرمتها،وغُصِب حقها، ومُنِعت إرثها،وكُسِر جنبها،وأُسقطت جنينها…إلى أن قال"ص":اللهم العن من ظلمها وعاقب من غصبها وذلل من أذلّها،وخلّد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها،فتقول الملائكة عند ذلك:آمين)).
جاء في أمالي الطوسي،والبحار،ج٤٣،(( قال عبدالله بن العباس:لما حضرت رسول"صلى الله عليه وآله"الوفاة بكى حتى بلّت دموعه لحيته.
فقيل له:يا رسول الله،ما يبكيك؟
فقال:ابكى لذريتي وما تصنع بهم شرار أمّتي من بعدي،كأني"بفاطمة" بنتي وقد ظُلمت بعدي،وهي تُنادي: يا أبتاه،فلا يعينها أحد من أمتي، فسمعت ذلك فاطمة"عليها السلام" فبكت،فقال رسول"صلى الله عليه وآله"لاتبكي يا بنية،فقالت:لست أبكي لما يصنع بي من بعدك ولكني أبكي لفراقك يا رسول الله،فقال لها:أبشري يا بنت مُحمد بسرعة اللحاق بي،فإنِك أول من يلحق بي من أهل بيتي)).
في كتاب سُليم بن قيس،((روى سُليم، عن عبدالله بن عباس،أنه حدثه-وكان جابر بن عبدالله إلى جانبه-:أن النبي "صلى الله عليه وآله"قال لعلي،بعد خطبة طويلة:إن قريشا ستظاهر عليكم،وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك،فإن وجدت أعوانا فجاهدهم، وإن لم تجد أعوانا فكف يدك،واحقن دمك،أما إن الشهادة من ورائك،لعن الله قاتلك،ثم أقبل"ص"على أبنته "عليها السلام"فقال:إنك أول من يلحقني من أهل بيتي،وأنت سيدة نساء أهل الجنة،وسترين بعدي ظلما وغيضا،حتى تُضربي،ويُكسر ضلعُ من أضلاعك،لعن الله قاتلك…)).
..يتبع